الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ثورة إدارية فى الكنيسة.. البابا تواضروس فى مهمة كبرى للإصلاح الإداري

البابا تواضروس
البابا تواضروس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تجليس اثنين من الأساقفة على المطرانيات.. وسيامة 5 أساقفة.. ترقية 6 لدرجة المطران
«المطران بيتجوز الإيبارشية».. تلك المقولة التى تعكس أن الأسقف أو المطران المُجلس على إيبارشية، بات لصيقا لها ولشعبها إلى نهاية حياته، وأنها ستكون «قلاية خدمته» طالما مازال على قيد الحياة، إلا إذا أراد الله مثلا أن يكون بطركًا.
ومثلما أن للتجلس فوائد عدة على جميع نواحى الحياة الخدمية والروحية والتدبيرية، فهناك أيضا بعض السلبيات لذلك، فاليوم ليس كالبارحة، ومع التطور التكنولوجى الرهيب الحاصل حاليًا، باتت أوجه الخلافات وكيفية تناقلها وتناولها وانتشارها أمرا يسبب الكثير من الأزمات، ويبدو أيضا أن البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أصبح شخصا لا يسعى لعدم تكرار أى أزمات، بل ويسعى من خلال قراراته بصحبة المجمع المقدس، لأن يسلك دروبا قد تنحيه عن تلك المشكلات لاحقا، فى محاولة لوضع الكنيسة على «التراك الهادي»، فى مهمة كبرى للإصلاح الإدارى داخل الكنيسة الأرثوذكسية. 
وخلال الترقيات والرسومات الأخيرة للبابا، والتى شملت تجليس اثنين من الأساقفة على المطرانيات، وسيامة 5 أساقفة جدد، وأيضا ترقية 6 أساقفة لدرجة المطران بات متجلى خلال سيامة الأساقفة الجدد، على أن يسيمهم أساقفة عموم، حيث الأسقف العام لأ يُجلس على إيبارشية محددة، فيكون لصيقا لها ولشعبها مدى الحياة، بل يمكن تحريك مكان خدمته، وتغيير الإيبارشية المسئول عنها طالما ما زال أسقفا عاما، وذلك فى محاولة لإعطاء الأساقفة الجدد وشعب الإيبارشية التى سيخدم بها، أن «يتعرفوا على بعض» فى محاولة لقياس مدى التوافق بين الطرفين، وأنه فى حالة «ارتياح الطرفين» فمن السهل على البابا أن يجلس أولئك الأساقفة على تلك الإيبارشيات، أما إذا حدث عدم توافق، فيكون من السهل عليه تغيير مكان خدمته بشكل كنسى صحيح، إلى أن يصل الأمر بين الأسقف والإيبارشية لـ«ظبط الكيميا»، وكى يفوت الطريق التى تؤدى إلى ضيق سواء للأسقف أو لشعب الإيبارشية.
حبل الرعاية ممدود..
البابا يضع 4 محاور لبرنامج عمل الأسقف 
الأسقف راع محب ومعلم مشبع ومدبر حكيم وساهر أمين
ألقى قداسة البابا عظة فى قداس سيامة الأساقفة الجدد، قال فيها، نشكر الله الذى أعطانا من نعمه الكثيرة فى كل صباح، وأعطانا الآن تجليس اثنين من الآباء الأساقفة وسيامة خمسة آخرين جدد وترقية ستة مطارنة، ففى صباح الأحد الثالث من شهر هاتور وهو شهر الزرع والأب الأسقف أيضًا عمله هو الزرع، وفى النصف الثانى من هذا الشهر يبدأ صوم الميلاد الذى ينتهى ونستقبل به ميلاد السيد المسيح وينتهى العام ونحن صائمون.
وفى قراءات الأحدين الأول والثانى نجد أننا نقرأ مثل الزارع وفى الأحد الثالث نجد قراءاته تتحدث عن التلمذة الحقيقية ونجد عبارة تربط بين قراءات الآحاد الثلاثة وهى «من له أذنان للسمع فليسمع» وهى عبارة تتكرر فى سفر الرؤيا الذى يسمونه سفر الأبدية وهذه وصية هامة، للإنسان أن يسمع بأذن قلبه.
برنامج عمل الأسقف 
وفى مناسبة إقامة وسيامة الآباء وفى حضور الآباء الأساقفة نرى أن عمل الأسقف مستمد من خدمة السيد المسيح، فنحن رأينا فى خدمة السيد المسيح النهوض والعلم ورأينا فيه أمثلة وقدوة لنا، لذا اخترت أربعة ألقاب نراها فى ربنا يسوع تصلح لتكون برنامج عمل الأسقف: 
١- الأسقف راع محب: 
نحن نقرأ فى تذكارات الأساقفة والبطاركة إنجيل الراعى الصالح والأسقف أب محب يرعى بالصلاة والأبوة ومدخله للرعاية أن يحب كل أحد والراعى الصالح قلبه مفتوح لكل أحد وهو كراع محب يعمل فى صفوف الرعى ويخدمهم ووسيلته ليست الذات بل الحب.
والأبوة فى الكنيسة تعلمنا أن سلطة الأسقف فى أبوته، فينبغى أن تظهر أبوته فى كل صباح ومساء فهو يشبع الكل ويستر على الكل.
وإذا نظرنا لربنا يسوع المسيح نجد أنه أظهر الحب فى كل عمل مثلما عمل مع زكا العشار والمرأة الخاطئة، تقابل معهم بكل حب فالأسقف هو الراعى المحب.
٢- المعلم المشبع: 
ينبغى أن يكون معلمًا صالحّا مشبعًا والشبع نجده فى الكتاب المقدس «فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله» فهو يعيش بالوصية ويشجع أبناءه ليعيشوا بالوصية، فلا يكتفى بأى أنشطة أخرى وكما قالت الدسقولية «أمحو الإثم بالتعليم» فهو معلم مشبع يجب أن يشبع كل قطيع الرعاية بالروح الكتابية الآبائية وبتراث الكنيسة وتاريخها المجيد، فيوجد مثلًا من يحب أصناف معينة من الطعام وأيضًا فى الشبع الروحى يوجد تنوع كبير جدًا، ونجد ذلك فى الألحان والقراءات الكنسية.
٣- مدبرًا حكيمًا
صفة التدبير هى علم الإدارة فى العلوم الإنسانية فيكون مدبرًا حكيمًا. مدبرا فى نشاط الإيبارشية وحياة الكهنة واحتياجات الرعية.
ولكن التدبير يجب أن يكون بحكمة سواء فى التعمير أو الأمور المالية يجب أن يكون مدبرًا فى الحياة الداخلية لأمور الكهنة وينبغى أن تكون لديه رؤية مستقبلية ومشبع لكل أحد، والمدبر الحكيم لا ينسى أو يتغاضى عن أخوة الرب، وهذه من أولويات الخدمة ويجب أن يتصف بالحكمة. كيف يواجه المشكلات وكيف ينطبق عليه قول الكتاب المقدس «لا يصيح ولا يسمع أحد صوته، فتيلة مدخنة لا يطفئ» هذا المدبر الحكيم فهو يخرج ذاته من أى موضوع أى ينكر ذاته لأنها عدو مقيم داخل الإنسان ويصير مدبرًا حكيمًا بين كل أحد فى المشكلات الكبيرة والصغيرة ويطلب الحكمة من الله.
والحكمة تاج فى حياة الكنيسة وحياة الأسقف والراعى بصفة عامة وليس فقط الأسقف راع محب أو معلم مشبع أو مدبر حكيم بل أيضًا ساهر أمين.
٤- الساهر الأمين
فالله أعطى لكل إنسان حقل عمل ولكن فى كل شىء يجب أن يكون ساهرًا أمينًا، فلا يجب أن يغيب عن رعيته وقتا طويلا. يجب أن يكون متواجدا بين رعيته على الدوام. يجب أن يتواجد باستمرار فى حياة الرعية. هذا نوع من السهر والأمانة.
والساهر الأمين صفة تشمل الأب الأسقف وإذا كان كذلك يستحق سماع الصوت الإلهى «كنت أمينا فى القليل فأقيمك على الكثير أدخل إلى فرح سيدك».
الساهر الأمين يضع أمامه كلمات بولس الرسول «من أجلك نمات كل النهار». الساهر الأمين ساهر على توبة كل أحد.
بولس الرسول وقف أمام قسوس أفسس وقال لهم «ثلاث سنين لم أفتر عن أنذر بدموع كل واحد منكم» وكانت خدمته مليئة بالدموع، والسهر ليس بمعناه المادى بل الروحي، وأضاف البابا، نعم كثيرة من الله أنه أعطاها لنا بعد تدشين الكاتدرائية.
وخلال العشرة أيام الأخيرة احتفلنا باليوبيل الذهبى لتدشين كنيسة مارجرجس سبورتنج ثم تم تدشين الكاتدرائية ثم سيمنار المجمع المقدس وكان ناجحًا ثم رسامة آباء كهنة جدد وها نحن اليوم نقيم تجليس اثنين من الآباء الأساقفة ورسامة خمسة آخرين جدد وترقية ستة لرتبة المطرانية.
نشكر الله على نعمه وهذا يبين كيف أن الله يعمل معنا وكيف أن الكنيسة ولود وهو الذى تكلم عنه إنجيل هذا الصباح فالإنسان يكون تلميذًا من خلال المحبة والتكريس. وسيبدأ الآباء الصوم مدة سنة كتقليد الكنيسة ونحن نصوم معهم من اليوم صوم الميلاد ونحن ننال بركة الصوم أيضًا لنبدأ عاما جديدا.
ليباركنا الله بكل نعم روحية وليعطينا أن يحفظ كنيستنا وبلدنا ونتذكر شهداءنا ونصلى من أجل المصابين ونصلى على الدوام أن يعطينا من نعمه الكثيرة وأن تكون حياتنا مرضية أمامه على الدوام.