رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

التجربة الإيرانية.. حرس ثوري عراقي.. الميليشيات تسيطر على المنافذ وتجمع الضرائب وتلعب سياسة.. دفع 600 دولار شهريًّا لكل مقاتل في "الحشد الشعبي"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشر موقع «شانيل نيوز أشيا» الإخباري، تقريرًا عن الأوضاع فى العراق، وكيف يحاول قادة الميليشيات الشيعية الفائزون فى الانتخابات البرلمانية العراقية التى جرت مايو ٢٠١٨ التفرد فى اتخاذ القرارات، والتحول لوضع مشابه لما عليه الحرس الثورى الإيراني. 
وتناول التقرير قصة حسن فدعم الجنابي، الذى كان عسكريًّا عراقيًّا خلع بدلته العسكرية وارتدى حلة مدنية هو وأربعة وأربعون قائدًا آخرون من قادة الميليشيات الشيعية لخوض المعترك السياسي، إذ كانوا ضمن تحالف الفتح فى الانتخابات الماضية، والذى تصدر المركز الثانى فى ترتيب التحالفات الانتخابية.


وعندما حث رجل الدين الشيعى الأعلى فى العراق، آية الله على السيستانى الشيعة على الانضمام إلى القتال ضد تنظيم داعش عام ٢٠١٤، كان «فدعم» من بين عشرات آلاف الشيعة، الذين استجابوا للنداء، وقاد كتيبة الفجر، وهى إحدى كتائب ميليشيات الحشد الشعبى وقوامها ٣٤٠٠ مقاتل.

وبعد هزيمة التنظيم الإرهابى فى مدينة جرف النصر الواقعة جنوب بغداد، ضغط «فدعم» على الحكومة المحلية فى مدينة الحلة، لإلغاء حقوق التملك لسكان السنة فى المنطقة، بحجة أنهم مرتبطون بتنظيم داعش، ووافق مجلس المدينة على طلبه.

وبعد انتخابه مايو الماضي، ممثلًا لمدينة الحلة، يقول «فدعم» لمعدة التقرير، الصحفية جانيت مبريد، إنه يكرس وقته الآن للسياسة، وكثيرًا ما يظهر فى البرامج الحوارية، التى تبث على القنوات التليفزيونية الشيعية، لإيصال رسالته

ويحذر بعض السياسيين العراقيين والضباط العسكريين من أن طهران تحاول من خلال الميليشيات الشيعية إنشاء نسخة عراقية من الحرس الثورى الإيراني، الذى يعد جهازها الأمنى الموازى ويمتلك إمبراطورتيها التجارية الضخمة، فالميليشيات العراقية لها أيضًا أسهم فى شركات البناء والتجارة والاستيراد.

وفى معبر صفرة الحدودي، يقوم أعضاء ميليشيا منظمة بدر بجمع التعريفات الجمركية والضرائب الجمركية على البضائع المنقولة من المنطقة الكردية فى الشمال، وقدر أحد كبار المسئولين العراقيين السابقين، والذى رفض ذكر اسمه فى التقرير، أن ما لا يقل عن ١٢ إلى ١٥ مليون دولار أمريكى هى أرباح منظمة بدر كل شهر.


وقال 3 من أصحاب مكاتب صرف العملات فى وسط بغداد، يدفعون رسومًا للميليشيات الشيعية لحماية أعمالهم، كما خصصت الحكومة العراقية نحو مليار دولار للميليشيات خلال الحرب مع تنظيم داعش الإرهابي، إذ كان يتم دفع ٦٠٠ دولار أمريكى شهريًّا لكل مقاتل فى ميليشيا الحشد الشعبي، وهو ثلاثة أضعاف راتب الجندى العادي، والذى يبلغ ٢٠٠ دولار أمريكي.

وتحدث بعض نواب تحالف الفتح فى لقاءات صحفية، عن كيف أنهم حولوا نجاحهم فى ساحة المعركة إلى انتصارات انتخابية، ومن ثم مالية، ولم يتم التصديق على حكومة رئيس الوزراء العراقي الجديد، عادل عبدالمهدي، من البرلمان بعد، لكن المؤكد أن ممثلى الميليشيات بالبرلمان فى أفضل من أى وقت سبق، ويستطيعون التأثير على السياسات المتعلقة بالأمن الداخلى والسياسة الخارجية للبلاد، بحسب التقرير.

وقال حيدر العبادي، الذى سبق عبدالمهدى فى منصب رئيس الوزراء: إنه يخشى أن يقوض رجال الميليشيات فى البرلمان جهود توحيد العراق، والذى يحاول تحقيق التوازن بين مطالب السنة والكرد والشيعة بعد سنوات طوال من الصراع الطائفي، خاصة مع بداية تعافى اقتصاد البلاد من آثار المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي. ومن بين حلفاء إيران فى العراق منظمة بدر، التى فازت بـ ٢١ مقعدًا فى الانتخابات، وعلى مدى عقدين من الزمن، قاد زعيم المنظمة، هادى العامرى المعركة ضد نظام صدام حسين من المنفى فى إيران، وقال كريم نوري، القيادى فى منظمة بدر، لمعدة التقرير، جانيت مبريد، إن الاتصالات مع إيران مستمرة «لإبقاء منافسى طهران- الولايات المتحدة- تحت السيطرة» دون الخوض فى المزيد من التفاصيل. 

وفى الولايات المتحدة، هناك بعض السياسيين قلقون من النجاح الذى حققه قادة الميليشيات الشيعية فى الانتخابات، فقد قدم أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون ديفيد بيردو وتيد كروز وماركو روبيو، مشروع قانون من شأنه فرض عقوبات على اثنتين من الميليشيات المدعومة من إيران فى العراق، هما: عصائب أهل الحق وحركة النجباء.