الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

يسري أبو شادي يتحدث لـ"البوابة نيوز".. خبير الطاقة النووية: تأخر مصر في استخدام المفاعلات سياسي وليس فنيًا.. تعظيم الاستفادة من الصناعة المحلية بـحد أدنى 20% أهم شروط الاتفاقية المصرية الروسية

الدكتور يسرى أبوشادى
الدكتور يسرى أبوشادى فى حواره لـ«البوابة نيوز»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خبراتنا المحدودة فى هذا المجال وراء تأخر ظهور مفاعل الضبعة.. وعلاقتنا الاستراتيجية مع روسيا ستعالج الأمر
عبدالناصر خطط لإنشاء محطة نووية.. والسادات اتفق مع أمريكا على إنشاء أول مفاعل مصرى
وتل أبيب أوقفت المشروع بالتعاون مع شركة سينوهايدرو الصينية
الطاقة النووية الأرخص فى العالم.. وصمما منذ خمس سنوات مفاعل مصغر بجامعة الإسكندرية
ينتظر المصريون خروج المفاعل النووى بالضبعة إلى النور بفارغ الصبر، خاصة بعد تأخر الظهور بعض الوقت طبقا لجداول التوقيت المعلنة، وهو المشروع الذى من المفترض أن ينقل مصر إلى مصاف الدول الكبرى المنتجة للكهرباء. الدكتور يسرى أبوشادى كشف فى حواره لـ«البوابة نيوز» تفاصيل العمل الجارى حاليا لإنجاز المشروع الضخم، مؤكدا أن تعظيم الدور المصرى فى تنفيذ المشروع النووى فى الضبعة بالتعاون مع الشركة الروسية «روساتوم»، كحد أدنى 20% من الصناعة المصرية فى المفاعل الأول على الأقل، وتتزايد تدريجيا لـ 40% وأتمنى أن تصل لـ 50% فى المفاعل الرابع، وكان من ضمن اشتراط الجانب المصرى فى التعاقد مع الشركة الروسية على مشاركة الصناعه المحلية.. وإلى نص الحوار: 

■ ما سبب تأخر مصر فى استخدامها للنووى؟
- سبب التأخير سياسى بالقطع وليس فنيا، لأنه يوجد عنصر هام جدا فى المفاعلات النووية عندما تبدأ فى العمل وهو الوقود من اليورانيوم، ولكن فى العمل بها يتحول إلى بوروتنيوم «والتى تصنع منها القنابل الذرية»، وكلنا ندرك أن إسرائيل صنعت قنابل ذرية وكانت تملك مفاعل ديمونة ويعمل منذ ٦٤، وذكر أنه فى حرب ٦٧ إسرائيل كان لديها مكونات القنبلة الذرية الأولى، وفى عام ٧٣ إسرائيل أصبح لديها ١٢ قنبلة ذرية يمكن استخدامها، وحدثت فى مصر حالات طوارئ، والمفاعلات النووية هى مصدر رئيسى يمكن استخدامه فى القنابل الذرية، والعالم يدرك أنه مهما تحدثنا عن أغراض سلمية لا نصبح جثة هامدة، عبدالناصر كان لديه حماس لإنشاء محطة نووية ولكن مع دخول مصر فى مشاكل داخلية وحرب الاستنزاف، أصبح لديه عدم اهتمام بالمشروع النووى.
ومنذ مجىء أنور السادات بدأ فى التفاوض مع أمريكا، وتم الاتفاق على أن أمريكا ستقوم بإنشاء أول مفاعل لمصر، ورفض الكنيست الإسرائيلى أخذ المفاعل وتم وقف المشروع.
وفى السبعينيات تم الضغط على السادات بتوقيع اتفاقية منع نشر الأسلحة النووية.
وفى عهد حسنى مبارك كان عليه ضغوط كثيرة من الأمريكان ولم يتم إقامته، ومصر ليس لديها برنامج نووى عسكرى مثل إسرائيل، وفى ٨٦ وقعت حادثة تشرنوبل، وكان أكبر عذر لمبارك لتأجيل النووى أكثر من ٢٠ سنة، وفى أواخر ٢٠٠٦ حينما كان جمال مبارك أمين السياسات «أعلن خلالها أن مصر ستعيد البرنامج النووى، ولكن فى إبريل ٢٠٠٧ صحح مبارك خطأ جمال وأعلن إعادة البرنامج النووى المصري، وتراجع لعدة أسباب منها مناقصات واتفاقيات مع دول أخرى ومتاهات كثيرة، وكان لا يعمل بجدية للمشروع» وفى عهد الرئيس السيسى، وقبل إعلانه عن المبادرة؛ التقيت إبراهيم محلب رئيس الوزراء سابقا، وتمت صياغة خطوات للسير على الطريق النووى الصحيح.

■ وما أهم هذه الخطوات؟ 
- أولا البعد عن المناقصات، لأن لدينا دراسة على كل الشركات النووية فى العالم «كوريا الجنوبية، روس أتوم» وتم اختيار روس أتوم بالأمر المباشر، لأنها تملك جميع الأجزاء، وتم رفض كوريا لأنه يجب أخذ التراخيص من أمريكا، ثانيا ينبغى أن يكون كل الوقود مستوردا من الروس، على أن يعود الوقود المستهلك إليهم مرة أخري، بالإضافة إلى تعيين شباب مصرى للعمل فى الموضوع النووى، مع تطوير الصناعة المصرية لتكون قادرة على بناء المفاعلات بعد الانتهاء من الأربعة مفاعلات الأولي. 
■ هل سبق وقمت بإنشاء مفاعل كتجربة؟
- نعم؛ منذ خمس سنوات تم تصميم مفاعل صغير كنموذج مع طلاب جامعة الإسكندرية، وتم تصنيعه فى إحدى الشركات المصرية.


■ هل حصلت وزارة الكهرباء على تراخيص أرض الضبعة؟
- حتى يومنا هذا أرض الضبعة لم تأخذ تراخيص لمبانى المحطة، ويقال إنه على وشك. 
■ هل النووى هو الحل الأمثل لحل مشكلة نقص الطاقة فى مصر؟ 
- نعم، لأنه عنصر هام جدا، وهو يعتبر طاقة نظيفة لا تستخرج ثانى أكسيد الكربون، ولا تؤثر على البيئة من التلوث الحراري، والنووى طاقة كبيرة فالمفاعل الواحد ينتج ١٢٠٠ ميجا وات والأهم أنه طاقة مستمرة طول الوقت ٢٤ ساعة ويعمل دون توقف.

■ هل موقع الضبعة يواجه عقبات؟ 
- الموقع درس منذ ٣٥ سنة وتم تخصيصه فى عهد السادات قبل وفاته، حيث وافق على تخصيص الأرض وهى على بعد ١٥٠ كيلو من الإسكندرية، وأكد أن أرض الضبعة كبيرة تصلح لبناء ٨ مفاعلات وأكثر وهى ٥٦ كيلو مترًا مربعا، وتم أخذ ١٣ كيلو مترًا مربعا منها من الناحية الغربية وفعلها الرئيس السيسي. 
■ هل هناك مخاطر جراء بناء المفاعل؟
- لا، ولكن فقط عند فقدان المبرد بالكامل فى المفاعل والوقود ينصهر، لكن التصميم الجديد لشركة روساتوم يحتوى على الأمان العالى فى المفاعل، وتم تصميم وعاء من السيراميك تحت المفاعل. 

■ ولماذا كل هذا التأخير فى إنشاء المفاعل؟
- لأنه ليست لدينا خبرة كبيرة ؛ ولكن عندما وقعنا الاتفاقية مع الروس كانت الخطة أنه فى عام ٢٠٢٣ يبدأ أول مفاعل فى العمل، ولكن حتى الآن أول مفاعل يبدأ بناؤه ٢٠٢٠.
■ هل من الممكن أن تتراجع مصر عن استخدام النووى؟
- لا، علاقتنا استراتيجية مع الروس، وهم تنازلوا عن شروط كثيرة فى العقد، ولكن فى ٢٠٣٢ بعد الانتهاء من بناء الأربعة مفاعلات، سينجح المفاعل ودخله يصبح فى السنة ٥ مليارات، وخلال ٥ سنين ٢٥ مليارا، ويعتبر من أفضل العقود على الإطلاق، وسيتم سداد القرض. 
■ هل المفاعل النووى له تأثير على الاقتصاد المصرى؟
- نعم، لأن المحطة النووية تعتبر من أرخص المحطات فى الاستخدام عند وضعها على الشبكة، لأن اليورانيوم يكلف ٢٥ مليون دولار فى السنة وأرخص من البترول والغاز، وعلى المدى المتوسط والبعيد أرخص بكثير، والمحطة تستخدم لـ ٨٠ عاما.