الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

خير الدين الزركلي.. شاعر الوطن

خير الدين الزركلي
خير الدين الزركلي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفي الأوساط الأدبية اليوم بذكري وفاة الكاتب السوري خير الدين بن فارس الزِرِكْلِيّ من أصل كردي حيث نشأ في دمشق وتعلم في مدارسها الأهلية وأخذ عن معلميها الكثير من العلوم خاصة الأدبية منها، كان مولعا في صغره بكتب الأدب، وقال الشعر في صباه.
أتم دراسته بالقسم العلمي في المدرسة الهاشمية بدمشق، ثم عمل فيها مدرسًا بعد التخرج، كما أصدر مجلة الأصمعي الأسبوعية فصادرتها الدولة العثمانية، وانتقل إلى بيروت لدراسة الآداب الفرنسية في الكلية العلمانية "اللاييك"، وبعد التخرج عين في نفس الكلية أستاذًا للتاريخ والأدب العربي.
أصدر في دمشق جريدة يومية، بعد الحرب العالمية الأولى، بعنوان "لسان العرب"، إلاّ أنها أغلقت لأسباب غامضة لا يعرفها أحد، ثم شارك في إصدار جريدة المفيد اليومية وكتب فيها الكثير من المقالات الأدبية والاجتماعية، على أثر معركة ميسلون ودخول الفرنسيين إلى دمشق حُكم عليه من قبل السلطة الفرنسية بالإعدام غيابيًا وحجز أملاكه إلاّ إنه كان مغادرًا دمشق إلى فلسطين، ثم مصر فالحجاز.
عام 1921 تجنس الزركلي بالجنسية العربية في الحجاز، وانتدبه الملك حسين بن علي لمساعدة ابنه الأمير عبدالله بإنشاء الحكومة الأولى في عمّان، حيث كلّف بمنصب مفتش عام في وزارة المعارف ثم رئيسًا لديوان الحكومة "1921ـ 1923"، ولقد ألغت الحكومة الفرنسية قرار الإعدام على الزركلي فرجع إلى بلده سورية، وأنشأ المطبعة العربية في مصر حيث طبع فيها بعض كتبه وكتبًا أخرى.
قام الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود سنة 1934 بتعيينه مستشارًا للوكالة ثم المفوضية العربية السعودية بمصر، كما عُيّن مندوبًا عن السعودية في مداولات إنشاء جامعة الدول العربية، ثم كان من الموقعين على ميثاقها. 
كان شاعرًا مجيدًا، ومؤرخًا ثقة، ويكفيه أنه صاحب الأعلام، قام خير الدين الزركلي في مصر بدور مميز في تنفيذ المهمات القومية السياسية والإعلامية، 
بنى الزركلي علاقات حميمة مع الكتاب والشعراء والمفكرين في مصر، من منطلق أهمية الكلمة التحضيرية في تعزيز الشعور الوطني والقومي في نفوس الجماهير العربية التي تعيش الهم القومي بكل جوانبه من هؤلاء الشاعر أحمد شوقي الذي ألقى قصيدته في حفل أقيم في القاهرة عام 1926، لإعانة المتضررين في سوريا حين قامت وانطلقت الثورة السورية الثورة ضد المستعمر الفرنسي والتي مطلعها: سلام من صبا بردى أرقّ.. ودمع لا يكفكف يا دمشق يشخص الزركلي صورة الدأب العلمي المنتج في كتابه الأعلام الذي جمع فيه فأوعى فكان بحق أيسر وأشمل معجم عربي مختصر في تاريخ الرجال. فكان الزركلي في حياته مثالًا: للثائر والشاعر والباحث.
أبرز مؤلفاته: كتاب "ما رأيت وما سمعت"، سجل فيه أحداث رحلته من دمشق إلى فلسطين فمصر فالحجاز، الجزء الأول من ديوان أشعاره، وفيه بعض ما نظم من شعر إلى سنة صدوره 1925
كتاب "عامان في عمّان"،مذكرات الزركلي أثناء إقامته في عمّان وهو في جزئين، كتاب كتاب شبه الجزيرة في عهد الملك بن عبد العزيز، وايضا كتاب الوَجيز في سِيرَة الملك عَبدالعزيز.
بعد رحلة عامرة بالتأليف والتأريخ مرض الزركلي وهو في القاهرة، فذهب للعلاج في بلده سوريا، ولما آنس من نفسه شدة عاد إلى القاهرة ليموت على ضفاف النيل في الخامس والعشرين من نوفمبر عام 1976.