الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

خليل الحصري.. زعيم مدرسة التلاوة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم السبت، الموافق 24 من نوفمبر، الذكرى الـ38 على رحيل القارئ الشيخ محمود خليل الحصري، أحد أعلام مدرسة التلاوة في مصر والعالم الإسلامي، فما بين القراءات العشر، والمصحف المعلم، يظل الحصري علمًا من أعلام القرآن الخالدة عبر الزمان بفضل ما تركه من تراث حافل شهدت به الكرة الأرضية من مشارقها ومغاربها. 
ولد محمود السيد خليل الحصري في غرة ذي الحجة سنة 1335 هـ الموافق 17 سبتمبر من عام 1917، بقرية شبرا النملة التابعة لطنطا بمحافظة الغربية بمصر، وتوفي في مثل هذا اليوم من عام 1980، كان والده قبل ولادته قد انتقل من محافظة الفيوم إلى هذه القرية التي ولد فيها، وهو قارئ قرآن مصري أجاد قراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر.
انتقل والده قبل ولادته من محافظة الفيوم إلى قرية شبرا النملة، حيث ولد الحصري، وأدخله والده الكتاب في عمر الأربع سنوات ليحفظ القرآن وأتم الحفظ في الثامنة من عمره، وكان يذهب من قريته إلى المسجد الأحمدى بطنطا يوميا ليحفظ القرآن وفي الثانية عشرة انضم إلى المعهد الديني في طنطا، ثم تعلم القراءات العشر بعد ذلك في الأزهر.
أخذ شهاداته في ذلك العلم (علم القراءات) ثم تفرغ لدراسة علوم القرآن لما كان لديه من صوت متميز وأداء حسن، وفي عام 1944م تقدم إلى امتحان الإذاعة وكان ترتيبه الأول على المتقدمين للامتحان في الإذاعة، في عام 1950م عين قارئًا للمسجد الأحمدي بطنطا، كما عين في العام 1955م قارئًا لمسجد الحسين بالقاهرة. 
كان أول من سجل المصحف الصوتى المرتل برواية حفص عن عاصم، وأول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، ترعى مصالحهم وتضمن لهم سبل العيش الكريم، ونادى بضرورة إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن في جميع المدن والقرى، كما قام بتشييد مسجد ومكتب للتحفيظ بالقاهرة. 
أدرك "الحصري" منذ وقت مبكر أهمية تجويد القرآن في فهم القرآن وتوصيل رسالته، فالقراءة عنده علم وأصول، فهو يرى أن ترتيل القرآن يجسد المفردات القرآنية تجسيدًا حيًا، ومن ثَمَّ يجسد مدلولها التي ترمي إليها تلك المفردات، كما أن ترتيل القرآن يضع القارئ في مواجهة عقلانية مع النص القرآني، تُشعر القارئ له بالمسؤولية الملقاة على عاتقه.
كان يقرأ القرآن في مسجد قريته، وفي اجتماعات السكان هنالك، وفي عام 1944 تقدم إلى الإذاعة المصرية بطلب كقارئ للقرآن الكريم وبعد مسابقة حصل على العمل وكانت أول بث مباشر على الهواء له في 16 نوفمبر 1944م، استمر البث الحصري له على أثير إذاعة القرآن المصرية لمدة عشرة سنوات.
عين شيخًا لمقرأة "عبد المتعال" في طنطا، في 7 أغسطس 1948، وصدر قرار تعيينه مؤذنًا في مسجد "حمزة"، ثم في 10 أكتوبر 1948 عدل القرار إلى قارئ في المسجد مع احتفاظه بعمله في مقرأة " عبد المتعال"، ليصدر بعد ذلك قرار وزاري لتكليفه بالإشراف الفني على مقارئ محافظة الغربية.
وفي 17 أبريل 1949م تم انتدابه قارئًا في مسجد أحمد البدوي في طنطا (المسجد الأحمدي)، وفي عام 1955م انتقل إلى مسجد الإمام الحسين في القاهرة.
تقلد الحصري مناصب عديدة منها شيخ بعموم المقارئ المصرية عام ١٩٦٠، ثم مستشار فنى لشئون القرآن بوزارة الأوقاف فى عام ١٩٦٣، فرئيس للجنة تصحيح المصاحف ومراجعتها بالأزهر عام ١٩٦٣، اختير خبيرًا فنيًا لعلوم القرآن والسنة عام ١٩٦٧ بمجمع البحوث الإسلامية.
وفى عام 1963 زار دولة الكويت بدعوة من وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية لتلاوة القرآن الكريم فى شهر رمضان المبارك، وفى عالم 1964 سجل المصحف المرتل فى أنحاء العالم برواية ورش عن نافع، وفى 1965 قام بزيارة فرنسا وأتيحت له الفرصة إلى هداية 10 فرنسيين لدين الإسلام بعد أن سمعوا كلمات الله أثناء تلاوته للقرآن الكريم، وفى 1966 عين مستشارًا فنيًا لشئون القرآن الكريم بوزارة الأوقاف، وفى 1966 اختاره اتحاد قراء العالم الإسلامى رئيسًا لقراء العالم الإسلامى بمؤتمر اقرأ بكراتشى بباكستان.
وفى 1967 عين خبيرًا بمجمع البحوث الإسلامية لشئون القرآن الكريم (هيئة كبار العلماء) بالأزهر الشريف، وفى 1967 حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى فى عيد العلم وتولى عام 1967 رئاسة اتحاد قراء العالم، وسافر إلى الولايات المتحدة لأول مرة موفدا من وزارة الأوقاف للجاليات الإسلامية بأمريكا الشمالية والجنوبية. 
وفى 1977 كان أول من رتل القرآن الكريم فى أنحاء العالم الإسلامى فى الأمم المتحدة أثناء زيارته لها بناء على طلب جميع الوفود العربية والإسلامية.
وفي عام 1978، كان أول من رتل القرآن الكريم في القاعة الملكية وقاعة هايوارت المطلة على نهر التايمز في لندن ودعاه مجلس الشئون الإسلامية إلى المدينتين البريطانيتين ليفر بول وشيفلد ليرتل أمام الجاليات العربية والإسلامية في كل منهما.
كان حريصا في أواخر أيامه على تشييد مسجد ومعهد دينى ومدرسة تحفيظ بمسقط رأسه قرية شبرا النملة. 
وأوصى في خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظه، والإنفاق في كافة وجوه البر. 
توفى مساء يوم الاثنين 16 محرم سنة 1401 هـ الموافق 24 نوفمبر 1980 بعد صلاة العشاء بعد أن امتدت رحلته مع كتاب الله الكريم ما يقرب من خمسة وخمسين عامًا.