الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

المبدعون لا يعرفون قيود الزمن ووطأة سنوات العمر

جيليان سلوفو
جيليان سلوفو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تثير العلاقة بين المبدع وسنوات العمر تأملات وتساؤلات وقضايا ثقافية متعددة سواء في الشرق أو الغرب، وها هي بريطانيا تشهد في نهاية هذا العام الذي يستعد لإرهاصات شهره الأخير جائزة للمبدعين لأول عمل بعد تجاوز سن الـ50 عاما.
ومع الجائزة الجديدة في الكتابة التي استحدثت في أواخر هذا العام ببريطانيا وتحمل اسم "كريستوفر بلاند" فيما ترأس الكاتبة جيليان سلوفو لجنة الجائزة التي تمنح لأول عمل إبداعي يكتبه صاحبه بعد أن تجاوز من العمر الـ50 عاما تتردد الآن عبارات طريفة ودالة مثل: "مبدعون لأول مرة فوق الـ 60 وأحيانا الـ70 عاما إن لم يكن أكثر"!.
وتلك الجائزة البريطانية التي خصصت لتكريم الكتاب المسنين وتبلغ قيمتها 10 آلاف جنيه استرليني والتي تمنح للكتاب الذين تجاوزوا الـ50 عاما دشنتها عائلة السير كريستوفر بلاند الذي ولد في عام 1937 وقضى في مطلع العام الماضي وهو أحد كبار رجال الأعمال ومن أقطاب صناعة الصحافة والإعلام فيما عرف كأحد محبي الأدب والفنون وقد أصدر قصتين بعد أن تجاوز من العمر الـ 70 عاما.
وقد حظيت هذه الجائزة الثقافية الجديدة التي دشنتها عائلة "بلاند بالتعاون مع الجمعية الملكية البريطانية للأدب" بإشادة الصحافة الثقافية في الغرب والعديد من المبدعين والكتاب الذين استحسنوا ايضا منح هذه الجائزة للكتاب عن أول عمل بعد سن ال50 عاما سواء في الرواية أو غيرها من فنون الكتابة.
ورئيسة لجنة الجائزة جيليان سلوفو التي تجاوز عمرها ال66 عاما ولدت في جوهانسبيرج بجنوب أفريقيا وتعيش منذ عام 1964 في العاصمة البريطانية لندن فيما أصدرت 14 رواية وقصة فضلا عن عدة مسرحيتين وسيرة ذاتية ومذكرات عن والديها اللذين ناهضا سياسات التمييز العنصري وتحولت بعض رواياتها لأفلام سينمائية مثل رواية "غبار أحمر".
وجيليان سلوفو صاحبة رواية "طريق جليدي" تسخر بطرافة من هؤلاء الشباب الذين يحبون الكتابة وما أن يصل عمر الواحد منهم إلى 30 عاما حتى يجهر بالقلق لأنه لم ينجز شيئا مهما على مستوى الإبداع، وتقدم لهم أمثلة من كتاب بدأوا مسيراتهم الإبداعية وقد تجاوز بعضهم من العمر الخمسين واحيانا الستين بل والـ 70 عاما مثل الكاتبة البريطانية ماري ويسلي التي قضت عام 2012 فيما أصدرت أول رواية للكبار وقد تجاوز عمرها ال70 عاما بعد أن كتبت لأول مرة للصغار وهي في السابعة والخمسين من عمرها.
وكان الكاتب والروائي المصري يوسف القعيد الذي ولد عام 1944 قد ذكر عندما بلغ الـ 70 عاما: "تخيفني السبعين لأنني عندما قرأت مذكرات الروائي الروسي تولستوي مازلت أذكر عبارة قال فيها إن الإنسان بعد سن الخمسين يبدأ رحلة العودة على الرغم من أن تولستوي تجاوز المائة من عمره وكان في أكمل صحة وأحسن حال حتى لحظته الأخيرة في هذه الدنيا".
وها هي جائزة ثقافية جديدة في بريطانيا تحمل رسالة بأن الإبداع مفتوح أمام الجميع حتى لو كان الكاتب يبدع لأول مرة بعد أن بلغ من العمر 50 عاما !
والإبداع في الحياة لا يقتصر أبدا على الكتابة وإنما يشمل كل أوجه الحياة.. فليتقدم كل مبدع أيا كان عمره متوجا بحلمه وعمله في كل أوجه الحياة، أيها الطالع فوق السنين عليك سلام الوطن ولك تحية النخيل والياسمين!.