الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عندنا سجادة حمراء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل حلول الأعياد والمناسبات المهمة، غالبًا ما تستعد كل الأسر المصرية لاستقبال هذه الأعياد بغسيل السجاد، وكأن العيد لن يكون له أى طعم سوى بهذه العادة الموروثة عبر الأجيال، وبالرغم من أننا لسنا فى موسم أعياد ولكننى تذكرت هذه العادة بمناسبة السجادة الحمراء الخاصة بالدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائى الدولي.
هذا المهرجان الذى دخل مرحلة النضج العمرى وأصبح فى عنفوان شبابه ظل لسنوات كثيرة مضت أسيرًا لما يسمى بالنجوم السوبر ستار، سواء الأجانب أو حتى المصريون، فإذا شهدت سجادته الحمراء «سواء فى الافتتاح أو فى الختام» حضورًا مكثفًا من جانب نجوم مصر شهد ندرة ملحوظة فى حضور الأجانب، والعكس صحيح، كما أنه فى بعض الدورات شهد تلك «الندرة» من جانب المصريين والأجانب على حد سواء. 
أسئلة كثيرة تدور فى مخيلة السينمائيين المصريين والمهتمين بالشأن السينمائي، منها: هل العيب فى تلك السجادة الحمراء؟ أم أن هناك تقصيرا فى تنظيفها جيدًا قبل حلول هذا العيد السينمائى الضخم؟ هل المشكلة تكمن فى بعض الخلافات بين المسئولين عن هذه الاحتفالية التى من المفترض أن العالم كله يتابعها؟ أم أن هناك صراعًا خفيًا هدفه ظهور السجادة وعليها بعض التراب، حتى يتم سحبها لمن يعرف الطريقة المثلى لتنظيفها. 
قد يرى البعض أن السجادة الحمراء جزء من أجزاء كثيرة يضمها أى مهرجان سينمائى يتمتع بالصبغة الدولية، فهناك فعاليات أخرى كثيرة من أهمها جلب أفلام مهمة ومؤثرة، وخلق أقسام جديدة ومتنوعة وحضور مكثف لباقى الفعاليات، فكما يقولون «المهرجان ليس فقط حفلى افتتاح وختام»، ولكن لا يعنى هذا التقليل من قيمة السجادة الحمراء ومن يمشى عليها.
وبالنظر لحفل افتتاح الدورة الحالية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى نجد حضورًا مكثفًا من جانب النجوم المصريين، مع الغياب المستمر لعدد كبير من النجوم السوبر ستار، ولكن الحال هذا العام أفضل بكثير من الأعوام السابقة، وفى المقابل لاحظنا تدنى نسبة حضور الأجانب بشكل غريب، بالرغم من تسريب بعض الأخبار قبل حفل الافتتاح بأيام قليلة تفيد بوجود مفاوضات لحضور نيكول كيدمان وبروس ويلز حفل الافتتاح، ليتم لملمة السجادة الحمراء بدون أن يسير عليها أى نجم عالمى أو نجمة تخطف أضواء من يتابعون بشغف هذه السجادة، ويتمنون أن تظل هكذا خالية من آثار أقدام النجوم، أملًا منهم فى خطفها ليسحبوا من القاهرة الشارة الدولية التى تحصن هذا المهرجان.
وإذا كنا ندعم القاهرة السينمائى لأنه ينقل للعالم الوضع السينمائى فى مصر ومدى اهتمام الدولة بهذه الصناعة، فعلينا دائمًا السعى للحصول على توقيع نجوم من كل الدول مبكرًا، وعدم الانشغال بالصراعات الداخلية التى تعوق أى نجاح، والبدء فى تنظيف السجادة الحمراء بمجرد انتهاء الدورة الحالية، حتى نفخر بامتلاكنا لها بطريقة واقعية وليس بطريقة مزيفة ونقول للعالم كله، وخاصة أولئك الذين ينتظرون فشلنا: «عندنا سجادة حمراء».