الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"أيقونة تواضروس".. أزمة على جدران الكاتدرائية.. القس أرسانيوس صليب: الكنيسة تعتبر البابا "قديسًا".. والبطريرك: التاريخ فخر الكنيسة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثارت أيقونة جديدة ظهرت على جدار الكاتدرائية بالعباسية خلال التدشين، أزمة بين صفوف الأقباط، وتساءل الكثيرون، حول صحتها طقسيًا وعقائديًا، وهل يجوز للبابا أن يضع أيقونة له بصحبة المجمع المقدس، ويتم تدشينها بزيت الميرون المقدس، وهما على قيد الحياة، وبات اللغط سيد المشهد، وتناثرت أسئلة كثيرة حول الأمر.
قال القس أرسانيوس صليب، كاهن كنيسة مار مرقس فى ملبورن، «أتعجب من ذاك اللغط والهجوم الذى يتعرض له البابا تواضروس عبر بعض منصات التواصل الاجتماعى فى أى أمر يقوم به، رغم أن بعض الآباء البطاركة السابقين كانت لهم مواقف مشابهة، ولم يتعرض لهم أحد بالهجوم مثل البابا تواضروس»، مشيرا إلى أن قداسة المتنيح البابا كيرلس السادس كانت له علاقات جيدة جدًا بالقيادة السياسية، ولم يتهمه أحد بالتفريط فى حقوق الأقباط، كما أن قداسة المتنيح البابا شنودة الثالث اشترك بملابس الصلاة الطقسية مع بابا روما فى صلاة مشتركة بين الكنيستين، ولم يتهمه أحد بالتفريط فى العقيدة والإيمان الأرثوذكسي، بل كان يضرب بهم المثل فى الحكمة والشجاعة وحسن تدبير الأمور.
أما بخصوص أزمة الصور أو الأيقونات التى تبعت تدشين الكاتدرائية، ولم ترق البعض، فقال هناك أحداث جمة حدثت مشابهة للأمر، تبرر صحة التصرف الذى حدث فى الكاتدرائية، مثل: أى زائر لمزار مار مرقس أسفل الكاتدرائية سيجد صورة كبيرة جدًا مرسومة للبابا كيرلس السادس ومعه أساقفة وكهنة وشعب ومعهم كاردينال من الفاتيكان لتوثيق حدث عودة رفات مار مرقس للديار المصرية.
وأضاف عند إخراج جسد القديس الأنبا إبرام، أسقف الفيوم، قام الأنبا إبرام الحالى بتوثيق هذا الحدث التاريخى ورسم صورة جدارية كبيرة له ومعه الأساقفة الذين اشتركوا فى هذه المناسبة، وتجد منهم الأنبا بنيامين الحالى واضحًا جدًا بملامحه المرسومة ضمن الصورة.
أيضا فى مزار البابا كيرلس بمريوط تجد صورًا فوتوغرافية كثيرة جدًا مع رسميين وشيخ الأزهر والرؤساء جمال عبدالناصر وأنور السادات فى الخلف، وهذه الصور معلقة فى مكان هو حاليًا كنيسة يصلى فيها وترفع فيها القرابين ويقدم البخور، وهى داخل الكنيسة ولم يعترض عليها أحد.
ردا على سؤال: وهل الكنيسة مكان لتوثيق الأحداث؟ قال القس أرسانيوس صليب، بالطبع هى مكان لتوثيق الأحداث، فنحن نقرأ كل يوم فى القداس «السنكسار»، والسنكسار هو كتاب موثق للأحداث التاريخية التى مرت بها الكنيسة، ومن ضمن ذلك سير القديسين، وكمثال أيضا داخل السنكسار، فنحن نقرأ سيرة البابا يؤانس التاسع عشر، وسيرة البابا مكاريوس، وسيرة البابا كيرلس الخامس، رغم أن الكنيسة لم تعترف بقداستهم.
وأضاف كاهن كنيسة مار مرقس ملبورن، أنه ليس معنى ذلك أن نقوم بنزع صور القديسين والملائكة ونضع صورًا لأشخاص ونوثق أحداثًا، فذاك الأمر لا يتم فى كل مكان كنسي، لكن الكاتدرائية، لها طابع خاص كمقر بابوي، مثل المزارات، وبالتالى من الجائز فيه وضع صور معينة لتوثيق أحداث معينة، وهو أمر ليس بالخطأ.
وردا على سؤال: هل البابا قديس كى توضع صورته داخل الكنيسة؟ قال بالفعل تعتبر الكنيسة بطريركها قديسًا، حيث تصلى له «الرب عن يمينك يا أبانا الطوباوى البار المثلث الطوبى»، وأن تلك إحدى قراءات الكنيسة بالقداس الذى يتواجد به البطريرك.
أما بخصوص أفراد المجمع المقدس الموجودين بذات الجدارية، وهل طبيعى وجودهم بها، وما الموقف إذا تعرض أحدهم لأى سقطة، وما موقف الكنيسة فى الأمر آنذاك؟ فقال كل الأساقفة المتواجدين بـ«الجدارية»، ليس لهم ملامح مميزة كأشخاص، ولن يقدر أحد أن يقول إن ذاك الأسقف فلان، أو المطران علان، فرسمهم جاء بصورة رمزية للمجمع المقدس، والوحيد الذى ظهر بملامحه هو البابا تواضروس الثانى فقط، مع الملاحظة أنه مرسوم بها كشخص؛ حيث لم توضع أى من الهالات حول رأسه، والتى تتبع الفن القبطى فى رسم القديسين. ضاربًا مثال بختام حديثه، بأيقونة مار جرجس الشهيرة؛ حيث ترسم ويتواجد فيها صورة العذراء التى أنقذها من التنين، حسب القصة الرمزية المعروفة عنه، مع العلم أن تلك السيدة لا أحد يعلم من هي، والأيقونة سجلت تلك المعجزة.
وناشد القس أرسانيوس صليب من يهاجمون البابا، ويتصيدون له ما يعتبرونه أخطاء بالثقة فى قيادات الكنيسة، وأن يضعوا الأمور التى يشوبها اللغط محل الدراسة والبحث قبل أن يهاجموا الكنيسة وقياداتها».
عظة الأربعاء
فيما تطرق البابا تواضروس الثاني، خلال عظته الأسبوعية الأربعاء الماضي، للحديث عن تدشين الكاتدرائية الأخير، وتأريخ الأحداث عبر الأيقونات التى بها، وأكد أن ذلك كان هدفا نصب أعيننا؛ حيث إن التاريخ هو فخر الكنيسة، مشيرا إلى أن هناك أحداثا قريبة تم رسمها من أجل ذلك، كعودة رفات القديس أثناسيوس، والمجمع المقدس، الذى عقد منذ عامين، والخلاصة أن التاريخ عبادة كنسية، ونحن نعيش على التسليم، فلأجل ذلك تم تخصيص ورسم تلك الأيقونات.
وأضاف البابا، أنه خصص أيقونة باعتراف المجمع المقدس فى ٢٠١٣ بالقديس كيرلس السادس، وأيقونة لخدمة المكرسات، وفى غرب الكنيسة تم وضع ٧ أيقونات لحكاية الأسبوع الأخير «أسبوع الآلام»، وأن قبة الكنيسة رسمها فنانون فى ٦ أشهر، موجهًا الشكر لكل من بنى الكنيسة وفرح بها.