الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

عائدان من ليبيا يكشفان تفاصيل جديدة في قصة اختطاف 16 مصريا

محمد ابو الخير العائد
محمد ابو الخير العائد من ليبيا وشقيقه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فرحة كبيرة عاشتها أسرة 2 من أبناء قرية الهردة مركز مطوبس بكفر الشيخ، بعد وصولهما لمنزليهما بالقرية، عقب عودتهما من منفذ السلوم بعد أن تم اختطافهما مع 14 آخرين من نفس القرية لمدة، 4 أيام،بمدينة طبرق الليبية، على أثر خلاف مالي نشب بين مقاول مصري وشريكه الليبي.
العائدان من ليبيا، هما " محمد عبد اللاه أبو الخير – 34 سنة، وكريم محمد عبدالباري ابو الخير – 25 سنة، أبناء عمومة، كشفا لـ"البوابة نيوز " ظروف وملابسات الواقعة وما تم هناك وكيفية وصولهما.
البداية يرويها "محمد عبد اللاه أبو الخير" 
يقول "محمد أبو الخير" البداية منذ قرابة 6 أشهر، ومع ظروف ومتطلبات المعيشة وحالة الغلاء وقلة فرص العمل بكفر الشيخ، توجهت ككثير من أهالي المنطقة للعمل بليبيا، والسفر تهريب عن طريق سماسرة، قاموا بتسفيرنا عبر دروب صحراوية على الحدود المصرية الليبية، مقابل 5 آلاف جنيه، يتم اقتسامها بين المهربين المصريين والليبيين، يقومون باصطحاب مجموعة كبيرة لا تقل عن 30 شخصا، حتى يحققوا أكبر عائد مادي ولتخفيض مصروفات الرحلة علينا، حيث كانت هذه هي الرحلة الثانية لي الي ليبيا فقد سبق سافرت منذ 3 سنوات لمدينة سرت.
واضاف ابو الخير، وصلنا طبرق الليبية، وعملنا في " المعمار " نجار مسلح " واستقرت الأمور، حتى يوم واقعة الاختطاف، حيث اتصل بي 3 من المصريين أحدهم من ابناء قريتنا، وطلب مني التوجه لمنطقة " الجبيلة " بالقرب من مديرية أمن طبرق، لأن ناس كبيرة السن يريدوني، وعندما وصلت، أخبرني هذا الرجل الليبي " عبدالباسط بوعسرنة " أن سلامة الفالح، شريكه المصري في أعمال المقاولات، وبلدياتنا، نصب عليه في مبلغ كبير 100 ألف دينار، ثم فوجئت بمجموعة أخري من قريتنا 15 شخص، تم احتجازنا جميعًا في شقة صغيرة، تحت تهديد السلاح، من مجموعة من 4 اشخاص مسلحين ببنادق اّلية وخرطوش.
وتابع: أن " بوعسرنة الليبي " أخبرنا أنه تم احتجازنا للضغط على بلدياتنا المصري " سلامة الفالح " لرد أمواله التي كان يقوم بتشغيلها واستثمارها وتحقيق عائد ربح مشترك، ثم هرب لمصر، بعد حدوث خلاف بينهما، وحينما أخبرنه بأننا ليس لن ذنب، أكد انه لن يقوم بإيذائنا ولكن لن نخرج حتي يتم تسوية الأمور المالية، وطلب منا الاتصال بأهلنا في كفر الشيخ وأعلمهم بخطورة الوضع، وهو ما كان.
وأكد " أبو الخير " أنه تم معاملتنا بطريقة جيدة من المجموعة الخاطفة وتقديم الطعام والشراب لنا، وكنا نتحدث معهم بشكل طبيعي، مشيرين الى أن عددا من الليبيين من اصحاب رؤوس الاموال، يتشاركون ماديًا مع مصريين في مشروعات استثمارية ونفعية تدر عائد مادي بينهم، وأن اغلب المصريون هناك ملتزمون في المعاملات المالية.
واشار الى انه اثناء الاختطاف، تمت مفاوضات بين أهلنا وبيننا من جانب وبين المختطف الليبي لإنهاء الأزمة وأطلاق سراحنا، خاصة بعد قيام الصحافة بالتحدث عن الواقعة، وخوف " بوعسرنة الليبي" من حكومته، واتهامه بالقيام بعملية اختطاف تجر عليه مشاكل، خاصة أنه يعمل في الشرطة هو وأشقائه.
وأواضح " أبو الخير " أن بوعسرنه، طلب منا، التوقيع علي شيكين علي بياض ودفع مبلغ مالي عن كل فرد، لافتًا أن 5 منا، قاموا بدفع مبلغ 5000 دينار عن طريق مصريين، لكي لا يقوموا بتوقيع شيكات والعمل بحرية مرة ثانية في ليبيا، والبعض الأخر كفله ليبين، بينما أنا وكريم ابن عمي، طلبنا نزولنا لمصر، وقمت بالاتصال بسائق تاكسي لتوصلينا لمعبر مساعد الليبي، ودفعنا له مبلغ 300 دينار، ودخلنا المعبر، والذي قام بإنهاء الإجراءات في ساعة واحدة فقط، ثم دخلنا المعبر المصري بالسلوم، فتم احتجازنا 36 ساعة، لحين وصول أوراق الإثبات الشخصية الخاصة بنا من كفر الشيخ، والتحري عن الواقعة، وبعد وصول الأوراق والتأكد من شخصيتنا تم الإفراج عنا.
وأكد "أبو الخير" أنه لن يسافر لليبيا مرة ثانية إلا بشكل رسمي وشرعي، نظرًا لأن الأوضاع هناك غير مستقرة، وبعض الميليشيات تقوم بخطف مصريين وطلب فدية لتحريرهم، مشيرًا أنه رغم صعوبة المعيشة هنا في القرية، وأنه يعول أسرة مكونة من زوجة و5 أبناء " 3 بنات – وولدين " فلن يجازف أو يغامر بحياته " 
بينما قال كريم عبدالباري أبو الخير – 25 سنة " نجار مسلح " العائد الثاني مع نجل عمه " محمد " من ليبيا، أنه متزوج ورزق بطفلة صغيرة، حيث سافر وزوجته حامل فيها، مضيفًا أن الحالة الاجتماعية للأسرة بسيطة، فسافرت لليبيا للمرة الثالثة، منذ 8 أشهر، لكي أوفر متطلبات أسرتي، وانتظمت في العمل حتى فوجئت بدخول مجموعة تتبع الشريك الليبي لسلامة الفالح أبن عمي والذي يقوم بتشغيل أموال الليبي معه، علينا السكن وطلبت منا النزول بهدوء واصطحبونا لمكان الاحتجاز، واخبرونا بالسبب الذي تم روايته وعرفه الجميع، وعاملونا معاملة جيدة، حتي تم إطلاق سراحنا، ووصلنا لمصر ونحن غير مصدقين، وإن كنا نتمنى أن نبقي هناك ولكن ما باليد حيلة كما يقولون، مضيفًا أنه سيأخذ فسحة من الوقت ولن يعود حاليًا حتي تستقر الأوضاع وتسوية أمور الشيكات التي قمنا بتحريرها، خاصة أن سلامة حصل على أموال من عدد من الليبيين ومطالب بسدادها. 
جدير بالذكر أن، قرية الهردة يقطن بها أكثر من 5 آلاف نسمة، وتقع بالقرب من البحر المتوسط بمسافة 2 كيلو متر، وقريبة من قرية برج مغيزل المشهورة بالهجرة غير الشرعية والتي تم القبض علي المئات من ابنائها قبالة سواحل ليبيا وتونس.
وتعاني قرية الهردة من قلة الخدمات، حيث لا يوجد بها مدارس ولا وحدة صحية ولا خدمات صرف صحي، ويشتكي أهلها من سوء حال الطرق، ووجود رائحة لمياه الشرب، ولا يوجد به سوي معهد ديني فقط.