تابعنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي خبر انتحار طبيب أمراض نفسية بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، وذلك بعد حالة اكتئاب تعرض لها وقام على أثرها بالفقز من أحد الطوابق العلوية ببرج سكني، وتبين من خلال تحريات النيابة أنه كان يعاني من مرضي نفسي دفعه لفعل ذلك.
ولم تكن تلك الواقعة هى الأولى من نوعها، فخلال الفترة الماضية تعددت حالات الانتحار وبأساليب مختلفة كان أبرزها انتحار شاب تحت عجلات مترو أحمد عرابي لمروره بأزمة نفسية سيئة، كما أقدم شاب أخر بالصف على القفز بنهر النيل أثر رفض أسرته زواجه من فتاة أحبها، وفي إحدى قرى محافظة الشرقية أقدم فلاح على الانتحار شنقًا، وقامت فتاة في 6 أكتوبر بإلقاء نفسها من الطابق الثالث عقب تهديد والدها لها بإطلاق الرصاص عليها.
إذا فنحن أمام ظاهرة خطيرة تهدد المجتمع، يجب التوقف عندها لمعرفة أسباب تكرارها خلال الفترة الأخيرة، فالموضوع أصبح أشبه بتذكرة رحلة القطار أو الطائرة التي يحجزها المنتحر للوصول للمحطة الأخيرة في حياته.
والملاحظ من تلك الحالات السابق ذكرها أن ضحاياها مروا جميعًا بحالة نفسية سيئة دفعتهم للانتحار نتيجة الاكتئاب الذي أصابهم مما دفعهم لإنهاء حياتهم بطرق مختلفة حسبما يرى علماء النفس، وبالتالي نحن أمام أشخاص ضعاف الإرادة والإيمان سلكو أسهل الطرق للهروب من المشكلات التي واجهتهم ويأتي في مقدمتها الخلافات الأسرية.
ولعل من أبرز الأسباب التي دفعت البعض للانتحار اليأس من إيجاد فرص العمل أو الفشل في توفير سبل الحياة الكريمة وضيق الحال وكذلك مغالاة بعض الأهالي في طلبات الزواج.
وفي اعتقادي إذا أردنا إيقاف تلك الظاهرة المخيفة، فالأسرة هي الأساس ويجب عليها احتضان أبنائها وغرس الوازع الديني وروح الأمل والمحبة داخلهم وكذلك التفاني في تربيتهم، ومن المهم جدًا رفع درجة التوعية لدى الشباب وخلق أهداف من شأنها رفع سقف طموحاتهم وبالتالي البعد عن فكرة الانتحار.
