الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

المواجهة.. استراتيجية "ترامب" لكسر طهران.. ومحاصرة النظام الإيراني بعقوبات قوية ومطاردة رجال الحرس الثوري لتقليص نفوذه.. وأمريكا تتعقب رجال الملالي لمنعها من تمويل الجماعات الإرهابية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تدور الفكرة الأساسية للمقال الذى كتبه وزير الخارجية الأمريكى «مايك بومبيو» حول استراتيجية الإدارة الأمريكية تجاه إيران والتى تتمحور حول فكرة المواجهة. فى السياق ذاته، تتكون استراتجية الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» تجاه طهران من مجموعة من المحددات يتمثل أبرزها فى؛ السعى لتحقيق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية بشتى الطرق لا سيما القضايا التى تتعلق بالأمن القومى، تكثيف الضغوط على النظام الإيرانى من خلال العقوبات الاقتصادية، الاستعداد للدخول فى مفاوضات مع الخصوم بما يحقق مصلحة واشنطن، الكشف عن جرائم الأنظمة الخارجة عن القانون(الدول المارقة) لا سيما أمام شعوبهم، فضلًا عن ضرورة التعاون مع الحلفاء.
وقال الكاتب فى مقاله إن كوريا الشمالية وإيران يعدان من أهم الدول التى توصف بالخارجة عن القانون؛ حيث يشتهر كلا النظامين بقضاء فترات طويلة فى صنع برنامج نووى ينتهك المعايير الدولية. وعلى الرغم من الجهود التى بذلتها واشنطن فى مجال الدبلوماسية، كسرت بيونج يانج كل الاتفاقيات الدولية، وبالمثل فشلت الصفقة، خطة العمل المشتركة الشاملة، التى وقعتها إدارة أوباما مع إيران فى عام ٢٠١٥ لإنهاء طموحات إيران النووية. ومنح الاتفاق النووى أموالًا كثيرة لطهران، أنفقتها على دعم الإرهاب فى الشرق الأوسط، فضلًا عن تعزيز الثروات الاقتصادية للنظام الإيرانى الذى لا يزال عازمًا على تصدير ثورته فى الخارج وفرضها فى الداخل.
كما أن تزايد التهديدات من قبل طهران وبيونج يانج فى حقبة ما بعد الحرب الأمريكية على العراق قلل من فرص التصدى لهم؛ حيث إن الاتفاقيات والأساليب التقليدية لم تعد مجدية للحد من نفوذ هذه الدول، ولذا لا بد من اكتشاف أساليب دبلوماسية جديدة.

مبدأ ترامب
لقد كان الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» واضحًا خلال الحملة الانتخابية حول ضرورة وجود قيادة أمريكية جريئة، لوضع المصالح الأمنية لواشنطن على قائمة الألويات الأمريكية، بعكس مبدأ إدارة «أوباما» المتمثل فى «القيادة من الخلف»؛ استراتيجية تسويقية خاطئة عملت على تقلص النفوذ والهيمنة الأمريكية، ولم تؤد إلا لتاخير سعى بيونج يانج لامتلاك قنبلة نووية، مع السماح بتزايد حجم الأعمال الإرهابية للنظام الإيرانى.
وأشار الكاتب إلى أنه تم إخطار كل من كوريا لشمالية وإيران بأنه لا يمكن أن تستمر أنشتطهم المزعزعة للاستقرار فى العالم، فحملة الضغط التى قادتها واشنطن مقترنة بتصريحات الرئيس «ترامب» المؤكدة أن الولايات المتحدة ستدافع عن مصالحها بشتى الطرق إذا لزم الأمر، هيأت الظروف إلى المحادثات التى بلغت ذروتها فى قمة سنغافورة يونيو لعام ٢٠١٨؛ حيث قطع الرئيس الكورى الشمالى على نفسه الالتزام الكامل بنزع السلاح النووى.
مؤكدًا أن واشنطن تسعى فى الوقت نفسه لفرض أقصى قدر من الضغوط على تمويل المؤسسات الإيرانية للجماعات الإرهابية، لا سيما «الحرس الثوري» بالتعاون مع «حزب الله» فى لبنان وحركة «حماس» الفلسطينية، نظام الأسد فى سوريا، «الحوثيون» فى اليمن، الميليشيات الشيعية فى العراق، ووكلائها للتآمر بشكل سرى على مصالح واشنطن فى جميع أنحاء العالم.
وشدد الكاتب على أن هناك جانبًا آخر مهمًا فى دبلوماسية «ترامب» وهو استعداده للتحدث مع خصوم الولايات المتحدة الأمريكية، وكما قال ترامب «الدبلوماسية والمشاركة أفضل من الصراع والعداء»؛ حيث أدت طريقته فى التعامل مع كوريا الشمالية إلى انخفاض حجم التوترات الذى كان يتصاعد يومًا بعد يوم.
والنقطة الأهم فى استراتيجية «ترامب» هو البحث عن تعزيز مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذى يتناقض بشكل كبير مع نهج «أوباما» تجاه خطة العمل المشتركة الشاملة التى عقدها مع إيران؛ حيث كانت الصفقة هدفًا فى حد ذاته دون النظر إلى المكاسب.
ومن هنا، سيكون الاتفاق النووى الذى ستعقده واشنطن مع بيونج يانج أفضل من ما تم مع طهران؛ حيث يصبح النزع الكامل للسلاح النووى من شبه الجزيرة الكورية هو أحد أبرز بنوده، فضلًا عن القضاء على أى احتمال لاستئناف كوريا الشمالية لبرنامجها النووى.

التهديد الإيراني
وأشار الكاتب إلى أن التزام «ترامب» بأمن الشعب الأمريكى، فضلًا عن كرهه الشديد للاستخدام غير الضرورى للأداة العسكرية، واستعداده للتحدث مع الخصوم، وفر إطارًا جديدًا لمواجهة الأنظمة الخارجة عن القانون. فعلى مدى الأربعة عقود الماضية، ساعد النظام فى إحداث قدر كبير من الدمار وعدم الاستقرار، الذى لم ينتهِ مع عقد الاتفاق النووى بين إيران ودول (٥+١ )؛ حيث لا تزال إيران تزود الحوثيين بالصواريخ التى يتم إطلاقها على السعودية ودعم هجمات حماس على إسرائيل، تجنيد الأفغان، الباكستانيين، العراقيين للقتال فى سوريا.
وقال الكاتب إنه فى مايو ٢٠١٨، انسحب الرئيس «ترامب» من خطة العمل المشتركة مع طهران، على خلفية عدم حمايتها لمصالح الأمن القومى للولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها؛ ففى يوليو لعام ٢٠١٨ تم إلقاء القبض على دبلوماسى إيرانى مقيم فى فيينا، وبحوزته مواد متفجرة كان من المقرر إلقاؤها وسط مسيرة سياسية بفرنسا. وفى الوقت الذى تحاول فيه إيران إقناع الدول الأوروبية بالبقاء فى الاتفاق النووى، تخطط سرًا لشن هجمات إرهابية فى قلب القارة ذاتها.
حملة ضغوط
كشف الكاتب عن أنه بعد الخروج من الاتفاق النووى، بدأ «ترامب» حملة ضغوط متعددة الجوانب تشمل؛ العقوبات الاقتصادية التى استهدفت ١٤٧ كيانًا وفردًا داخل الجمهورية الإسلامية. على أن يتمحور الهدف الأهم من هذه العقوبات حول ما إذا كانت إيران ستستمر أو تتوقف عن الأعمال التى أدت لفرض العقوبات؛ حيث إن التدخل المكثف من جانب «الحرس الثوري» تحت غطاء الخصخصة يجعل الاستثمار فى إيران عديم الفائدة.