عُرِفَ الكاتب الإنجليزي الدوس هكسلي بمعادته للحروب القائمة بين
الدول، معتبرا إياها خروجا عن الروح الإنسانية العامة، ونزوعا نحو الدمار، اهتم
هكسلي أيضا بالتصوف الفلسفي والبارسيكولوجي، وعرف في الأوساط الثقافية والأكاديمية
كمفكر إنساني بارع، وناقد ومحلل اجتماعي مهم، أثر في أجيال لاحقة من الكتاب
والروائيين ولا سيما الروائي الكبير جورج أوريل.
هكسلي، والذي تحل ذكرى وفاته، اليوم الخميس، كان قد ولد في إنجلترا
26 يوليو من عام 1894، وسط أسرة تلقت تعليما جيدا، فكان منهم المعلم والشاعر
والروائي والعالم مما ساهم في توجيه فكر وثقافة هكسلي، وقد تمتع بقامة طويلة
للغاية مما جعل الأطفال يهزؤون بطوله في شبابه.
في الـ14 اختطف السرطان والدته، موتها ترك أثرًا عميقًا في نفسه،
خصوصًا إدراكه لمحدودية السعادة في حياة الإنسان. وسرعان ما ظهرت أعراض حزنه وهو
يتابع دراسته في معهد إيتون الشهير حين أصيب بمرض عضال في عينيه تركه أعمى لمدة 18
شهرًا، ولم يشف منه إلا جزئيًا في عين واحدة، ما منعه من تحقيق حلمه في الدراسة
العلمية ومواكبة أترابه لاحقًا في الجندية. تلا ذلك انتحار شقيقه تريفنن، بعدما
حاول عبثًا إنقاذ عشقه لخادمة جميلة أحبها وبذل قصارى جهده لتعليمها وتثقيفها كيما
تصبح "لائقة" بالزواج منه، لكنه قطع الأمل من تجاوب أسرته فشنق نفسه.
كان متواضعا جدا، ويتخلل حديثه كلمات غريبة ليست من باب التكلف، لكنه
كان غريبا في تفكيره، وهو بحاجه إلى هذه الألفاظ التي تعبر عما يختلج بداخله، في
الوقت ذاته يتمتع بالمرح ولا يوصف بالتزمت، كتب الشعر في بداية حياته، وظل حتى
وفاته لا يتوقف عن الكتابة، نشر شعره أول الأمر في مجلة ويلز، ثم جمعه في ديوان
عنوانه العجلة المحترقة نشره عام 1916.
اشترك مع غيره من الأدباء في جمع ديوان شعر أكسفورد، وبقي شاعرا طوال
حياته، ويعد الآن شاعرا ثائرا على ازدياد نفوذ العلم في الحياة. وهو حفيد توماس
هكسلي العالم الشهير الذي تلقى عليه العلم هربرت جورج ويلز، وبين الحفيد وجده شبه
كبير في الصورة والقسمات.
تنوع إنتاجه الأدبي بين المقالات والقصص والروايات والشعر، فكتب:
الكروم الأصفر – رواية، عالم جديد شجاع – رواية، الجزيرة – رواية، أبواب الإدراك-
رواية، السجن- قصص قصيرة، على الهامش- مجموعة مقالات، العجلة المحترفة – شعر.
توفي الدوس هكسلي، بلوس أنجلوس، إثر إصابته بمرض سرطان الحنجرة في 22 نوفمبر من العام 1963.
