الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

زايد الخير.. حكيم العرب العاشق لمصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أرسى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس ورئيس دولة الإمارات السابق، نموذجا خاصا للعلاقات بين مصر والإمارات، ووقف منذ توليه الحكم فى عام 1971 إلى جانب مصر فى كل الأزمات، ولم يتخلَ عنها فى كل المحن، وهو من اتخذ مبادرة وقف تصدير البترول إلى كل الدول التى وقفت إلى جانب إسرائيل فى حرب أكتوبر 1973، انطلاقًا من مقولته الشهيرة "البترول العربى ليس أغلى من الدم العربي".
ووقف إلى جانب القاهرة فى حرب أكتوبر قائلًا: "البترول العربى ليس أغلى من الدم العربي" الشيخ خليفة يركز على البنية التحتية لدورها فى دعم الاقتصاد المصري.



تاريخ العلاقات
ويرجع تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية إلى ما قبل عام 1971، الذى شهد قيام دولة الإمارات تحت قيادة المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكانت مصر من أوائل الدول التى دعمت إنشاءها، وأيَّدت بشكل مطلق الاتحاد الذى قامت به دولة الإمارات، ومن بين أولى الدول التى اعترفت بالاتحاد فور إعلانه ودعمته دوليًا وإقليميًا كركيزة للأمن والاستقرار، وإضافة جديدة لقوة العرب.
وتعتبر العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات ومصر نموذجًا يحتذى به، وتمتاز بعمق روابط الأخوة والتعاون فى كل المجالات، وتحولت العلاقات إلى نموذج من زايد الأب إلى أبناء زايد، والذى امتدت أياديهم البيضاء فى كل مكان بمصر، وسعت دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، إلى توفير المتطلبات التنموية التى تركز على البنية التحتية فى مصر لدورها فى دعم الاقتصاد الوطنى، والنهوض بكل القطاعات الاقتصادية والتنموية.
والعلاقات بين البلدين لم تكن وليدة اللحظة، وإنما هى علاقة نموذجية امتدت لأكثر من 47 عامًا، وهذا ما يؤكده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث صرح خلال إحدى زياراته لمصر أن علاقة الإمارات مع مصر تمتد لأكثر من أربعين عامًا، وأن مصر تحظى بمكانة خاصة لدى الإمارات، وهذه المكانة أرسى قواعدها المغفور له القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
ويؤكد الشيخ محمد بن زايد فى أحاديثه لوسائل الإعلام دائما، موقف دولة الإمارات الداعم لمصر والمؤيد لحق شعبها فى التنمية والاستقرار والنمو، مشيرًا إلى أن مصر تعد ركيزة للاستقرار وصمامًا للأمان فى منطقة الشرق الأوسط، بما تمثله من ثقل استراتيجى وأمنى فى المنطقة.


مصير ومصالح مشتركة
وارتبطت الإمارات ومصر بعلاقات تاريخية وثيقة وقوية، وهى علاقات أخوية قائمة على المحبة، تعززها روابط المصير المشترك والمصالح المشتركة بين البلدين، وهى تمثل نموذجًا فريدًا للروابط التاريخية، إذ تتسم العلاقات بالانسجام والتوافق، وتحمل أبعادًا سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، تتجلى فى كل مناحى الحياة لما يكنّه شعبا البلدين من محبة ضاربة فى التاريخ منذ أسس لها المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من خلال قناعته الراسخة بمكانة مصر ودورها فى المنطقة.
وسار على درب الشيخ زايد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وتحظى مصر بمكانة خاصة فى المنطقة عامةً، فهى تقع على مفترق الطرق الذى يربط بين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهى دولة كبيرة ذات تاريخ عريق، وتعد أكبر بلدٍ فى منطقة الشرق الأوسط من حيث تعداد السكان، ولها دور سياسى واستراتيجى كبير.


ثورة 30 يونيو
ويتفق السياسيون على أن الإمارات كانت من أولى الدول التى دعمت مصر عقب ثورة الثلاثين من يونيو، وتعدد الزيارات بين البلدين، يؤكد تميز العلاقة ودعمها بكل السبل، وتكتسب الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين أهمية كبيرة، حيث تعمل الدولتان معًا من أجل ترسيخ ونشر الأمن والاستقرار فى المنطقة العربية، وكذلك دعم كل الخطوات والتحركات من أجل خدمة الأمة العربية ومصالحها، حيث يقدم البلدان معًا نموذجًا يحتذى به، وواجهة مشرفة للدول التى يربطها المصير المشترك.
وشكلت مواقف الإمارات من ثورة 30 يونيو حجر الأساس لعلاقات استراتيجية راسخة بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر بلغت حدًا مختلفًا ومغايرًا للعلاقات الثنائية التقليدية، لاسيما فى ظل علاقة الود بين الشعبين التى تناغمت بعلاقة وطيدة على المستوى الرسمى والحكومى، ونجحت فى مواجهة شتى التحديات التى أفرزتها التطورات السياسية فى مصر، لتعود أقوى مما كانت عليه لا سيما فى ظل الدعم الإماراتى الكبير، سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى واللوجيستى.


المكتب التنسيقى للمشروعات التنموية
وشهدت مصر على مدار الأعوام الماضية تواصلًا للدعم الإماراتى وإن كان قد ظهر بصورة مكثفة خلال 2014، إذ بدأ هذا الدعم عمليًا فى نهاية 2013، بتأسيس المكتب التنسيقى للمشروعات التنموية الإماراتية فى مصر برئاسة الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر، وزير الدولة، وبدعم كامل من القيادة فى دولة الإمارات.
وتنوع دعم الإمارات لمصر ما بين مساعدات مالية وتشغيلية؛ من خلال مجموعة واسعة من برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية، فضلًا عن مساعدات فنية دعمًا لخطة التنمية الاقتصادية.
وذكرت الإحصاءات والأرقام الصادرة عن المكتب التنسيقى، أن تكلفة المشاريع التنموية التى تنفذها دولة الإمارات فى مصر، وصلت لأكثر من عشرة مليارات دولار فى مختلف القطاعات الحيوية، يستفيد منها نحو 10 ملايين شخص، وتوفر نحو 600 ألف وظيفة.
وتوزعت الـ10 مليارات دولار لمصر التى خصصتها دولة الإمارات لمصر ما بين مليارى دولار أمريكى كمنحة للبنك المركزى المصرى، تم إيداعها لدى البنك المركزى المصرى كوديعة بدون فوائد وذلك للمساعدة فى استقرار قيمة الجنيه المصرى، إضافة إلى حوالى ثمانية مليارات دولار أمريكى لمساعدة مصر على تأمين احتياجاتها من الطاقة وتمويل مختلف مشاريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
ومولت الإمارات مشاريع تنموية تشمل إنشاء 50016 وحدة سكنية للأسر المصرية فى مختلف أنحاء مصر، وذلك بما تحتويه من مرافق البنية التحتية، حيث يتم استثمار 1.5 مليار دولار لبناء هذه المنازل الجديدة التى وفرت العمل لأكثر من 220 ألف فرصة عمل فى مجال البناء والتشييد و10 آلاف وظيفة دائمة.
وقالت المكتب التنسيقى للمساعدات إن المسئولين فى دولة الإمارات راعوا أن تكون تلك المجمعات متكاملة، بحيث تشمل مرافق أخرى من مساجد ودور للألعاب وعيادات صحية وغيرها، والأهم من ذلك، هو مراعاة الأماكن غير المتوافر فيها أى بنية تحتية خاصة لصالح المصريين تحت خط الفقر.
وقامت دولة الإمارات ببناء مائة مدرسة فى 18 محافظة تستوعب 76 ألف طالب، ويوفر هذا المشروع 1668 فصلًا، لاستيعاب ما يزيد على 67 ألف طالب، كما يوفر أكثر من ثمانية آلاف فرصة عمل للمصريين فى التشييد والبناء، و3200 فرصة عمل دائمة، وتم تنفيذ برنامج للتدريب المهنى فى 15 محافظة فى مصر، ويستهدف البرنامج 100 ألف طالب من مختلف القطاعات، بما فى ذلك الإنشاءات، والصناعات الكيماوية، والنجارة.



وزير التسامح يطلق "منارات زايد للتسامح" فى الإمارات
أطلق الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتى، مبادرة "منارات زايد للتسامح"، لتكون بمثابة مراكز إشعاع معرفى فى مجالات التعايش تنير المجتمعات المحلية بجميع فئاتها وأفرادها بفكر ورؤية مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لقيم التسامح والتعايش والتعاون بين الجميع لصالح الجميع، وذلك بالتعاون بين وزارة التسامح والحكومات المحلية فى إمارات الدولة كافة والقيادات المجتمعية والمؤسسات والهيئات المعنية فى إمارات الدولة.
جاء ذلك خلال أعمال "منتدى منارات التسامح" الذى نظمته وزارة التسامح فى أبوظبى بحضور نخبة من الوزراء والقيادات الاتحادية والمحلية والفكرية والدينية من مختلف إمارات الدولة.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك إن وزارة التسامح تطلق "منارات زايد للتسامح" لتكون مجالًا ناجحًا للتعاون بين الوزارة والحكومات المحلية، والقيادات المجتمعية والمؤسسات والهيئات المعنية فى إمارات الدولة، بما يسهم فى الانطلاق - من خلال بيتنا المتوحد - نحو حاضر زاهر ومستقبل ناجح.
وأوضح، أن "منارات زايد للتسامح" هى مراكز متخصصة فى تعزيز قيم التسامح، تنتشر فى ربوع الإمارات بحيث تضم كل إمارة منارة واحدة أو أكثر، وتكون بمثابة مصابيح منيرة فى المجتمع المحيط، تقدم البرامج والأنشطة التى تجسد تعاليم الإسلام الحنيف وعظمة التراث العربى والإسلامية فى التسامح والتعايش والسلام إضافة إلى التركيز على ما تتسم به مسيرة الإمارات من تعارف وتواصل إيجابى بين الجميع من أجل تحقيق الخير والرخاء والاستقرار للجميع.
وعن دور "منارات زايد للتسامح".. أكد الشيخ نهيان بن مبارك أنها ستقوم بالتوعية والتعليم والتثقيف والترويج للمعارف الخاصة بالتسامح إضافة إلى دعم الموهوبين لتقديم أفكار مبتكرة يمكن تبنيها لخدمة أهداف المنارة، كما تعد المنارات دليلًا مرموقًا على رؤية وإنجازات "زايد الخير" وتعبيرًا مخلصًا عن اعتزاز قادة وشعب الإمارات بدوره التاريخى كقائد عظيم كان حريصًا على توفير الحياة الكريمة للجميع، وعلى تعميق أواصر التسامح والتعايش والاحترام المتبادل بين الجميع.
وأوضح، أن من أهم محددات العمل فى "منارات زايد للتسامح" التركيز على عدة مجالات هى التعليم والتوعية المجتمعية وتنمية المعارف وأنشطة التطوع والخدمة العامة لجميع فئات السكان مع التركيز بصفة خاصة على التنسيق الكامل مع كل مؤسسات المجتمع، من أجل نشر مبادئ التسامح والتعايش وتشجيع الجميع على الإسهام النشط فى مسيرة المجتمع والعالم دون تشدد أو تعصب أو تطرف أو كراهية.
وبين أن منارات زايد للتسامح تهدف إلى التواصل مع الأفراد فى مجتمعاتهم المحلية وهى بذلك تعد مثالًا واضحًا على أهمية الشراكة المجتمعية بين وزارة التسامح والحكومات المحلية وقيادات المجتمع، كما أن جميع هذه المنارات ستنتظم فى شبكة مترابطة، تنتشر فى ربوع الوطن كله ويتم التنسيق الكامل لكل أعمالها.
وذكر أن للمنارات دورًا مهمًا فى تنظيم الأنشطة والفعاليات المجتمعية التى تجسد مفاهيم التسامح والتعايش على أرض الواقع بجانب تحقيق التواصل الإيجابى بين جميع الجاليات فى الإمارات، كما أن لها دورا أساسيا فى التعريف بثقافة التعايش والتسامح على مستوى العالم، وكذلك تعريف العالم بالحضارة العربية الإسلامية وأن تشرح للجميع أن الإمارات هى امتداد ناجح لما اتسمت به المجتمعات الإسلامية عبر العصور من تعايش خلاق وإيجابى بين الجميع.
وأشار الشيخ نهيان بن مبارك إلى أن رسالة المنارات التى تتمثل فى تعزيز قيم التسامح والتعايش تأتى فى إطارٍ من الاعتزاز الكبير بمؤسس الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذى كان يؤكد دائما أن الالتقاء والتعايش بين البشر والعمل المشترك والنافع معهم يؤدى دائمًا إلى تحقيق الخير والرخاء للفرد والمجتمع والعالم وإلى دعم قدرة المجتمعات البشرية على مواجهة مخاطر الإرهاب والتطرف والتشدد بقدرة وثقة وتفاؤل فى المستقبل.
وأوضح، أن العمل سيبدأ مع الحكومات المحلية لاختيار أماكن مناسبة للمنارات فى كل إمارة واتخاذ الإجراءات اللازمة لإنشائها وتشغيلها على أكمل وجه فى القريب العاجل.
من جانب آخر، شهد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان تخريج الدفعة الأولى من برنامج "فرسان التسامح" الذى نظمت الوزارة فى دورته الأولى من خلال المهرجان الوطنى للتسامح تحت شعار "على نهج زايد".
وأشار إلى "برنامج فرسان التسامح"، باعتباره برنامجًا أساسيًا فى عمل منارات زايد للتسامح لأنه البرنامج الذى يسعى إلى تمكين وتأهيل الراغبين من الأفراد والفئات كى يكونوا طاقة إيجابية تسهم فى نشر قيم التسامح والتعايش السلمى بين الشباب والأسر فى المجتمعات المحلية، وفى أنحاء الإمارات، موضحًا أن المرحلة الأولى للبرنامج قد بدأ تنفيذ بصفةٍ مبدئية خلال أنشطة المهرجان الوطنى للتسامح فى الأسبوع الماضى حيث تم تدريب الفوج الأول من هؤلاء الفرسان، معبرًا عن سعادته بتخريج وتكريم الفوج الأول من البرنامج.
وأضاف، أن التسامح فى الإمارات هو الحياة فى سلام مع الآخرين واحترام معتقداتهم وثقافاتهم وهو الإدراك الواعى بأن التعددية والتنوع فى خصائص السكان هما مصدر قوة للمجتمعات البشرية، كما أنه يؤكد أهمية تنمية المعرفة بالبشر أجمعين والانفتاح عليهم بإيجابية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة والتخلص من الصور النمطية السلبية عن الآخرين، وهو بذلك دعوة للجميع إلى تفهم العلاقات الإيجابية بين جميع الثقافات والمعتقدات وإلى ما يؤدى إليه ذلك من اعتزاز بالثقافة والهوية الوطنية.


سطر زايد الخير وحكيم العرب "الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان"، مكانة خالدة له فى قلوب المصريين، الذين يتذكرونه دوما لمواقفه الخالدة، أحب مصر فأحبه المصريون، وسيتذكرونه إلى أبد الدهر، وفى ذكرى وفاته ترصد "البوابة" أبرز مواقفه التى عبرت عن عميق حبه لمصر.
أوصى زايد الخير أبناءه بمصر قبل وفاته، قائلًا: "إن نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائى بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم، إن مصر بالنسبة للعرب هى القلب، وإذا توقّف القلب فلن تُكتب للعرب الحياة".

مواقف خالدة
تجلت مواقف "زايد الخير" الداعمة لمصر فى حرب أكتوبر المجيدة، عندما أكد ضرورة الوقوف إلى جانب مصر فى معركتها المصيرية ضد إسرائيل، قائلًا: "المعركة هى معركة الوجود العربى كله ومعركة أجيال كثيرة قادمة علينا أن نورثها العزة والكرامة".
وكان الشيخ زايد أول من استخدم سلاح النفط كسلاح فى مواجهة تدفق السلاح على الجسر الجوى الأمريكى إلى إسرائيل، خلال الحرب، فى محاولة من جانبه لتغيير سير المعركة، ما أثر فى الموقف الدولى لمصلحة العرب.
وأوفد الشيخ زايد وزير البترول الإماراتى إلى مؤتمر وزراء البترول العرب، لبحث استخدام البترول فى المعركة، وبينما كان الوزراء العرب أصدروا قرارهم بخفض الإنتاج بنسبة 5% كل شهر، فقال قولته الخالدة: "إن البترول العربى ليس أغلى من الدم العربي".
أعقب ذلك إصداره أوامر لوزير البترول الإماراتى بأن يعلن فى الاجتماع الوزارى فورًا قطع البترول نهائيًا عن الدول التى تساند إسرائيل، ما شكل ضغطًا كاملًا على القرار الدولى بالنسبة للمعركة، التى اعتبرها حرب التحرير، فيما وصلت رؤية الشيخ زايد إلى العالم العربى والتى كانت تتطلع إلى النصر وتحرير الأراضى العربية، ليؤكد للعرب أن من بين حكامهم من خرج ليضحى فى سبيل حسم المعركة لمصلحة نصرة الأمة العربية.
وقد سأل أحد الصحفيين الأجانب الشيخ زايد: "ألا تخاف على عرشك من الدول الكبرى؟"، فقال إن أكثر شيء يخاف عليه الإنسان هو روحه، وأنا لا أخاف على حياتى، وسأضحى بكل شيء فى سبيل القضية العربية، مشددًا: "أنا رجل مؤمن والمؤمن لا يخاف إلا الله".


حشد التأييد الدولى
تأكيدًا على تضامنه الكامل مع مصر عقد "حكيم العرب" مؤتمرًا فى لندن لحشد التأييد الدولى لمصر، وكان له صداه على شعوب العالم الرافضة للاحتلال، وخلال المؤتمر قال قولته الشهيرة: "سنقف مع المقاتلين مع مصر وسوريا بكل ما نملك، ليس المال أغلى من الدم العربى، وليس النفط أغلى من الدماء العربية التى اختلطت على أرض جبهة القتال فى مصر وسوريا".
وبحسب ما أكده الرئيس السابق لهيئة عمليات القوات المسلحة المصرية اللواء عبدالمنعم سعيد، فإن الشيخ زايد قدم الدعم الاقتصادى لمصر عقب نكسة يونيو 1967التى سميت حرب الأيام الستة، والتى شنت خلالها إسرائيل هجمات على عدد من الدول العربية (مصر وسوريا والأردن)، واحتلت كل سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان، حتى تم استئناف الجهود المصرية فى إعادة بناء الجيش وترتيب أوراقها من جديد.
كما أمد "زايد الخير" مصر بعدد كبير من غرف إجراء العمليات الجراحية المتنقلة، التى أمر بشراء كل المعروض منها فى جميع أنحاء أوروبا وإرسالها مع مواد طبية وعدد من عربات الإسعاف وتموينية بصورة عاجلة مع بدء الحرب، كل ذلك دون أى مقابل، إضافة لفرض دولة الإمارات على موظفيها التبرع بمرتب شهر كامل لصالح دعم مصر فى حربها ضد إسرائيل.
ولم يترك الشيخ زايد مصر فى عزلتها العربية بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، وسعى لإعادتها لموقعها العربى، وقال: "لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود دون مصر، كما أن مصر لا يمكنها بأى حال أن تستغنى عن الأمة العربية".