الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"زايد الخير".. أقوال وأفعال خالدة في حب مصر.. وأبناء "حكيم العرب" يسيرون على درب مؤسس دولة الإمارات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"ما تقوم به الإمارات نحو مصر، هو نقطة ماء فى بحر ما قامت به مصر نحو العرب".. هكذا ظلت كلمات الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، خالدة عبر التاريخ، مات الجسد، وبقيت الكلمات محفورة في أذهان المصريين، ذلك الرجل الذى غيّر تاريخ الإمارات، وجعلها محط أنظار الجميع، وهو أيضا "زايد الخير"، و"حكيم العرب"، وكان له مواقف كثيرة فى حب الدول العربية، لا سيما مصر.
وللشيخ زايد مواقف لا تنسى مع مصر، التى ظل داعمًا لها، على مدى عقود طويلة من الزمن.
بدأت العلاقة بين الشيخ زايد ومصر، منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فقد جمع حلم الزعامة بين الرئيسين، ورفعا شعارا واحدا هو القومية العربية، "ارفع رأسك يا أخى فقد مضى عهد الاستعمار"، وحين أسس الشيخ زايد آل نهيان دولة الإمارات الموحدة التى أعلنت فى 1971، كانت مصر أولى الدول التى أيدت بشكل مطلق الاتحاد، ودعمته لأنه ركيزة الاستقرار دوليا وإقليميا.
بدأت مصر فى إرسال البعثات التى تضم المعلمين والمهندسين والأطباء، إلى الإمارات قبل ظهور النفط فى منتصف الخمسينيات.
وساهم الشيخ زايد فى إعادة إعمار مدن قناة السويس، التى دُمرت بفعل الاحتلال الإسرائيلي، وكانت كلماته حاضرة بشكل قوى فى كل آن ووقت، فكان يقول: "عندما تبدأ المعركة مع إسرائيل، فسوف نغلق على الفور صنابير البترول، ولن نكون بعيدين عن أشقائنا أبدا".
وفى عهد الرئيس السادات، أصبحت علاقة مصر بالإمارات وطيدة، وذلك بسبب مواقف الشيخ زايد، فلا أحد ينكر شجاعة الرجل حين أعلن دعمه لمصر فى حربها عندما بدأت فى أكتوبر 1973 فى أثناء زيارته لبريطانيا، واقترض حينها مليار دولار وقدمها لشراء أسلحة من الاتحاد السوفيتى لمصر فى أثناء حربها، لاسترداد الأرض التى سلبها العدو الصهيونى فى أكتوبر 1973، وكان دائمًا يعلن بأن النفط العربى ليس أغلى من الدم العربى.
وأهدى الشيخ زايد وشاح آل نهيان للرئيس الراحل محمد أنور السادات، أثناء زيارته للقاهرة، وكان السادات دائما يرى فى الشيخ زايد الحليف الوفي، وحلقة الوصل المباشرة بين القادة العرب، لا سيما بعد توتر العلاقات المصرية بقادة الدول العربية، عقب توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، حيث توترت علاقات مصر ببعض الدول العربية بعد قمة بغداد، وظل موقف الشيخ زايد ثابتا على دعمه لمصر، وقال جملتهُ الشهيرة: "لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود دون مصر، كما أن مصر لا يمكنها بأى حال أن تستغني عن الأمة العربية".
وارتبطت مصر والإمارات بعلاقات تجارية واستثمارية متبادلة‏، إذ ربط بينهما 18 اتفاقية تنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية، كما بلغ حجم التبادل التجارى بينهما ‏1.4 مليار دولار، وبلغ حجم الاستثمارات الإماراتية فى مصر 10 مليارات دولار عام 2010 فى قطاعات الزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والعقارات والخدمات المصرفية، بحيث أصبحت الإمارات المستثمر الأول فى مصر.
لم ينقطع دعم الإمارات لمصر على مدار الزمن، وكان آخر دعم قدمته بعد 30 يونيو، فالإمارات كانت على رأس الدول العربية التى أيدت الثورة، وبادرت بتقديم مساعدات مالية وعينية بقيمة 3 مليارات دولار، فى إطار حزمة مساعدات خليجية لمصر بلغت 12 مليار دولار.
كما واصلت دعمها للاقتصاد المصرى بعد توقيع اتفاقية مساعدات خلال أكتوبر 2013، بقيمة 4 مليارات و900 دولار، شملت منحة بقيمة مليار دولار وتوفير كميات من الوقود لمصر بقيمة مليار دولار أخرى، إضافة إلى المشاركة فى تنفيذ عدد من المشروعات التنموية فى قطاعات اقتصادية أساسية فى مصر، من بينها بناء 25 صومعة لتخزين القمح والحبوب، وإنشاء أكثر من 50 ألف وحدة سكنية فى 18 محافظة، وبناء 100 مدرسة، إضافة إلى استكمال مجموعة من المشروعات فى مجالات الصرف الصحى والبنية التحتية.