ما أن تمر بجانبها حتى تشعر بأن هناك شيئًا ما يجذبك، مبنى يتوسط حدائق خضراء، تعلوه يافطة خُطَّ عليها مكتبة ٦ أكتوبر العامة، الأمر يتخطى أن تكون مجرد مكتبة عامة فى منطقة العجوزة، شعلة تضىء حولها الكثير من العقول، بالقراءة تارة وتوفير أماكن للعب والتميز مرة أخرى.
قرابة ٣٠ عامًا تقدم خدماتها فى صمت، يقبل عليها الجميع، يراها الكثير أنها مكان أكثر أمانًا لأطفالهم، تبدأ حكاية المكتبة على لسان العميد مصطفى ضيفى، رئيس مكتبة ٦ أكتوبر العامة بالعجوزة: «الناس حابة تقرا وتعرف بس خايفين من الفلوس إحنا بنوفر ده بأسعار رمزية لأن غرضنا هو خدمة المجتمع لتنهض بلدنا»، هكذا بدأ حديثه على عكس ما يُشاع أن الناس تفر من الثقافة، كما يدعى البعض، لكن الإقبال يزداد فى فترة الصيف، ويقل فى الشتاء بالنسبة للأطفال نظرًا للمدارس، أما كبار السن فبيقبلوا دائمًا على المكتبة».
ويعلل سر جذب المكتبة لجميع الأعمار: هى «خلطة سحرية» تستطيع أن تجمع كبار السن وشبابًا وأطفالًا فى مكان، أولًا خصصنا مبنى لكبار السن وآخر لصغار السن، والتجمع بينهما فى الحديقة، وكل منهما يمارس هوايته المفضلة، بالإضافة إلى أننا مكان متكامل للأسرة، الأب والأم بدلًا من أن يدخلوا الطفل فى أكثر من مكان ويتنقلوا، مرة بنادى لتدريب «الكاراتيه أو الشطرنج أو أى لعبة من الألعاب» ومرة أخرى لمركز تعليم الفوتوشوب واللغات والكورسات المختلفة، إحنا جمعنا كل ده داخل المكتبة الطفل أو الشاب يقدر يلعب ويقرأ ويمارس رياضته المفضلة كل ذلك من خلال المكتبة دون أن يدفع اشتراكًا سنويًا ٢٠٠ ألف أو أكثر فقط ٥٠ جنيهًا سنويا أو ١٠ جنيهات، لأن المكتبة عامة وليس هدفها الربح، وللأسف رغم أنها شيء مضيء داخل الوطن وبتخدم مناطق العجوزة والدقى وميت عقبة وكمان بتوصل لناس من أكتوبر وإمبابة مشتركين فى المكتبة إلا أننا نواجه مشكلة عدم إبراز هذه الإيجابيات".
ويتابع: «المكتبة فرق كبير بينها وبين كل المنشآت التعليمية، مثلًا إحنا بنقدم كورس مونتاج بنفس شهادت المعهد الروسى والأماكن الكبرى مقابل سعر رمزى، تشجيعًا للشباب وحثهم على التعلم ومواجهة البطالة، غير كده بنوفره للجميع، حتى تعليم الموسيقى والنحت والمكت وخط عربى، وأكاديمية شطرنج مثلًا عندنا الثالثة على مستوى أفريقيا فى الشطرنج وهى مريم عصمت".
ويختتم حديثه: «نفسي نموذج المكتبة يبقى فى كل محافظات ومناطق مصر، ويتم تعميم الفكرة والانتشار فى كل مكان فى مصر».
