رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"طهران - داعش".. علاقات مشبوهة بسوريا والعراق.. والممثل الأمريكي: إيران لها دور رئيسي في تمكين التنظيم الإرهابي من الشام.. وهزيمته لن تتحقق إلا بمغادرة الميليشيات الإيرانية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أدلة وقرائن تظهر يوما بعد الآخر تؤكد العلاقة المشبوهة بين تنظيم داعش الإرهابي، و«نظام الملالي» بإيران، حيث شهدت الفترة الأخيرة تأكيدات تشير إلى أنه لم يعد الأمر يحتاج إلى تكهنات أو توقعات لإثباته، خاصة فى ظل ظهور العديد من القرائن التى تؤكد وجود ارتباط وثيق بين التنظيم الإرهابى والنظام الإيراني. والمتتبع للعلاقة بين إيران والتنظيمات الإرهابية بشكل عام، يتضح له أن النظام الإيرانى يسعى إلى استخدام هذه الميليشيات كورقة ضغط للتفاوض مع واشنطن وتمرير صفقات سياسية، خاصة أن السياسة الخارجية الإيرانية تعتمد على زعزعة الاستقرار فى دول الجوار ونشر الفوضى فيها، وهو ما جعل إيران الدولة الأولى، التى ترعى وتدعم الإرهاب فى العالم.


صعود «داعش» فى سوريا
وأكدت تصريحات الممثل الأمريكى الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، التى أدلى بها الخميس الماضي، أن إيران كان لها دور رئيسى فى تمكين داعش بالأراضى السورية، موضحًا أن تحقيق الهزيمة المستدامة لداعش لن يتحقق إلا بمغادرة الميليشيات الإيرانية لسوريا، قائلًا: «إن الدور الإيرانى أسهم بجزء منه فى صعود داعش، ولا يمكن تحقيق سلام مستدام فى ظل الدور الحالى لإيران».
وأشار «جيفري»، خلال حديث للصحفيين فى وزارة الخارجية الأمريكية، إلى إن إخراج إيران من سوريا ليس هدفًا عسكريا للولايات المتحدة، لأن وجود القوات الأمريكية فى الأراضى السورية يهدف فى المقام الأول إلى هزيمة داعش هناك؛ موضحًا أن معنى «الهزيمة المستدامة» لداعش، هو خلق الظروف المناسبة لعدم عودة التنظيم مجددًا، قائلًا: «إن مسألة موعد عودة القوات الأمريكية يقررها الرئيس الأمريكي». وفى رده على سؤال حول ما إمكانية إخراج القوات الإيرانية من سوريا وكيفية تحقيق هذا؟ قال «جيفري»: إن الحكومة السورية هى من استدعت الإيرانيين للتدخل، وأن واشنطن تتوقع من دمشق أن تطلب من إيران الخروج، مضيفًا «هذا مهم لكن ليس ضروريًا، إذ إن لدى المبعوث الدولى إلى سوريا السلطة بالطلب من القوات الأجنبية الخروج».


توظيف إيران لـ«داعش»
واعتبر أسامة الهتيمي، الباحث فى الشأن الإيراني، أن تصريحات «جيفري» قراءة صحيحة لجانب كبير من الواقع الفعلى على الأرض ليس فى سوريا فحسب، وإنما أيضًا فى العراق؛ فالجميع يعلم جيدًا أن أحد الأسباب الرئيسية التى كانت وراء نشأة تنظيم داعش منذ البداية هى ممارسات إيران وميليشياتها بحق الكثير من المكونات العراقية، ومن ثم انتقالها إلى سوريا ليستفحل أمرها أيضًا. وأضاف «الهتيمي»، أن كل هذا جاء وسط العديد من الشبهات التى تشير جميعها بأصابع الاتهام إلى أن إيران صاحبة دور كبير فى وصول التنظيم إلى هذا المستوى من القوة منذ عام ٢٠١٤، حيث انسحب الجيش العراقى الذى كان لطهران (وما زال) سطوة كبيرة عليه أمام عناصر التنظيم تاركًا خلفه الكثير من العتاد والعدة المتطورة، فضلًا عن أموال المصارف البنكية والتى استولى عليها داعش ليصبح بين يوم وليلة تنظيمًا قويًا على المستويين العسكرى والمالي. وأشار الباحث فى الشأن الإيراني، إلى أن الكثير من الوقائع طيلة السنوات الماضية أثبتت أن إيران تُجيد وبقدر كبير توظيف تنظيم داعش لتحقيق أهداف سياسية؛ إذ كان وجود التنظيم ذريعة أمام العالم كله لتفعيل الدور الإيرانى فى كل من العراق وسوريا؛ ففى الأراضى العراقية نجحت طهران فى جعل الموالين لها من المسلحين مكونًا نظاميًا من مكونات الدولة الإيرانية، فيما عرف بالحشد الشعبي، والذى حصل عناصره على امتيازات غير مسبوقة، ويتقاضون رواتب كبيرة، فى حين استطاعت أن تخدع العالم بأن وجودها فى سوريا يستهدف بالأساس مقاتلة الإرهابيين. وأوضح «الهتيمي»، أن تطور الأوضاع فى كل من العراق وسوريا مؤخرًا يكشف عن كيفية تعاطى إيران مع ملف داعش؛ فبعد أن انحسر دور التنظيم فى كل من الأراضى العراقية والسورية عاد مجددًا وبقوة فى البلدين وغيرهما، وذلك عقب توتر العلاقات بين واشنطن وطهران على خلفية الانسحاب من الاتفاقية النووية واستئناف العقوبات الأمريكية؛ وكأن النظام الإيرانى أراد أن يبعث برسالة قوية إلى العالم كله، وإلى أمريكا بشكل خاص، مفادها أن الإرهاب الداعشى لا يمكن القضاء عليه إلا بالتعاون مع إيران، وهو ما يمثل ضغطا على واشنطن والمجتمع الدولى برمته الذى يقلقه خطر داعش.