رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

صرخات الصغار داخل محكمة الأسرة.. الأطفال يدفعون ثمن الخلافات الزوجية.. مصطفى: "ابني بيقلي بكرهك".. ويوسف لوالده: "ابعد عني أنا عاوز ماما"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يدفع الأطفال ثمن الخلافات بين الزوجين والتى تصل إلى محاكم الأسرة بعد الانفصال، ليبدأ الزوجان فى تبادل رفع الدعاوى أمام المحاكم، وفى مشهد تقشعر له الأبدان، يطل الأطفال أمام ساحات القضاء، تحت الدعاوى «الرؤية والحضانة والاستضافة»، فى مشهد مؤلم يتعرض له الطفل.
رصدت «البوابة نيوز» تواجد الأطفال داخل محاكم الأسرة، وانتظارهم لساعات لمعرفة الحكم الصادر بشأنهم، بعدما أقام الزوجان العديد من القضايا فى المحكمة.

الرؤية أمام «أسرة» مدينة نصر
تروى «شرين. أ»، معلمة تاريخ، ٣٠ سنة، تفاصيل قصتها، فتقول: تزوجت من إبراهيم، محاسب، زواجا تقليديا، وبعد مرور ١٠ سنوات، وإنجابى أربعة أطفال، فوجئت أن زوجى يريد الزواج من أخري، وأن حياته جحيم بجواري، فطلبت منه الطلاق، فرفض، فقررت إقامة دعوى طلاق للضرر، ودعوى نفقة زوجية، وقضت المحكمة بطلاقى منه، بعد أن أثبتّ زواجه من أخري، وأقام ضدى دعوى رؤية رغم أنه لا ينفق عليهم.
ظهر على الأطفال الأربعة ملامح الدهشة من انتظارهم داخل المحكمة لساعات، وبسؤالهم عن تواجدهم فى المحكمة، كانت إجاباتهم: «بابا اتجوز على ماما، لا بيصرف علينا ولا بيسأل».
إسقاط الحضانة
أقام «هشام. ج» مهندس، ٣٢ عاما، دعوى إسقاط حضانة ضد طليقته بعد زواجها، وقال فى الدعوي، «عندى بنات، وأرفض تواجدهن مع زوج الأم».
حضرت طليقته سارة برفقة الطفلتين، ريماس وزينة، وكان بكاء وصراخ الطفلتين داخل المحكمة لافتا للانتباه، بعدما تشاجرت الأم مع طليقها، مؤكدة أنها لن تترك بناتها، وسوف تثبت عدم زواجها أمام المحكمة، وأجلت محكمة الأسرة بزنانيري، دعوى إسقاط الحضانة لجلسة ٣ يناير.

مصطفى ابنى بيقلى بكرهك
قال «مصطفي. ي»، ٣٥ سنة، لدى طفل يدعى «إسلام»، وانفصلت عن زوجتى منذ عام، لكن طليقتى ترفض أن أرى ابنى، ورفعت دعوى رؤية أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة، وفى يوم الدعوى أمام محكمة الأسرة فرحت برؤية ابني، لكنه صدمنى بجملة: «أنا بكرهك ومش عاوز أشوفك تاني»، وتشاجرت مع والدته داخل المحكمة، وظل ابننا يصرخ مما حدث.
يوسف لوالده: «ابعد عنى أنا عاوز ماما»
الطفل يوسف، يبلغ من العمر ٨ سنوات، والده أقام دعوى إسقاط حضانة ضد طليقته، واتهمها بعدم الأمانة، والمسئولية فى أوراق الدعوى، وحضرت والدة الطفل برفقة نجلها داخل محكمة الأسرة بالجيزة، وعقب رؤية يوسف، لوالده، أبعده عنه وظل يردد «عاوز ماما»، مما جعل الوالد فى حالة ذهول من تصرف ابنه، وقضت المحكمة بتأجيل نظر الدعوى لأول يناير.

ثمن العناد
علق محمد السيد، الخبير القانوني، على تواجد الأطفال داخل محكمة الأسرة، قائلا: إنهم يدفعون ثمن عناد الزوجين، فانفصالهم يكون طعنة داخل قلب كل طفل، وكل منهم يتردد على محكمة الأسرة، ليأخذ حقه من الثانى ويكون الطفل وسيلة لهم فى أخذ الحقوق.
من جانبها، قالت الدكتورة هبة عيسوي، أستاذ الطب النفسى بطب عين شمس، إن المشاكل بين الزوجين تدمر حياة الطفل؛ لأنه يواجه من الطلاق إلى مشوار فى المحاكم من نفقة لحضانة لرؤية، ونتيجة طلاق الزوجة من زوجها معاناة لا تنتهي، ومن سيدفع الثمن الطفل، هل سيذهب مع الوالد أو الأم.
وشددت على الزوجين وأطراف الأسرة، مراعاة الطفل قبل اللجوء للقضاء والمحاكم، تجنبا لسوء نفسية الأطفال، والخوف عليهم؛ لأن الطفل يدفع نتيجة ما حدث من طلاق، وتواجده داخل المحكمة فى مشهد لن يخرج من ذكراته.
فيما قالت الدكتورة رحاب العوضى، أستاذ علم النفس السلوكى.
إن الطفل لا يدرك معنى قانون الحضانة والرؤية الذى يدفع الطفل الانتظار لساعات للجلوس مع والده، وأنه نفسيا لا يدرك ما يحدث، وأن دخول المحاكم بالنسبة للطفل سخرية له وإهانة لا ينساها مع مرور الزمن.
وشددت العوضى على الزوجين، التواصل فيما بينهما دون اللجوء للمحاكم حتى لا يدمرا حياة طفل فى بداية نشأته.