قال البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان: "إن الله يريد أن يعلمنا شجاعة التخلي عن النجاح الذي يجعل القلب مغرورًا وعن الطمأنينة التي تخدّر النفس، موضحًا: إذ لا بد أن يتوجه المرء نحو الله، حيث توجد الكنوز الحقيقية في الحياة".
وأضاف خلال عظته، اليوم الأحد: "الاحتفال بالقداس في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان لمناسبة اليوم العالمي للفقراء، بأننا لا نعيش لنجمع الثروات إذ ينبغي أن نتخلى عن الأمور العابرة لنتمسّك بما يبقى ويدوم".
ولفت إلى الله وحده قادر على التغلّب على أعدائنا الكبار، أي إبليس، الموت والخوف، مؤكدًا: "هو وحده قادر على إعطاء الحياة في الموت والأمل في المعاناة، وحده قادر على مداواة القلب من خلال المغفرة، وتحرير الإنسان من الخوف بواسطة الثقة".
وتابع: "لابد أن نتخلى عن الاعتقاد بأننا على ما يرام وندرك حاجتنا إلى الخلاص، وأن يعيش المؤمن إيمانه بتواصل مع المحتاجين، معتبرا أن الموضوع ليس خيارا سوسيولوجيًا، بل إنه مطلب لاهوتي".
وأكمل: "ينبغي أن نلبي نداء صراخ الفقراء، والأطفال الذين لم يُسمح لهم بأن يُبصروا النور، صراخ الصغار الذين يعانون من الجوع، والفتيان الذين اعتادوا على دوي القنابل عوضا عن الاعتياد على اللعب، صراخ المسنين المقصيين والمتروكين، صراخ من يواجه عواصف الحياة وليس له صديق".
واستطرد: "صراخ من يُجبر على الهروب وعلى ترك بيته وأرضه دون أن يعلم أين يذهب، صراخ شعوب برمتها حُرمت من الموارد الطبيعية المتاحة أمامها".
وأكد البابا في هذا السياق أن الظلم هو جذر الفقر، لافتا إلى أنه إزاء الكرامة البشرية المداسة غالبا ما يشعر الإنسان بأنه عاجز على التصرف إزاء قوة الشر المظلمة.
وشدد على ضرورة ألا يقف المسيحي مكتوف اليدين أمام ما يجري إذ يتعين عليه أن يمد يده للآخر، كما فعل يسوع وأضاف أننا لسنا مدعوين لصنع الخير مع من يحبوننا وحسب، لأن الرب يطلب منا أن نذهب أبعد من ذلك، وأن نحب الآخرين حبًا مجانيًا.