الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الري" تفتتح 6 سدود لتخزين مياه السيول.. خبراء يقدمون روشتة لطرق استغلالها ويؤكدون: حصة مصر سنويًا منها تصل إلى 1.3 مليار متر مكعب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
افتتح الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الري والموارد المائية، 6 سدود وبحيرات تخزين لمياه السيول لحماية مدينتي رأس غارب والغردقة من مخاطر السيول، وذلك خلال زيارته لمحافظة البحر الأحمر، لاستغلالها والاستفادة منها في الري والزراعة، حيث تم استثمار كميات المياه الناجمة عن الأمطار التى سقطت خلال الفترة الماضية في ترشيد حوالي 25 مليون م3 من مياه الرى، بالإضافة إلى كمية مماثلة ساهمت فى شحن الخزان الجوفى فى الصحراء الغربية.

عمل بحيرات لتخزين مياه السيول والأمطار بالبحر الأحمر
قال اللواء أحمد عبدالله، محافظ البحر الأحمر، إن وزارة الموارد المائية والري وجهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة من خلال الشركة الوطنية للمقاولات العامة انتهوا من تنفيذ أكبر 3 سدود مائية لحماية مدينة رأس غارب من مخاطر السيول، بالإضافة إلى 3 بحيرات تخزين تقع أمام هذه السدود لحصاد مياه السيول والأمطار بالبحر الأحمر لحجز وتخزين أكثر من ٥ ملايين متر مكعب من مياه الأمطار والسيول ببحيرة أم ضلفة بالغردقة.
وتابع عبدالله، أن حجم مياه السيول التى ضربت مدينة رأس غارب العاميين الماضيين بلغت 270 مليون متر مكعب، مضيفًا أنه تم إنجاز إجراءات وقائية تكلفت ما يقرب من مليار جنيه 400 مليون، وعمل سدود لحجز مياه السيول فى خزانات يتم استخدامها فى شتى الأغراض، وأن المشروعات لها مزايا كثيرة، وتقاوم الكوارث الطبيعية.
وتشمل المشروعات التي ينفذها جهاز مشروعات الخدمة الوطنية عمال الحماية في 5 مناطق تضم رأس غارب والغردقة والشيخ الشاذلي وبرنيس وشلاتين وذلك بتكلفة تصل إلى ٤٠٠ مليون جنيه، ومن بين المشروعات التي تم الانتهاء منها إنشاء 3 بحيرات صناعية و3 حواجز ترابية بوادى الحواشية بمدينة رأس غارب، منها البحيرة (ب1) بسعة تخزينية تتجاوز 405 ألف م3، وتوجد أعلى مخرج حوض التصريف وتعتبر أهم البحيرات نظرا لوجودها في أول مواجهة لمياه السيل وتصل السعة التخزينية لبحيرة (ب2) إلى 570 ألف م3 والسعة التخزينية لبحيرة (ب3) إلى 825 ألف م3، حيث أن هذه المشروعات تساهم في زيادة سعة الخزان الجوفي.

وسائل تخزين مياه الأمطار والاستفادة منها في ري المساحات الزراعية
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور مختار الشريف، الخبير الاقتصادي، إن الحصول على مياه الأمطار والسيول قد يكون صعب إلى حد ما، لأنها مياه موسمية أي أنها في وقت محدود على مدار العام، لافتًا إلى أن تخزينها يحتاج إلى عديد من الأمور، أهمها تحديد الأماكن التي تشهد أمطار وسيول كل عام، فضلًا عن عمل سبل لتحزينها مثل "السدود الصغيرة"، لتحزين كميات معقولة من مياه الأمطار.
وأضاف الشريف، أنه بعد مرحلة تخزين مياه الأمطار تأتي الخطوة الأهم وهي نقلها من مكان تخزينها للاستفادة منها في شتى المجالات والأغراض ومنها الري والزراعة، موضحًا أنها تتطلب استخدام وسائل وطرق علمية حديثة وسليمة لنقلها دون أن تتعرض للإهدار أو التسرب أو التبخر بكميات كبيرة، ففي الصحراء يعرف البدو كيفية تخزينها وزراعة أفدنة بالاعتماد على مياه الأمطار ولكن ليس الزراعة بكميات كبيرة، مما يعني أن استخدامها لري مساحات زراعية كبيرة يحتاج إلى جهود منظمة لتحقيقها.
وأوضح، أن توجيه مياه الأمطار عقب تخزينها لري المساحات الزراعية أمر ضروري جدًا للاستفادة من هذه المياه، حيث إنه يمكن عمل "مجاري مائية" على الترع أو المصارف وغيرها لهذه المياه، مشددًا على ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية لحماية المواطنين من التعرض لمياه السيول وتدمير العمران الذي ينتج عنها مثلما حدث في عدد من دول العالم خلال الفترة الأخيرة، ونتج عنها خسائر وصلت بالمليارات، فضلًا عن الخسائر البشرية ووفاة الكثيرون نتيجة لهذه الكوارث الطبيعية.

مشروعات "حصاد مياه الأمطار والسيول"
فيما قال الدكتور عبد الغني الجندي، أستاذ الري بكلية الزراعة جامعة عين شمس، إنه الاستفادة من مياه الأمطار والسيول مهم جدًا، ففي مصر الأمطار تتواجد على الساحل الشمالي من مرسى مطروح حتى سيناء، موضحًا أنه هناك مشروعات تسمى بـ"حصاد المياه" للأمطار تحديدًا، من خلال عمل مجرى يتم توصيلها بأحواض تتم عمل المياه بالتسريب أو الرشح تملأ الخزان الجوفي الخاص بها، لتخزين هذه المياه، أو من خلال تخزين المياه في سيناء عن طريق زراعة الأرض والري من خلال مياه الأمطار، والتي يتم تخزينها في الأرض وبالتالي لا تتطلب الري فيما بعد.
وأضاف الجندي، أن هذه المشروعات قوية جدًا وتمتلك مصر الريادة لتنفيذها والاستفادة من مياه الأمطار، مشيرًا إلى أنه في كل منطقة هناك مخرجات للسيول كي لا تحدث ضرر أو خسائر مادية أو بشرية، ومن الممكن عمل خزانات كبيرة في نهاية هذه المخرجات لتخزين المياه والحفاظ عليها واستخدامها مرة أخرى، أما في المدن ففي الطرق المختلفة يتم عمل مجرى لتجميع الأمطار وتتواجد في العديد من دول العالم، ولكن في مصر مازال البحث قائم لهذه هذا المجرى في مختلف المناطق والطرق.
وأشار إلى أن هذا المجرى يتم الحصول على المياه المخزنة بداخله لري المساحات الخضراء والحدائق الموجودة في المدن، معتقدًا أنه في مصر في المدن الجديدة تحديدًا تم اتخاذ الإجراءات لعمل الشوارع وتأهيلها من خلال المجرى لتخزين مياه الأمطار، مؤكدًا أنه كمية مياه الأمطار في مصر سنويًا 1.3 مليار متر مكعب، وهذه الحصة تأخذها وزارة الري في الموارد التقليدية، والتي يجب الاستفادة منها، حيث يتم الاستفادة من 80% من هذه المياه.