الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

المتحف المصري.. ضريح الفراعنة العظيم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل مصر غدا الإثنين بمرور 116 عاماً على إنشاء المتحف المصري بالتحرير، وتقيم وزارة الآثار احتفالية كبرى بحضور سفراء الدول الأجنبية والعربية ومجموعة من الوزراء ولفيف من كبار الدولة. 
وتستعد القاهرة لتضيء سماءها بأنوار الاحتفال السنوي التاريخي لأعرق وأندر متاحف العالم، فمنذ أكثر من قرن من الزمان وبالتحديد في عام 1902 احتفل العالم بإنشاء المتحف المصري، والذي شغل مكانة رفيعة بين متاحف العالم الكبرى، والذي يُعد موقع اعتزاز لكل أبناء الشعب المصري. 
ويعتبر المتحف المصري والذي صممه الفرنسي مارسيل دورجنو على الطراز الكلاسيكي علامة بارزة في تاريخ المتاحف العالمية نظراً لتصميمة الفريد، ويزخر المتحف بثروة هائلة من التراث المصري لا مثيل له في أي من بقاع الأرض، تمثل عبقرية الحضارة المصرية عبر آلاف مؤلفة من السنين، وشاهدًا على إبداعات الإنسان المصري في كافة مناحي الحياة في العمارة والفنون والآداب والدين والعلوم. 
وبدأ الاهتمام بإنشاء متاحف تضم الآثار المصرية مع الاهتمام العالمي الكبير الذي حظى به فك رموز حجر رشيد على يد العالم الفرنسي شامبليون وكانت النواة الأولي للمتحف ببيت صغير عند بركة الأزبكية القديمة "وسط القاهرة" حيث أمر محمد علي باشا عام 1835م بتسجيل الآثار المصرية الثابتة ونقل الآثار القيمة له وسمى بمتحف الأزبكية. وأشرف عليه رفاعة الطهطاوي.
وقبل هذا التاريخ كانت القنصليات الأجنبية في مصر تقوم بإرسال الآثار المصرية إلى أوروبا وإزدهرت تجارة الآثار المصرية خلال القرن التاسع عشر، لكن استطاع رفاعة الطهطاوي إصدار قرار بمنع التهريب والإتجار في الآثار المصرية إلى الخارج، ولكن بوفاة محمد على باشا عام 1849م عادت الأمور مرة أخرى إلى عهدها الأول حيث عادت سرقة الآثار مرة أخرى.
وفي عام 1858م تم تعيين "مارييت" كأول مأمور "لإشغال العاديات" أي ما يقابل حالياً رئيس مصلحة الآثار. وقد وجد أنه لابد من وجود إدارة ومتحف للآثار ولذلك قام باختيار منطقة بولاق لإنشاء متحف للآثار المصرية ونقل إليها الآثار التي عثر عليها أثناء حفائره "مثل آثار مقبرة إعح حتب"، وفي عام 1863م أقرّ الخديوي إسماعيل مشروع إنشاء متحف للآثار المصرية ولكن لم ينفذ المشروع وإنما اكتفى بإعطاء مارييت أرض أمام دار الأنتيكخانة في بولاق ليوسع متحفه.
في عام 1878م حدث ارتفاع شديد في فيضان النيل مما سبّب إغراق متحف بولاق وضياع بعض محتوياته، وفي عام 1881م أعيد افتتاح المتحف وفي نفس العام توفي مارييت وخلفه "ماسبيرو" كمدير للآثار وللمتحف.
وفي عام 1880م وعندما تزايدت مجموعات متحف بولاق تم نقلها إلي سراي الجيزة. وعندما جاء العالم "دي مورجان" كرئيس للمصلحة والمتحف قام بإعادة تنسيق هذه المجموعات في المتحف الجديد الذي عرف باسم متحف الجيزة.
ووضع الخديوي عباس حلمى الثاني حجر الأساس للمتحف المصري في الـ 19 من إبريل 1897 وكانت الأرض المقام عليها المتحف في الأصل أرضاًً زراعية، وفي عام 1902 اكتمل بناء متحف الآثار المصرية فنقلت إليه الآثار الفرعونية من سراي الجيزة.
وقام الخديوي عباس حلمي الثاني بافتتاحه عام 1902، وقد سجل مبني المتحف المصري ضمن المباني التاريخية الممنوع هدمها، وكان محمود حمزة أول مدير مصري للمتحف وتم تعيينه عام 1950م، هذا وقد كان للمتحف دليل موجز من وضع ماسبيرو يرجع إلي عام 1883م إلا انه قام بعمل دليل كبير للمتحف الجديد ظل يطبع ويكرر من عام 1915م حتّى الآن. 
ويتميز المتحف المصري عن متاحف العالم بطرازه المعماري اليوناني الروماني والفرنسي بينما يحتوى المتحف على آثار فرعونية ولكن يرجع البعض ذلك إلى انجذاب المسئولين المصريين للعمارة الفرنسية في ذلك الوقت بينما تم الحفاظ على الطابع الفرعونى فى التصميم الداخلى لقاعات المتحف، فهو يحوي تأثيرات للفن المصري القديم في تصميم حجراته وقاعاته الداخلية؛ فمدخل القاعات يحاكي ضريح المعابد المصرية، والحجرات تحاكي معبد أدفو.
وقد تم اختيار تصميم المتحف من ضمن 73 تصميماً قًدم فى الماضي للمسئولين بينما فاز تصميم المهندس الفرنسي "مارسيل دورنون" والذي شيده على طراز العمارة الكلاسيكية اليونانية الرومانية، أما واجهة المتحف فهي على الطراز الفرنسي بعقود دائرية، تزينها لوحات رخامية لأهم وأشهر علماء الآثار في العالم، وعلى جانبي باب الدخول الخشبي تمثالان كبيران من الحصى لسيدتين على الطراز الروماني، ولكن برؤوس فرعونية.
ويدخل الضوء الطبيعي خلال ألواح الزجاج على السقف ومن الشبابيك الموجودة بالدور الأرضي. أما ردهة المتحف الوسطى فهي أعلى جزء من الداخل حيث عرضت فيها الآثار مثلما كانت موجودة في المعابد القديمة، وقد روعي في المبنى أن يضم أى توسيعات مستقبلية، كما يتناسب مع متطلبات تسهيل حركة الزائرين من قاعة إلى أخرى.
ويضم المتحف المصرى أكثر من 150 ألف قطعة اثرية أهمها المجموعات الاثرية التى تم العثور عليها فى مقابر الملوك والحاشية الملكية للأسرة الوسطى فى دهشور عام 1894، ويضم المتحف الأن أعظم مجموعة أثرية فى العالم تعبر عن كل مراحل التاريخ المصرى القديم، ومن مجموعات المتحف الهامة ومنها مجموعة عصور ما قبل التاريخ وتتضمن المجموعة أنواعا مختلفة من الفخار وأدوات الزينة وأدوات الصيد ومتطلبات الحياة اليومية، ثانياً مجموعة عصر التأسيس "الأسرتان الأولى والثانية" وتضم صلاية نعرمر وتمثال خع سخموي والعديد من الأواني والأدوات ، ثالثا مجموعة الدولة القديمة والتي تضم تماثيل زوسرو خفرع ومنكاورع وشيخ البلد والقزم سنب وبيي الأول وابنه مري أن رع والعديد من التوابيت وتماثيل الأفراد والصور الجدارية ومجموعة الملكة حتب حرس.
رابعاً مجموعة الدولة الوسطى وتضم العديد من الآثار والتي من أهمها تمثال الملك منتوحب الثاني ومجموعة تماثيل بعض ملوك الأسرة 12 مثل سنوسرت الأول وامنمحات الثالث وغيرهما، والعديد من تماثيل الأفراد والتوابيت والحلي وأدوات الحياة اليومية، وهريمات بعض أهرامات الفيوم،خامساً مجموعة الدولة الحديثة وتضم مجموعة توت عنخ آمون وتماثيل حتشبسوت وتحتمس الثالث ورمسيس الثاني بالإضافة إلى العجلات الحربية والبرديات والحلي ومجموعة إخناتون ولوحة إسرائيل وتمثالي أمنحتب الثالث وزوجته تي ومجموعة التمائم وأدوات الكتابة والزراعة، ثم مجموعة المومياوات الملكية التي تعرض في قاعة خاصة بها والتي افتتحت عام 1994م وأخيراً مجموعة العصور المتأخرة وتضم آثاراً متنوعة من بينها كنوز تانيس التي تمثل بعض الآثار المصنوعة من الذهب والفضة والأحجار الكريمة والتي عثر عليها في مقابر بعض ملوك وملكات الأسرتين 21، 22 في صان الحجر، هذا بالإضافة إلى بعض التماثيل الهامة مثل تمثال آمون ومنتومحات وتمثال للإلهة تاورت ولوحة قرار كانوب "أبو قير" ولوحة بعنخي.