الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الصنابير الموفرة" سلاح جديد للحرب على إهدار المياه.. الري: التجربة توفر 75% من الفاقد.. وخبراء: نفقد 40% من الاستهلاك بالشبكات.. و"أدوات التوفير" فكرة عالمية

تقارير وتحقيقات
تقارير وتحقيقات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انطلقت مبادرة جديدة لترشيد استهلاك المياه ترتكز على العمل بفكرة الصنابير الموفرة في العديد من المؤسسات والقطاعات الأكثر إهدارا للمياه، ومن هنا بدأت وزارات الأوقاف، والموارد المائية والري، والإنتاج الحربي، تنفيذ أول تجربة لاستخدام الصنابير الموفرة للمياه بالمساجد، حيث شهد مسجد السيدة نفيسة ومسجد يوسف الصحابي بمحافظة القاهرة تركيب باكورة الصنابير الموفرة للمياه من تصنيع وإنتاج وزارة اﻹنتاج الحربي.

وبحسب تصريحات وزير الري الدكتور محمد عبدالعاطي، فإن التجربة الجديدة تستهدف توفير 75% من إجمالى المياه المستخدمة وتقضي تمامًا على إهدار المياه، مضيفا أن تعميم التجربة على المساجد خطوة أولى يعقبها مرحلة تحويل تدريجى لصنابير المياه بمختلف الجهات الحكومية وأجهزة الدولة ثم طرحها بالأسواق وإتاحتها للمواطنين.
وقال عبدالعاطي في بيان صادر عن الوزارة السبت إن تكنولوجيا القطع الموفرة للمياه هي وسيلة حديثة بسيطة وسهلة الفك والتركيب يتم تركيبها على فوهات الصنابير المستخدمة حاليا دون الحاجة لتغيير تلك الصنابير مطلقا حيث تتوافر بأشكال ومقاسات وأحجام مختلفة تناسب كافة الصنابير وتقوم بتنظيم المياه وإحكام تدفقها بشكل تلقائي عبر الصنبور اﻷمر الذي يوفر نحو 75% من إجمالي المياه المتدفقة، مما يحقق محور الترشيد أحد أهم محاور استراتيجية تنمية وإدارة الموارد المائية بمصر حتى عام 2050.
خبراء الموارد المائية والري اعتبروا الفكرة تحركا إيجابيا من مختلف الوزارات من أجل تخفيض اهدار المياه، مؤكدين أن معدل إهدار المياه في الاستهلاك عالي جدا وترشيد استهلاك المياه يعد ضرورة ملحة في الفترة الحالية.

وقال الدكتور أحمد فوزى دياب، خبير استراتيجية المياه بالأمم المتحدة، وأستاذ المياه بمركز بحوث الصحراء، إن ترشيد استهلاك المياه ضرورة ملحة في ظل العجز المائي الذي تعاني منه مصر في الفترات الأخيرة، مشيرا إلى أن تبنى بعض الوزارات في الحكومة لفكرة توفير استهلاك المياه يعد تحركا إيجابيا للغاية. 
وأضاف دياب لـ"البوابة نيوز"، أن من 30 إلى 40% من إهدار المياه يكون في الشبكات، وفي كثير من بلدان العالم وبعض الشركات المصرية تستخدم الصنابير الموفرة التي تعمل بحرارة الجسم أو بنظام الدقات المائية أو الضخات المائية المتطورة وهي تدفق المياة تلقائيا عند الإحساس بحرارة الجسم عند الصنبور وانقطاعها بمجرد سحب الأيدي من أمام الصنبور.
ويرى خبير المياه أن تبني وزارة الري لمثل هذه المبادرات يُعد تحسنا إيجابيا، مؤكدا ضرورة التنسيق والتعاون بين وزارة الري ووزارة الإسكان ممثلة في الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، من أجل تحقيق أكبر استفادة من المبادرة.
وأشار إلى أن 40 % من المياه تفقد في الشبكات، ففي حالة مصر لديها 11 مليار متر مكعب من المياه يفقد منها حوالي 4 مليارات في الشبكات، ونتيجة سوء الاستخدام نفقد 40% ومن هنا فإن توفير مليار متر مكعب من المياه أو حتى نصف مليار يعد مردودا إيجابيا جدا، موضحا أن توفير الصنابير الموفرة يجب أن يكون بسعر مناسب بجانب توفير قطع الغيار والصيانة، لأن ارتفاع التكلفة قد يكون العائق الأكبر أمام تعميم التجربة في المنازل.

وأكد ضياء الدين القوصي، خبير الموارد المائية والري، أن تركيب الصنابير الموفرة للمياه من شأنه الحد من استهلاك المياه والعمل على ترشيدها بشكل ملحوظ.
وأضاف القوصي لـ"البوابة نيوز" أن الصنابير الموفرة ستعمل على تقليل استهلاك المياه بحيث ينخفض الاستهلاك من 30 لترا خلال 10 دقائق إلى 2 لتر، الأمر الذي ينعكس بكل ثقة على ترشيد الاستهلاك بشكل ملحوظ، داعيًا إلى ضرورة العمل على تجربة فكرة الصنابير الموفرة في المؤسسات الكبرى للتحقق من مدى توفيرها للمياه.