السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

في عيد تجليسه السادس على سدة مارمرقس.. البابا تواضروس سفير الوحدة

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خلفًا للبابا الأكثر شعبية فى تاريخ الكنيسة المصرية شنودة الثالث، اُختير فى ظل ظروف صعبة يواجهها الوطن، وحمل مسئولية كبيرة وأثبتت الأيام حكمته وتعامله بحنكة مع قضايا داخلية صعبة مرت بها مصر فى عهد "جماعة الإخوان"، احتوى المعارضين قبل المؤيدين واستمع لمطالبهم، أصبح سفيرًا لبلاده فى الشرق والغرب، ملفات شائكة اقتحمها البابا تواضروس، وعالجها بذكاء فى الكنيسة الأرثوذكسية بإطلاق "دستور للإصلاح" وأعاد لمتضررى الأحوال الشخصية حقوقهم، تحاور مع الطوائف الأخرى، وتواصل مع أقباط المهجر لدعم مصر، حتى الأطفال شملهم برعايته، وما زال يقف مع بلاده داخليًا وخارجيًا فى حربها ضد الإرهاب.
"ترتيب البيت من الداخل".. شعار رفعه البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة فى أول تصريحاته عقب توليه السدة المرقسية في 4 نوفمبر 2012، ورغم الملفات المليئة بالمشكلات العالقة لسنوات طوال؛ فإنه تمكن من تقديم الدواء لعلاج هذه المشكلات. 
28 زيارة للخارج 
28 زيارة خارجية قام بها البابا، بدأها بالفاتيكان عقب وصوله لسدة مار مرقس، ملتقيًا نظيره البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، داعيًا إياه لزيارة مصر، مشيدًا بجهود الدولة في إحياء مسار العائلة المقدسة والاهتمام بالسياحة الدينية.
وهى الزيارة التي كان لها صدى كبير، فبعدها بأربع سنوات وبالرغم من العمل الإرهابي الذي استهدف الكنيسة البطرسية، قام بابا الفاتيكان بزيارة مصر ولقاء الرئيس السيسي، والصلاة بالكنيسة التي كانت جدرانها شاهده على الحرب الضارية التي تقودها مصر ضد الإرهاب.
البابا تواضروس الذي تحتفل الكنيسة في نوفمبر الجاري بعيد تجليسه السادس، وعيد مولده السادس والستين، التقى خلالها بـ23 رئيس دولة حول العالم، وهو يحمل في قلبه وعلى لسانه أسم وصورة مصر.
فخلال زيارته الأولى إلي اليابان حرص البابا، على إجراء العديد من اللقاءات الصحفية والتلفزيونية والتي خصص جزء كبير منها للحديث عن مصر، مؤكدًا أن الجماعات الإرهابية كانت ترغب فى إسقاط مصر خلال فترة الربيع العربى، مثلما جرى فى سوريا والعراق، مشددًا "لكن مصر وطن كبير يضم 100 مليون نسمة، وله تاريخ ممتد، ولن يسقط".
وشدد بابا الإسكندرية الذى اختارته القرعة الإلهية خلال الانتخابات البابوية، أن الإرهاب أراد إسقاط مصر عبر استهداف القوات المسلحة والشرطة الوطنية، ثم اتجه لاستهداف أهم ما نملكه فى مصر، الوحدة الوطنية، التى يؤكد عليها الرئيس عبد الفتاح السيسى بشكل دائم، ويقول دائمًا إن "مصر لكل المصريين".
وتابع البابا تواضروس حديثه، قائلا: "اتجه الإرهابيون لضرب الكنائس واستهداف المسيحيين في أى مكان فى مصر، بهدف الوقيعة بين المسلمين والأقباط، ونشكر الله أننا نعى ونعرف هذه الأمور، فكان رد فعلنا ممتلئا بالمحبة والحكمة الكاملة تجاه الأحداث، نؤمن بقوة الصلاة حتى وإن كانت هذه الأعمال ضد الكنيسة وأبنائها، ومصرون على تقديم المحبة للجميع".
وصف بابا الإسكندرية، والذى وًلد في المنصورة وتنقل خلال حياته في عدة محافظات منها سوهاج ودمنهور والإسكندرية، أن مصر بالخليط بين الحضارات فهى فرعونية التاريخ وعاشت فيها المسيحية ٧ قرون ثم جاء الإسلام، مشيرًا إلي أن مصر كانت البلد الوحيد الذى زاره المسيح، ونشأت على أرضها مدرسة الإسكندرية للتعليم اللاهوتى الأصيل وأصبحت عنوانًا للتعليم الأرثوذكسى المستقيم.
وحيد أمه واختار الرهبنة
"الصيدلى وجيه صبحى باقي" الذى كان وحيد أمه واتجه إلي الرهبنة، دائمًا ما يقول أن" للكنيسة عمل" في بناء قاعدة للحب، فهى تؤسس المدارس والمستشفيات، وترعى الوحدة الوطنية وتصونها وتصلى من أجل البلاد والرئيس، مؤكدًا على أن مصر هى قلب الشرق الأوسط ومدن البحر المتوسط لذلك استقرار مصر يعني استقرار المنطٌقة كلها.
علاقات البابا الذى وُلد في 4 نوفمبر 1952 وترهبن بدير الأنبا بيشوى العامر بوادى النطرون، مع الرئيس عبدالفتاح السيسي "طيبة للغاية" كما يصفها البابا، فالرئيس الذى يحرص على زيارة الكاتدرائية خلال الاحتفال بعيد الميلاد، وتبرع بخمسين الف جنيهًا لبناء الكاتدرائية الجديدة بالعاصمة الإدارية يظهر دائمًا ممسكًا بيد البابا، فيما يستشهد الأخير بتعاليم الإنجيل والتي توصي بالصلاة من أجل الرئيس.
الرئيس السيسي الذى زار الكاتدرائية عقب قتل المصريين في ليبيا، مؤكدًا أنه جاء للتعزية بعد الثأر للشهداء، حرص على ترميم كافة الكنائس التى تضررت عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة، كما أعطى أوامره بسرعة ترميم البطرسية عقب الحادث الإرهابي، بالأضافة إلي سرعة الانتهاء من إنشاء كاتدرائية" ميلاد المسيح" بالعاصمة الإدارية.
عمق العلاقة بين المسلمين والمسيحيين
"لا نستقوى إلا بالله فوق وبإخواننا المسلمين هنا على الأرض، وأى محاولة للعبث بهذا الرباط الذى يجمعنا ينتهى بالفشل، والله يحفظ الوطن من كل شر" هكذا عبر البابا 118 على سدة مارمرقس عن عمق العلاقات بين المصريين، وعمق العلاقة بين البابا تواضروس وشيخ الأزهر. فرأس الكنيسة يحرص على زيارة شيخ الأزهر في المناسبات المختلفة، مؤكدًا أن داعش تعمل على أساس فهم خاطئ للدين ، كما يوجد من يدفع المال لهم، مستشهدًا بالمظاهرات في ميدان التحرير حيث كان يحرس ويحيط المسيحيين المسلمين أثناء صلاتهم والعكس صحيح، مشيرًا إلي أن العصر الفرعونى ممتد ومتداخل، وكذلك المسيحى والذى له نكهته التى تميزه، وكذلك الإسلامى الذى ينفرد بالاعتدالية والوسطية، بحسب تعبير بابا الإسكندرية.
وكانت مكاسب الأقباط بعد ثورة 30 يونيو كانت محور لقاءه مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل بالكاتدرائية، والذى أكد خلاله أن مصر تنطلق بخطى ثابتة نحو المستقبل، حيث تم إقرار أول قانون لبناء الكنائس فى مصر، وانتخاب 39 عضوًا مسيحيًّا بالبرلمان مقارنة بعضو واحد سابقًا، وكذلك زيارات الرئيس للكاتدرائية ليلة الكريسماس حسب التقويم الشرقى، بالإضافة إلى اهتمام الدولة بتعمير إصلاح الكنائس التى أحرقت ودمرت فى أحداث أغسطس 2014 م.
واتخذ البابا من "الوحدة والتقارب" شعارًا له خلال لقاءاته المختلفة مع رؤساء وبطاركة الكنائس حول العالم، فنجده يحرص كل عام بزيارة الكنائس والتى تحتفل بعيد الميلاد في 25 ديسمبر، كما نجده يصلى في بازليك القديس بولس إحدى الكنائس الأربعة الكبرى بالفاتيكان.
‫واتخذ البابا من "الوحدة والتقارب" شعارًا له خلال لقاءاته المختلفة مع رؤساء وبطاركة الكنائس حول العالم، فنجده يحرص كل عام بزيارة الكنائس والتى تحتفل بعيد الميلاد في 25 ديسمبر، كما نجده يصلى في بازليك القديس بولس أحدى الكنائس الأربعة الكبرى بالفاتيكان.‬