تفاعلت قضية الكولونيل النمساوى المتقاعد المتهم بالتخابر مع روسيا ولم يستبعد المراقبون فى فيينا أن يكون جزءا من شبكة تخابر واسعة تعمل لحساب روسيا ضد بلدان الاتحاد الأوروبي، كما لم تتوقع الدوائر السياسية النمساوية لجوء فيينا الى اجراءات طرد للدبلوماسيين الروس من أراضيها على غرار ما قامت به بريطانيا بعد اتهامها لموسكو بالوقوف وراء محاولة تصفية العميل الروسى المزدوج سيرجي اسكريبال وابنته فى احد مطاعم جنوب لندن فى مارس الماضى.
وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن وزيرة الخارجية النمساوية كارين كينسيل ألغت زيارة كان مقررا ان تقوم بها لموسكو فى ديسمبر القادم على خلفية واقعة التخابر التى نفت روسيا صحتها بشكل تام على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف هذا الاسبوع. وجاء إلغاء الزيارة برغم علاقات الصداقة التي تربط الوزيرة النمساوية مع الرئيس الروسى الذى كان أحد المدعوين على حفل زفافها فى أغسطس الماضى بحسب ما ذكرته مصادر فى الخارجية النمساوية.
وواصلت أجهزة المخابرات النمساوية تحقيقاتها مع الكولونيل السابق فى الجيش النمساوى بتهمة التجسس لحساب الاستخبارات الروسية، واستدعت الخارجية النمساوية منتصف هذا الأسبوع السفير الروسى لدى فيينا لاطلاعه على سير التحقيقات التى تجريها الاستخبارات الروسية مع الكولونيل المتقاعد والتى كشفت عن تعامله مع الاستخبارات الروسية على مدى عشرين عاما واعترافاته بأنه كان على تواصل طيلتها مع مشغليه من ضباط الاستخبارات الروس.
وقالت صحيفة "كورنان زيتونج" واسعة الانتشار فى النمسا ان الكولونيل المتهم يبلغ من العمر سبعين عاما وإنه سبق له العمل فى قيادة القوات المسلحة النمساوية فى ساليزبيرج وقد بدأ عمله فى مطلع التسعينيات لحساب الاستخبارات الروسية.
وتوقعت الصحيفة النمساوية حدوث تداعيات كبيرة لواقعة اكتشاف هذا الجاسوس، مشيرة إلى أن المسئول الأمنى الروسي الذى كان مسئولا عن تشغيل العميل النمساوى معروف بالاسم الحركى " يورى " وقد أشرف بنفسه على تدريب العميل النمساوى على استخدام أجهزة التجسس العالية التقنية مقابل تقاضيه أموالا بلغت 350 ألف دولار أمريكى من الجانب الروسى.
وكان المستشار النمساوى سيباستيان كروز قد أعلن فى مؤتمر صحفي مفاجئ فى الثانى عشر من نوفمبر الجارى وبصورة مقتضبة عن القاء القبض على الكولونيل المتقاعد المشتبه فى قيامه بالتجسس لحساب روسيا، ونجاح جهاز مكافحة التجسس النمساوى فى تعقبه والايقاع به، كما ضبطت الاستخبارات النمساوية مسؤولا فى جهاز مكافحة التجسس النمساوى عرفته بالرمز الكودى / اوه / بتهمة تسريب معلومات سرية الطابع الى الاستخبارات الروسية وتم إلقاء القبض عليه فى الثالث عشر من الشهر الجارى ويجرى استجوابه وهى ثانى واقعة تجسس تضبطها الاستخبارات النمساوية فى أسبوع واحد.
