على بُعد أمتار من ميدان رمسيس، يرش «عم علي» المياه ويهمهم بالأغانى، والابتسامة تنير وجهه، يرتب العرائس على الرفوف الخشبية، ويكتظ العاملون داخل ورشته لإنتاج منتجات مولد النبوى.
ويتخذ «عم علي» من صناعته هواية يُلبى بها فضوله فى إخراج عرائس بلاستيكية، تعتبر هى الأولى من نوعها فى الأسواق، على حد قوله، ويُمنى النفس بانتعاش حركة الإقبال هذا الموسم؛ لكسب الرزق وسد احتياجات أسرته.
وكانت بدايات شهرته فى التجارة منذ سنوات ماضية، حينما استقر والده فى باب اللوق، ولم يترك يومًا دون مشاركة والده فى العمل، وتحدى صعوبات الحياة وأصر على تعلم المهنة؛ حتى اكتسب المهنة من والده، بالرغم من رغبته فى الالتحاق بمجال المقاولات فإنه قرر الاستمرار بها، مرت السنوات ورحل أبوه، وقرر الانتقال إلى باب البحر الشهير ببيع حلوى المولد؛ لمنافسة التجار.
أيام قليلة ويحل علينا الاحتفال بالمولد النبوى، ويبدأ «عم علي» فى نشر منتجاته من العرائس البلاستيكية بمحيط ورشته، ووضع خصومات هائلة لمشاركة سعادة المواطنين، إنه على زكريا الذى يبلغ من العمر، ٦٢ عامًا، ويعمل فى هذا المجال من طفولته، حتى أصبح أحد مشاهير شارع باب البحر فى تجارة عرائس المولد، ولكن بطريقته الخاصة.
وتعامل مع الكثير من نجوم الفن أبرزهم الراحلة فاتن حمامة والفنان محمود ياسين، أثناء وجوده فى باب اللوق.
ويقول عم علي: «بقالى ٥٠ سنة فى تصنيع عرائس المولد، وإحنا أول ناس اشتغلنا فى العرائس البلاستيك، وكنا زمان بنصنع عروسة من الحلاوة»، مشيرًا إلى أن الأسعار فى السبعينيات كانت تصل لـ١٥ قرشًا مقارنة بالوقت الحالى.
وعن أبرز مواقفه الطريفة مع المشاهير، يتابع: أتعاملت مع فاتن حمامة وشريفة فاضل ومحمود ياسين، وماكنش يعدى موسم غير لما يشتروا من عندي» ويواصل: «اشترى منى الفنان الراحل عادل أدهم زمان حصان حلاوة من باب اللوق، كان قاطع ٨٠ قرشًا، راح طلعلى ٢٠ جنيهًا، كان راجل شخصيته طيبة وبيشرب قهوته على مقهى فى ميدان التحرير، واشترت منى الراحلة سعاد حسنى، عروسة ملصوقة فى أرضية الاسطوانة، وكانت حريصة على شراء العروسة الديكور».
ويختتم: «أنا اتقلد مقلدش، وعندى استعداد أدفع ٢٠ ألف للى يعمل شغل زيى، وأنا شغال مقاول معمارى، وهوايتى صناعة عرائس المولد، والسعر بـ٨٠ جنيهًا».
