ترتبط مصر بعلاقات تاريخية وثيقة مع دول القرن الأفريقي، تميزت بعدة عوامل، أهمها عوامل الجوار الجغرافى والدين والهجرات التاريخية من وإلى المنطقة، فمصر لديها جذور وثيقة مع تلك الدول، تحتاج إلى التفعيل، سواء من خلال تنشيط التواصل والزيارات الرسمية على كافة المستويات، أو تقديم المساعدات المصرية فى التعليم والصحة والزراعة والدبلوماسية والقضاء، إضافة إلى تطوير البنية التحتية.
وتسعى مصر فى الفترة الحالية إلى تقوية العلاقات الثقافية بينها وبين دول أفريقيا؛ لأن وجود علاقات قوية بين مصر وأفريقيا أمر مهم بالنسبة للقاهرة، بطبيعة الحال، ولا سيما دول حوض النيل، التى تشاركنا فى شريان الحياة، ومن هذا المنطلق تسعى وزارة الثقافة بكل الطرق، لتحقيق المصلحة المصرية فى تقريب المسافات مع أفريقيا، وتحاول توطيد العلاقات بشتى الوسائل.
وإيمانًا من مصر بدور الثقافة كمفتاح سحرى فى تقوية العلاقات بين الشعوب، شاركت فى نهاية العام الماضي، فى معرض كتاب بوركينا فاسو، وحلت إثيوبيا ضيف شرف لمهرجان أسوان الدولى للفنون.
وتحاول مصر على الدوام الحفاظ على التواصل الفنى والثقافى مع القارة، فهناك مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، الذى تشارك فيه أفلام من ١٨ دولة أفريقية، كما أن المجلس الأعلى للثقافة يعقد مؤتمرًا عن الثقافة الأفريقية كل عامين، وهناك المهرجان الدولى للطبول التراثية، الذى تعد «الطبول الأفريقية» نجمها الأول.
وتتبادل مصر فرق الفنون الشعبية مع الدول الأفريقية بشكل مستمر، وكان آخرها زيارة فرقتين من توجو وزامبيا وجنوب أفريقيا، كما حملت الدورة الثانية لمهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة، اسم المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد.
وقال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، إن وزارة الثقافة متعددة الأدوار، ومن مهام عملها تقريب وجهات النظر بين الثقافات والشعوب المختلفة، مشيرا الى أن وجود إثيوبيا كضيف شرف فى مهرجان أسوان الدولي، خلال العام الماضي، خطوة مهمة على طريق تقوية العلاقات والروابط بين مصر وإثيوبيا
وطالب بمحاولة حلحلة المشاكل البينية، واختيار أسوان عاصمة للشباب الأفريقى دعم وتقوية كبيرة للعلاقات مع أفريقيا.
ومن جانبه، أكد الدكتور عمار على حسن، الباحث فى مجال علم الاجتماع السياسي، أن دور القوى الناعمة مهم، ولكن لا يجب أن نختصر ذلك فى جهود وزارة الثقافة فحسب، موضحا أن وجود علاقات قوية بين مصر وأفريقيا أمر مهم بالنسبة لنا، ولا سيما دول حوض النيل.
وأشار «حسن» إلى أن وزارة الثقافة تسعى بكل الطرق إلى تحقيق المصلحة المصرية، وتقريب المسافات بين مصر ومحيطها الأفريقي.
