السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

صلاح الدين حافظ.. قديس صاحبة الجلالة

صلاح الدين حافظ
صلاح الدين حافظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
".. وخلال أزمان كسوف الديموقراطية وخسوف الحريات يعم الظلام أيضا، فتخرج كل أنواع الزواحف السامة من جحورها لتلدغ وتقرص وتمارس هوايتها في تسميم كل شيء.. فتتكاثر الكوارث ويعم الفساد ويسيطر الاستبداد، وتطفو على السطح الطحالب وتعوم الطفيليات وتهجم الأوبئة من كل صنف ولون، تهاجم الأجساد وتفسد العقول وتزيغ الضمائر قبل البصائر، وانظر حولك يا عزيزي ترى عجبًا..".
إنها كلمات قليلة لخص بها الكاتب الصحفي الكبير الراحل صلاح الدين حافظ، مسيرته المهنية وقضاياها التي عاش يدافع عنها ومات من أجل تحقيقها على مدار سبع عقود مضت.
فقد أنفق "حافظ" الذي تحل اليوم ذكرى وفاته العاشرة، سنوات طويلة من حياته من أجل قضيتين لا ثالث لهما إلا إيمانه بعروبته وقومية أفكاره وهما؛ حرية الصحافة والدفاع عن الديمقراطية.
في قرية العقلية التابعة لمحافظة المنيا بصعيد مصر، ولد صلاح الدين حافظ، قبل أن يبدأ طريقه العلمي والمهني بالقاهرة، حيث تخرج من قسم الصحافة بكلية الآداب جامعة القاهرة وتخرج عام 1960م.
5 جنيهات؛ كانت أول مكافأة حصل عليها، من الكاتب الكبير مصطفى أمين، رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم، بعد أن استطاع الانفراد بخبر سرقة في المتحف كان قد تم التعتيم عليه، وكان ذلك في العام الأول له من كلية الآداب.
عمل بالعديد من المؤسسات الصحفية بدأت بالأخبار، ثم التعاون، والشعب، ثم التحق بالأهرام عام 1965، ليبني معها مجده الصحفي، فأصبح سكرتير تحرير عام 1968، فمساعد رئيس تحرير، ثم نائب رئيس تحرير، حتى وصل إلى "مدير تحرير الأهرام"
في يوم الأربعاء من كل أسبوع، صارت مقالاته علامة مسجلة لجريدة الأهرام أعواما عديدة، وفي التسعينات، تم منع الكثير من مقالاته لتتلقفها بعض صحف المعارضة في ذاك الوقت.
لم تنعكس اهتماماته على مقالاته فقط وإنما تجلت أيضا في كتبه التي ألفها "عرب بلا غضب"، "تهافت السلام"، "تزييف الوعي"، "أحزان حرية الصحافة"، "كراهية تحت الجلد: إسرائيل عقدة العلاقات العربية الأمريكية"، "صدمة الديموقراطية"، "الديموقراطية والثورة مأزق العالم الثالث".
على المستوى النقابي، اختير صلاح الدين حافظ، سكرتيرا عاما لنقابة الصحفيين، ليصبح أصغر أمين عام لنقابة الصحفيين في تاريخها، بل بات أمينًا عامًا لاتحاد الصحفيين العرب أيضًا، وأسس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، مؤمنًا بأن تحقيق الديمقراطية وحرية الصحافة وجهان لعملة واحدة.
طالبه بعض الصحفيين بالترشح لمنصب نقيب الصحفيين، إلا أنه رفض مفسحا الطريق أمام الشباب؛ قائلا: "لا بدّ أن تكون للشباب فأنا من جيل أدى مهمة، ويجب أن تنتقل القيادة إلى جيل آخر، الأصغر والأقدر على حل مشكلات الصحفيين، وأنا أثق في الشباب".
في مثل هذا اليوم، في عام 2008، رحل "حافظ"، عن عمر يناهز السبعين عامًا، بعد صراع مع مرض السرطان الذي تمكن منه إثر وفاة نجله إيهاب قبل شهور من وفاته.