السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مثقفون: أسوان عاصمة الشباب توثيق للعلاقات مع أفريقيا.. عصفور: تأكيد على الحضور الثقافي لمصر بالقارة السمراء.. وعبدالمعطي: يفتح التعاون في مجالات التكنولوجيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأت محافظة أسوان، الإعداد والتجهيز المبكر، بعد إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى المدينة عاصمة للشباب الأفريقي، واستضافتها لمنتدى الشباب العربى والأفريقى 2019.
ترتبط مصر بعلاقات تاريخية وثيقة مع دول القرن الأفريقي، تميزت بعدة عوامل، أهمها عوامل الجوار الجغرافي والدين والهجرات التاريخية من وإلى المنطقة، فمصر لديها جذور وثيقة مع تلك الدول، تحتاج إلى التفعيل، سواء من خلال تنشيط التواصل والزيارات الرسمية على المستويات كافة، أو تقديم المساعدات المصرية فى التعليم والصحة والزراعة والدبلوماسية والقضاء، إضافة إلى تطوير البنية التحتية. واختيار أسوان عاصمة للاقتصاد والثقافة الأفريقية، يؤكد أن جوهرة النيل الساحرة تعد بوابة مصر لأفريقيا، ونقطة الانطلاق نحو المزيد من آفاق التعاون الاقتصادى والتجارى والثقافى والسياحي مع دول القارة السمراء، ويؤكد أيضا أن المدينة تقع فى بؤرة اهتمام الدولة التى تسعى إلى إحداث تنمية شاملة على أرضها باستثمار المقومات السياحية والثقافية والاقتصادية، وكذلك، إعادة تأهيل وتطوير البنية التحتية والخدمية ومنظومة النظافة العامة والتجميل لاستقبال العديد من الأحداث والمهرجانات والمؤتمرات المرتبطة بالقارة، بالإضافة إلى الاستفادة من الثروات الطبيعية وموقعها الفريد، فضلًا عن تمتعها بالبنية الأساسية من الطرق الطولية والعرضية والموانئ البرية والنهرية والمطارات نحو أفريقيا.


وفى هذا السياق، قال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق: إن إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال منتدى شرم الشيخ الأخير، محافظة أسوان عاصمة الشباب الأفريقي، يعد تأكيدًا على الحضور الثقافى لمصر فى أفريقيا، كما أنه يعتبر إحياء لفكر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، الذى كان يؤمن بفكرة الدائرة العربية والأفريقية والإسلامية.
وأضاف أن اهتمام الرئيس بالجوار الأفريقى يضيف إلى مصر قوة وتأثيرًا فى محيطها الإقليمي، ويدعم علاقاتها بدول القارة، إلى جانب التسويق المميز، من خلال مثل هذه المبادرات، للمعالم الأثرية وتنشيط الحركة السياحية.
واختتم «عصفور» حديثه بالتأكيد على ضرورة الاهتمام بهذا الحدث، وتجهيز عدد من المسارح بأسوان لاستقبال الفرق المشاركة من جميع الدول المشاركة، لإظهار حضورنا التاريخى والثقافى من خلال هذا المؤتمر.

وفى السياق ذاته، قال الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة: إن هذا الإعلان يمثل خطوة مهمة من خطوات كثيرة مطلوبة، من أجل مزيد من التقارب مع الدول الأفريقية، بالإضافة إلى كونه مثالًا واضحًا على اهتمام الرئيس بالشباب.
وأضاف «حمودة»، أن أفريقيا تمثل ركنًا مهمًا من أركان الهوية المصرية، بالإضافة إلى حتمية توثيق العلاقات ببلدانها، ليس على المستوى السياسى أو الاقتصادى فقط، بل، وفى الأساس، على المستوى الثقافى، خاصة أن أغلب بلدان أفريقيا تتطلع لتوثيق صلاتها بمصر، وإعلان الرئيس «السيسي» أسوان عاصمة للشباب الأفريقى خطوة مهمة على الطريق.

ومن جانبها، قالت الناقدة عفاف عبدالمعطي، إن مصر ظلت لسنوات طويلة تتجاهل وتهمل علاقات التضافر مع الدول الأفريقية، وكان لذلك أكبر الأثر فى انفصام مصر عن قارة أفريقيا، التى تعتبر جزءًا مهما فيها نتيجة لموقعها المتميز فى شمال شرق القارة.
وأشارت إلى أن الدول الأفريقية بها الكثير من المجالات التى يمكن لمصر الاستفادة منها، وتبادل خبراتها معها، ما يتطلب توسيع نطاق العلاقات بين مصر وشقيقاتها من دول القارة، مضيفة أن إعلان مدينة رائعة مثل أسوان عاصمة لالتقاء الشباب الأفريقى سيفتح المجالات التى تم تجاهلها لفترات طويلة فى تاريخ مصر مع الدول الأفريقية. 
وأكدت «عبدالمعطي»، أهمية الاستفادة من حماس الشباب، خاصة فى مجالات المعرفة والتكنولوجيا ودروب العلم والثقافة؛ لأن ذلك يمكن أن يزيل الجمود القائم فى العلاقات مع دول القارة منذ نحو ثلاثة عقود، ودائما ما تصل الثقافة ويصل الفن إلى ما لا تستطيع دروب أخرى الوصول إليه، بسبب ميل الإنسان بالفطرة إلى الثقافة والفنون والآداب.

وقال شاذلى فرح، المؤلف والمخرج المسرحي: إن الهيئة العامة لقصور الثقافة، عليها أن تستعد لهذا الحدث الكبير، من خلال مشروع ثقافى فنى يفتح قنوات اتصال بين مصر وأفريقيا على أرض الحضارة فى أسوان.
وأضاف: «دول أفريقيا بالنسبة لنا سند وركيزة، وحتمًا لو انصهرنا فنيًا سيعود ذلك بالنفع فى المجالات السياسية والاقتصادية، أهملنا علاقاتنا مع دول أفريقيا فى العقود الثلاثة الماضية، وعلينا أن نعيدها مرة أخرى إلى نصابها».

وفى السياق ذاته، قالت الدكتورة مروة مختار، أستاذة الأدب العربي بالجامعة الأمريكية: إن اختيار أسوان عاصمة الشباب الأفريقي، غاية فى التوفيق؛ لأنه استثمار على أصعدة مختلفة؛ فثقافيًا أسوان مدينة أهدت، وما زالت تهدى مصر، المبدعين فى مجالات عدة، وتسليط الضوء عليها يعنى إعادة النظر فى أن تمتد الخريطة الثقافية إلى محافظات صعيد مصر، عربيًا وأفريقيًا، بدلًا من التركيز على العاصمة فقط أو التوجه إلى مدن ساحلية.
وأكدت «مختار» أن هذا التوجه تأخر كثيرًا، ولكن ما يهم أنه بدأ، على أمل أن يعوض فترات الانقطاع السابقة عن المحيط الأفريقي، الذى يمثل توثيق العلاقات معه ضرورة تحتمها ثوابت التاريخ والجغرافيا.
وأشارت إلى أن فكرة احتضان الشباب العربي والأفريقي، محاولة لاستعادة دور مصر فى المنطقة العربية والقارة السمراء، ومن هنا تأتى أهميته السياسية، إضافة إلى التنشيط السياحى المستهدف فى محافظة أسوان، التى تعد من أهم المناطق السياحية على مستوى العالم.
وشددت أستاذة الأدب العربى، على أن دعم الدولة لأى مشروع، ممثلة فى رئيس الجمهورية، يضمن أن يخرج بالشكل الأمثل وفى أسرع وقت، مضيفة: «ما يهمنى ليس استثمار الحدث وقت حدوثه والترويج له إعلاميًا، بل الأهم تشكيل لجنة متابعة ومواكبة للحدث، ورصد آثاره بعد الانتهاء منه، وقياس مدى نجاحه ورصد أى إخفاق عارض».
وأوضحت أن الهدف من هذه الفعاليات هو مستقبل الشباب، لذلك لا بد من متابعة انعكاساته وتناسبها مع الأهداف المخطط لها، مشيرة أن إلى مصر تمتلك من الإمكانيات البشرية والطبيعية، ما يجعلها فى مكان أفضل بكثير على مختلف المستويات.
وأضافت «مختار»: إن كان الهدف هو تسارع الخطوات نحو الوصول بمصر إلى مكانة نطمح إليها جميعًا، فلا بد من رصد دقيق لنتائج تلك الخطوات كى نعدلها أو نطورها بشكل مستمر، للوصول إلى النتائج المرجوة من طرحها واقتراحها.

أما الشاعر ممدوح السباعي، أحد شعراء الجنوب فى الصعيد، فأكد أن الثقافة أصبحت تلعب دورًا شديد الأهمية فى المجتمع المصرى بصفة عامة، وفى المجتمع الصعيدى بصفة خاصة، وبدأ المواطن الصعيدى يتعرف على ثقافات مختلفة بعد أن كان لا يشغل باله بهذه الأمور، فأصبحت الثقافة تدخل فى كل مناحى الحياة.
وأشار إلى أن دور المثقف صار أصعب وأشد خطرًا من ذى قبل؛ لأنه مكلف بتوصيل معلوماته وثقافته إلى أجيال متعاقبة.
وشدد «السباعي» على أنه، بعد اختيار أسوان عاصمة للشباب الأفريقي، وجب على الدولة الاهتمام بالقطاع الثقافى على مستوى الجمهورية، وليس فى أسوان فقط، قائلًا: «إذا كانت مصر تتميز منذ القدم عن قريناتها فى القارة الأفريقية اقتصاديًا وفنيًا وإعلاميًا وثقافيًا، فنريد أن نكون على مستوى وقدر الحدث؛ لأن الشباب سينقل ما يراه ويشاهده، فى حين أن معظم دور الثقافة فى محافظات الصعيد تحتاج إلى تطوير وتفعيل أكبر للقيام بدورها».
ومن جانبه، قال سعد فاروق، رئيس إقليم جنوب الصعيد بالهيئة العامة لقصور الثقافة، إن هذا الحدث فخر للمصريين جميعًا، بعد إعلان الرئيس «السيسي» أسوان عاصمة الشباب الأفريقي، لذلك من الضرورى أن نظهر بالشكل الذى يليق بنا، لنكون واجهة مشرفة لمصر أمام العالم كله.
وأضاف «فاروق»: اجتمعنا مع الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، لوضع خطة العمل التى سنستعد بها لهذا الحدث، وخلال الأيام المقبلة سنصل إلى الشكل النهائى لجدول العمل الذى ستسير الهيئة وفقًا له، استعدادًا للمؤتمر.