الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

خبراء: ترشح الإرهابي "روبو" لرئاسة الصومال يهدد أمن المنطقة

روبو
روبو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حذر خبراء وباحثون فى شئون الحركات الإسلامية، من محاولات القيادي السابق في حركة «الشباب» المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة، أبومنصور مختار روبو، اختراق المنظومة الحكومية الصومالية

وقالوا: إن هذا الاختراق سيكون له تداعيات خطيرة على الصومال في ظل الأوضاع المتدهورة فى البلاد.

وأكد الخبراء إن روبو من القيادات المنشقة عن تنظيمات إرهابية تشكل خطرًا على أمن الدول ويحاول الوصول الى منصب الرئاسة في الصومال.

قال هشام البقلى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن محاولات القيادى السابق فى حركة «الشباب» المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة، أبومنصور مختار روبو، لاختراق المنظومة الحكومية الصومالية، ستكون لها تداعيات خطيرة على الداخل الصومالى خاصة فى ظل الأوضاع المتدهورة فى البلاد.

وأضاف البقلى فى تصريحات لـ«البوابة نيوز»، أن اقتراب روبو من «القاعدة» حتى لو انفصل عنها، لا ينفى عنه خطورة وجود فى مناصب حساسة داخل الصومال، وينذر بتهديد الأمن الصومالى أكثر، ولا يستبعد أن يكون انشقاقه مخططًا من البداية، والتاريخ يقول إن القيادات المنشقة من تنظيمات إرهابية تشكل خطرًا على أمن الدول أكثر من المنضمين فعليًا، وعلى سبيل المثال، القيادات الإخوانية المنشقة وقفت بجوار الجماعة الإرهابية بعد ثورة ٣٠ يونيو فى مصر، وهو ما يعنى أن الأيدولوجية الفكرية لديهم ما زالت موجودة حتى إن ظهروا بشكل مختلف

وتابع، فى حال نجاح «روبو»، سيطبق فكرًا متشددًا بكل الطرق الممكنة، حتى وإن تظاهر بالديمقراطية أثناء الحملات الانتخابية، ولنا فى نظام رجب طيب أردوغان فى تركيا مثال حى على التشدد.

فى السياق ذاته، قال إبراهيم ناصر، الباحث السودانى فى الشئون الأفريقية، إن ترشح مختار روبو فى انتخابات ولاية جنوب غرب الصومال، أدى إلى حالة عدم رضى لدى بعض السياسيين المخضرمين فى البلاد، إذ يأتى فى مقدمة هؤلاء، الرئيس الصومالى السابق حسن شيخ محمود، لأنهم يعتقدون بأن الحركة لطخت أياديها بدماء الشعب الصومالى، ولا يجوز قبول أمر كهذا، وترشيح بعض المنشقين عنها، قد يكون مناورة سياسية تقوم بها الحركة، من أجل إعادة شعبيتها التى بدأت فى التراجع فى السنوات الماضية، خصوصًا بعد تبنيها هجمات إرهابية تسببت فى مقتل العديد من الأبرياء.

وتابع: يشكك الكثيرون بأنه من الصعوبة بمكان أن يتخلى الإرهابيون عن ارتباطهم بتنظيماتهم، وهذا أمر ينطبق على كل الحركات الإرهابية، لأن المنتسبين متى ما تخلوا عن الحركة تكون حياتهم معرضة للخطر، وبالتالى، فإن مختار روبو لن ولم يتخل عن حركة الشباب بهذه السهولة، أو أن هناك احتمالًا آخر، وهو أن مختار روبو بدأ يحمل فكرًا متشددا مغايرًا للحركة.

وأشار إلى الخلافات داخل حركة الشباب ليست بالأمر الجديد، حيث تتكرر بصورة مستمرة، ولأن مختار روبو لم يعلن معارضته للإرهابيين، يدفعنا إلى القول إن الرجل ما زال يحمل الفكر الإرهابى.

وتابع: «فى حال فوز روبو فى الانتخابات، قد لا نشهد تغير فى منطلقاته الفكرية، وألا يتخذ من الديمقراطية مبدأ للحكم، وبناءً على ذلك يمكننا القول بعدم حدوث أى تغيير فى فكر وآراء المتشددين.

وقال الدكتور محمد هانى، استشارى نفسى، إن القيادى السابق بحركة الشباب مختار روبو، يستخدم «الذكاء العقلاني» للوصول إلى رغباته السياسية بطريقة تتناسب مع المرحلة، ومن الممكن أن يتحول فى أى لحظة ويرجع إلى ميوله المتطرفة.

وأضاف «هاني»: الإرهابى مختار روبو يحاول من خلال الانتخابات أن يقنع الناس بأفكاره المتشددة، وينشرها من جديد، لأن أفكاره ومعتقداته لن تنتهى بسهولة.

وبدوره، قال هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن الصومال يمر بمرحلة مفصلية دقيقة، فالمطلوب بناء جيش وطنى قوى ومتطور ومتماسك وقادر على حفظ الأمن والاستقرار ليكون قادرًا على حفظ الامن فى البلاد والتصدى لمخاطر الإرهاب والقرصنة، قبل حلول عام ٢٠٢٠، وهو تاريخ رحيل قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقى.

وأضاف «النجار» فى تصريحات لـ«البوابة نيوز»، أن هناك شواهد على محاولات لجعل الصومال ملاذا ووجهة للجماعات الإرهابية خاصة تنظيمى داعش والقاعدة.

وتابع: «بالنسبة لترشح أبومنصور مختار روبو فى انتخابات ولاية جنوب غرب الصومال، أراها خطوة جيدة لأن الوضع السابق شرحه يحتاج حلولًا استثنائية وعاجلة وغير تقليدية، وانشقاق روبو فى حد ذاته خطوة مهمة بالنظر للموقع التنظيمى المتميز الذى كان يشغله فى حركة الشباب، وهو ما سيؤدى للمزيد من الانشقاقات داخلها، وهذا بطبيعة الحال سيضعف حركة الشباب وسيحد من خطورة المجموعات الإرهابية، وبالتالى مزيد من الدعم للحكومة والجيش».

وقال أسامة الهيتمى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن الموقف المتباين فى الصومال من ترشح «روبو»، أمر طبيعى، فالرافضون ترشحه يشككون فى تمرده ويرجحون أن ذلك ربما يكون أحد التكتيكات الخاصة بحركة الشباب، التى تستهدف من ورائها الاستحواذ السياسى على ولاية جنوب غرب الصومال، بعدما فشلت فى تحقيق ذلك عسكريًا، فيما يرى المؤيدون لخطوة «روبو» أن ذلك ربما يكون تشجيعًا لآخرين من عناصر الحركة وكوادرها على انتهاج نفس المنهج.

وأضاف: رفع الولايات المتحدة الأمريكية اسم «روبو» من قائمة الإرهاب حسم مسألة تقييم علاقته بحركة الشباب الصومالية، إذ لو كان لدى واشنطن أية شكوك حتى لو كانت ضئيلة حول استمرار علاقة الرجل بالحركة لما أقدمت على هذه الخطوة، بعد أن رصدت مكافأة مالية كبيرة لمن يدلى بمعلومات عنه، وهو ما يؤكد صحة ما ورد إليها من أن الرجل كان بالفعل على علاقة متوترة بالحركة بدأت إرهاصاتها منذ عام ٢٠١٠، غير أن أسبابًا تتعلق بوضعه الأمنى ربما اضطرته إلى إبقاء علاقته بالتنظيم لما بعد ذلك بسنوات».

وتابع: ثمة أمر يجب لفت الانتباه إليه، إذ ربما يوجد لدى بعض رجالات السلطة أو حتى المراقبين عددًا من الملاحظات على سلوك أو أفكار «روبو» وغيره من المنشقين عن حركة الشباب، وهى ملاحظات يمكن الأخذ بها فى المطلق، لكن تتضاءل أهميتها إذ ما تم النظر إليها فى إطار سياق فكرى واجتماعى وقبلى يحكم الثقافة العامة للمجتمع الصومالى، ومن ثم فإن محاولة احتواء أمثال روبو والتجاوز عن تصرفات سابقة، هو المنهج الأفضل فى التعاطى معهم».