السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة البرلمان

النواب: علاقات مصر مع بيلاروسيا متميزة ونموذج يحتذى به

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وصف الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، علاقات مصر مع بيلاروسيا بأنها متميزة على المستويات كافة، ونموذج يحتذى في العلاقات الدولية.

وقال عبدالعال: إن علاقات مصر مع بيلاروسيا قائمة على التشاور، وتبادل وجهات النظر حول القضايا محل الاهتمام المشترك.

وأعرب عبد العال، في كلمته أمام أعضاء هيئة التدريس والطلبة بالجامعة، عقب منح جامعة بيلاروس الحكومية، رئيس مجلس النواب درجة أستاذ فخري، اليوم الجمعة، عن تقديره لمنحه الأستاذية الفخرية.

وأكد رئيس مجلس النواب، أن مصر أصبحت مهيأة أكثر من أي وقت مضى لاستقبال العديد من المشروعات الاستثمارية والسائحين الأجانب؛ داعيًا بيلاروسيا إلى توجيه المزيد من الاستثمارات إلى مصر، لا سيما بعد الامتيازات والتسهيلات العديدة التي منحها قانون الاستثمار الجديد للمستثمرين الأجانب، كما دعا إلى زيادة السائحين الزائرين لمصر في ظل ما تتمتع به من مقومات عديدة للسياحة بمختلف أنواعها.

وعرض الدكتور علي عبد العال، تطورات الأوضاع في مصر على مدار السنوات الخمس الماضية، عقب ثورة 30 يونيو 2013.

وتابع: لقد مرت مصر بتحديات جسام خلال الفترة التي أعقبت ثورة 30 يونيو، أهمها الاختلال الأمني وسوء الأوضاع الاقتصادية، مما أثر على الحياة الاجتماعية للمواطن.

وأضاف عبدالعال، أن إصرار المصريين على التوحد مع مؤسسات دولتهم الوطنية، وإدراكهم لجسامة التحديات، أدى إلى إعادة بناء مؤسساتها الوطنية، وفق "خريطة طريق" واضحة، كانت الخطوة الأولى والأهم فيها، وضع دستور جديد للبلاد وتثبيت أركان الدولة.

وقال: إننا استهدفنا تحقيق متطلبات التنمية المستدامة والإصلاح الاقتصادي، والأمن والاستقرار، ومحاربة الإرهاب وفق إستراتيجية شاملة، والعمل من أجل تمكين الشباب والمرأة للقيام بدورهم تجاه وطنهم، مؤكدا أن مصر تمكنت من استعادة الأمن وتحقيق الاستقرار، وأوشكت أن تقضى على الإرهاب.

وأوضح رئيس مجلس النواب، أن الدولة المصرية صمدت في الحرب ضد الإرهاب وقدمت تضحيات غالية من دماء أبناءها لحماية الشعب والمنطقة والعالم، حيث قامت الاستراتيجية الوطنية للتصدي للإرهاب على أركان متعددة، جمعت بين المواجهة الأمنية الحاسمة لمرتكبي العمليات الإرهابية وتجديد الخطاب الديني، وتغيير المناهج التعليمية من أجل خلق جيل يقبل الآخر ويؤمن بثقافة التسامح مع الجميع بصرف النظر عن الدين أو اللون أو الجنس.

وفيما يلي نص كلمة الدكتور علي عبد العال، أمام أعضاء هيئة التدريس والطلبة بالجامعة، عقب منح جامعة بيلاروس الحكومية:

الصديق العزيز ميخائيل مياسنيكوفيتش رئيس مجلس الجمهورية بالجمعية الوطنية لجمهورية بيلاروسيا

الصديق العزيز فلاديمير أندريشينكو رئيس مجلس نواب الجمعية الوطنية لجمهورية بيلاروسيا..

السيدات والسادة الحضور..

يطيب لي في مستهل كلمتي هذه أن أنقل إليكم تحيات الشعب المصري بجميع أطيافه، وتحيات القيادة السياسية المصرية، الذين يكنون للشعب البيلاروسي الصديق كل إعزاز وتقدير واحترام.

كما أتقدم إليكم بأعمق الشكر والامتنان على حسن الاستقبال وكرم الضيافة التي غمرتمونا بها منذ بدء هذه الزيارة التي تأتي امتدادًا للعلاقات الودية التي تجمع البلدين.

وإنه ليسعدني أن ألتقى بكم هنا في جامعة بيلاروسيا الحكومية، فقد قضيت حياتي كلها أستاذًا في الجامعات قبل أن أتولى رئاسة البرلمان، مما يجعلها تحتل مكانة خاصة لدي، فكل الشكر والتقدير على إتاحة الفرصة للالتقاء بكم في هذا الصرح العلمي الكبير.

كما أعبر عن خالص تقديري لجامعة بيلاروس الحكومية على منحي لقب أستاذ فخري، وتسلمي شهادة الأستاذية الفخرية، التي أفخر بها كثيرًا، ولا تُسعفني الكلمات للتعبير عن مدى اعتزازي بها.

الأصدقاء الأعزاء..

اسمحوا لي أن أقدم لكم لمحة عن تطورات الأوضاع في مصر وأهم الإصلاحات التي قمنا بها في مختلف المجالات، لأقدم لكم صورة عامة، ربما لا تهتم بنقلها الكثير من وسائل الإعلام.

لقد مرت مصر بتحديات جسام خلال السنوات الخمس الماضية التي أعقبت ثورة 30 من يونيو، أهمها الاختلال الأمني وسوء الأوضاع الاقتصادية، مما أثر على الحياة الاجتماعية للمواطن، ولكن إصرار المصريين على التوحد مع مؤسسات دولتهم الوطنية، وإدراكهم لجسامة التحديات، أدى إلى إعادة بناء مؤسساتها الوطنية، وفق خارطة طريق واضحة، كانت الخطوة الأولى والأهم فيها، وضع دستور جديد للبلاد وتثبيت أركان الدولة.

وقد كان لي شرف عضوية لجنة العشرة التي تم تشكيلها لتعديل دستور عام 2012 الذي تم تعطيله عقب ثورة الثلاثين من يونيو 2013، لتجاوز ما ورد به من إشكاليات عديدة.

وبعد جهد دؤوب وعمل متواصل، أصبح لدينا دستور عام 2014، الذي أسَّس لدولة القانون القائمة على العدل والمساواة، وجعل من المواطنة أساسًا لتعامل الدولة مع أبنائها، وأرسى مبدأي سيادة القانون، والفصل بين السلطات. واكتملت خارطة الطريق، بإجراء الانتخابات الرئاسية، ثم البرلمانية.

وقد وضعنا في مصر عدة أهداف رئيسية نصب أعيننا عقب اكتمال خارطة الطريق، وسعينا إلى تحقيقها بشكل متزامن، كان في مقدمتها: تحقيق متطلبات التنمية المستدامة والإصلاح الاقتصادي، وتحقيق الأمن والاستقرار، ومحاربة الإرهاب وفق إستراتيجية شاملة، وتمكين الشباب والمرأة للقيام بدورهم تجاه وطنهم.

ففي المجال الاقتصادي، واجهنا تحديات جسيمة، لدرجة أن احتياطي مصر من النقد الأجنبي وصل في يونيو 2013 إلى أقل من 15 مليار دولار فقط، ووصل معدل النمو الاقتصادي وقتها لحوالي 2% فقط، وهو أقل من معدل الزيادة السكانية.

لذلك، فإن إصلاح هذا الوضع لم يكن يحتمل التأخير أو المماطلة، فسارعنا إلى اتخاذ إصلاحات تعالج المشكلة الأساسية، من خلال تبني أجندة وطنية شاملة (أجندة 2030)، تستهدف رفع معدلات النمو الاقتصادي.. وتحسين بيئة الاستثمار.. وتعزيز رأس المال البشرى، لتحقيق نهضة اقتصادية حقيقية، من خلال عدد من المشروعات التنموية، التي تحقق عوائد ملموسة، وتوفر الملايين من فرص العمل، وتُقيم بنية أساسية لا غنى عنها لتحقيق النمو الاقتصادي، وتوفير سبل العيش الكريم للمواطن المصري.

هذه الإجراءات التي تحملها المصريون بصبر وجلد يعبر عن أصالتهم ووطنيتهم الخالصة، تمخضت عنها نتائج ملموسة على أرض الواقع، فقد ارتفع احتياطي مصر من النقد الأجنبي ليصل إلى 44 مليار دولار حاليًا، وهو أعلى مستوى حققته مصر في تاريخها، كما ارتفع معدل النمو الاقتصادي من 2% منذ 5 سنوات ليصل إلى 5.4%، ويستهدف برنامج الإصلاح الاقتصادي وصول ذلك المعدل خلال السنوات القليلة المقبلة إلى 7%.

وعملنا على جذب الاستثمارات الداخلية الأجنبية من خلال عمل بنية أساسية فى مجال الطاقة والطرق وتطوير الموانئ البحرية، فضلًا عن بنية تشريعية خاصة بتلك الاستثمارات، فقمنا بإقرار قانون جديد للاستثمار والتراخيص الصناعية والإفلاس، مما يعطي مزايا تفصيلية للمستثمرين.

الأصدقاء الأعزاء..

في مجال مكافحة الإرهاب، صمدت مصر، وقدمت تضحيات غالية من دماء أبناءها الأبطال، لحماية شعبها، بل والمنطقة والعالم كله. وقد قامت الإستراتيجية الوطنية المصرية للتصدي لظاهرة الإرهاب، على أركان متعددة، جمعت بين المواجهة الأمنية الحاسمة لمرتكبي العمليات الإرهابية، وتجديد الخطاب الديني، وتغيير المناهج التعليمية من أجل خلق جيل يقبل الآخر ويؤمن بثقافة التسامح مع الجميع بصرف النظر عن الدين أو اللون أو الجنس، بالإضافة إلى تغيير الظروف المعيشية في المناطق الفقيرة، التي تستهدفها الجماعات المتطرفة استغلالًا لأوضاعهم المعيشية الصعبة.

إن مصر بفضل هذه الجهود، تمكنت من استعادة الأمن وتحقيق الاستقرار، بل وأوشكت أن تقضى على الإرهاب.

السيدات والسادة الحضور..

إن مصر تمتلك أساسًا دستوريًا راسخًا لحماية حقوق الإنسان بأشمل معانيها، وقد شهدت قفزات نوعية خاصة في مجال تمكين المرأة والشباب، فباتت المرأة تشغل 25% من المناصب الوزارية، وأكثر من 15% من مقاعد البرلمان.

واتساقا مع رؤية مصر 2030 وإستراتيجيتها للتنمية المستدامة التي تسعى لبناء مجتمع عادل، يضمن الحقوق والفرص المتساوية لأبنائه وبناتــه من أجل تحقيق أعلى درجات الاندماج الاجتماعي لكافة الفئات، أعلن السيد رئيس الجمهورية عام 2017 عاما ًللمرأة، وكلف الحكومة وكافة أجهزة الدولة والمجلس القومي للمرأة، باعتبار إستراتيجية تمكين المرأة 2030 هي وثيقة العمل للأعوام القادمة لتفعيل الخطط والبرامج والمشروعات المتضمنة في هذه الإستراتيجية.

وفي مجال الاهتمام بالشباب، أدركت مصر عقب ثورة الثلاثين من يونيو 2013 الحاجة بصورة أكبر لإدماج الشباب في الحياة السياسية، استغلالًا لطاقاتهم وإبداعاتهم من جانب، وكي لا يقعوا في براثن التيارات المتطرفة التي تتبنى العنف منهجًا ودليلًا من جانب آخر.

وانعكاسًا لهذا التوجه، فقد عمل الدستور المصري على تعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية، حيث خُصِصت نسبة لهم فى مجلس النواب، فضلًا عن تخصيص نسبة 25% في المجالس المحلية، وتعددت المبادرات التي تهدف إلى تمكين الشباب اقتصاديًا وسياسيًا، وبادر السيد رئيس الجمهورية إلى تشكيل مجالس متخصصة تتبعه مباشرة، أفسح المجال فيها لمشاركة شبابية واسعة تتصل به اتصالًا مباشرًا، فضلًا عن جلسات الحوار المنتظمة مع الشباب المصري، وكذلك المنتدى العالمي للشباب الذي عقد نسخته الثانية بمدينة شرم الشيخ قبل مجيئي إليكم بأيام قليلة.

وبالفعل، أصبح يتم الاعتماد على الشباب في مختلف المناصب القيادية في الدولة. وصارت المؤتمرات الدولية للشباب التي تعقد في مصر سنويًا، محفلًا دوريًا وثابتًا للتواصل بين الشباب والتعريف بشواغلهم وأولوياتهم، يجتمعون فيها من جميع أنحاء العالم، لتبادل خبراتهم وتجاربهم وإثراء معارفهم حول جميع القضايا التي تهم الشباب على المستوى العالمي.

لقد أصبح لدينا الآن دولة مستقرة سياسيًا واقتصاديًا تؤمن بالسلام والتعايش السلمي القائم على احترام سيادة الدولة، وعدم التدخل في شئونها الداخلية منهجًا للحياة في هذا العالم الذي يمر بالكثير من المتغيرات المتلاحقة.

الأصدقاء الأعزاء...

إنني وليس أدل على ما تتفرَّد به علاقات بلدينا من خصوصية لافتة من تعدد اللقاءات التي تجمع بين مسئولي البلدين في مختلف المجالات وعلى شتى المستويات، خاصة وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي أهمية خاصة لعلاقات مصر مع بلدكم الصديق.

وقد شرفنا بزيارة السيد ألكسندر لوكاشينكو رئيس جمهورية بيلاروسيا لمصر في يناير 2017، واستقبال السيد عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية له، وتم على هامش تلك الزيارة افتتاح منتدى الأعمال المصريالبيلاروسي‏ الثاني.

الأصدقاء الأعزاء...

إن مصر أصبحت مهيأة أكثر من أي وقت مضى لاستقبال العديد من المشروعات الاستثمارية والسائحين الأجانب. وأنتهز هذه الفرصة لأدعو أصدقائنا في بيلاروسيا إلى توجيه المزيد من الاستثمارات إلى داخل مصر، لا سيما بعد الامتيازات والتسهيلات العديدة التي منحها قانون الاستثمار الجديد للمستثمرين الأجانب، كما أدعوكم إلى زيادة السائحين الزائرين لمصر، في ظل ما تتمتع به من مقومات عديدة للسياحة بمختلف أنواعها.

السيدات والسادة الحضور...

إن التعاون بين بلدينا لا يقتصر على المجالات السياسية والاقتصادية فحسب، بل إن العلاقات البرلمانية بيننا تشهد هي الأخرى تطورًا غير مسبوق، وإنه لمن دواعي سروري أيضًا أن هذه ليست المرة الأولى التي ألتقي فيها مع الأصدقاء في بيلاروسيا، فقد شرفت بلقاء السيد ميخائيل مياسنيكوفيتش رئيس مجلس الجمهورية بالجمعية الوطنية لجمهورية بيلاروسيا، على هامش مشاركتنا في اجتماعات الجمعية الـ137 للاتحاد البرلماني الدولي في أكتوبر 2017، حيث أكدنا على توافق الرؤى تجاه العديد من القضايا الدولية والإقليمية محل الاهتمام المشترك، وشددنا على أهمية تعزيز سبل التعاون بين البلدين على الصعيد البرلماني.