الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

بتشان وأوكا وبعرور وشطة وبيكا .. ولا حموووو : الكرباج يالا!!

حمو بيكا وشطة
حمو بيكا وشطة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل نحن في زمن المسخ .. وهل تدهورت أحوال الساحة الفنية في مصر حتى وصلنا إلى اعتبار حمدي بتشان وعماد بعرور وحمو بيكا ومجدي شطة ، مع كامل احترامنا لأشخاصهم كبشر وبني آدميين ، فنانين يسمح لهم بتلويث آذان وإفساد أذواق أجيال كاملة ، وهل نحن مضطرين لاعتبار "أديك في الجركن تركن" أغنية شعبية والنظر إلى صاحبها كأسطورة عصره وأوانه .
وهل يمكننا أن نغض الطرف عن سيمفونية "اتنين مالهمش أمان الفرامل والنسوان" ونترك "الأصوات الضالة" تخدش حيائنا لدرجة تصل إلى طقطوقة "ياما الشبشب ضاع .. ياما ده كان بصباع" .. لا استطيع أن اتصور السكوت على هذا التدهور الفني والانحدار أكثر من هذا .
بكل تأكيد في حاجة غلط .. فبحسرة شديدة وألم لا يمكن وصفه تخترق أسماعنا كلمات قبيحة وأنغام نشاز وحشرجة أصوات تعبر عن حالة الفوضى والانفلات التي باتت تحكم جميع مفاصل بلدنا الجميلة مصر التي كانت بحق بلد الفن الأصيل والأنغام الخالدة والأصوات الملائكية.
وبكل أسف لا يستطيع أحد النجاة من هذا التلوث الفني الذي يعتبره البعض هذه الأيام أغنيات.. وهي في الحقيقة لا تعد كونها "عوادم مواتير خربانة" أو مخلفات بلاعات مجاري.
ويختلف الكثيرون في وصف هذه الظاهرة المسيئة للفن.. فالبعض يتحايل على تسميتها بأغاني "التوك توك" بينما يرتكب آخرون جريمة أخلاقية نكراء عندما يسمونها أغان شبابية أو شعبية.
الملاحظ أن مصطلح الأغاني الشعبية يتخذ في كثير من الأحيان لارتكاب أبشع الموبقات الفنية عبر العصور، فخلال فترة الثمانينات والتسعينات شهدت الساحة الفنية هيمنة احمد عدوية الذي كان البعض ينظر إليه على أنه "صعلوك" في عالم الفن إذا ما قورن طبعا بالعمالقة أمثال نجاة ومحمد عبدالوهاب وغيرهما من الرموز الفنية الخالدة.
ويتذكر من عاصر تلك الحقبة رفض الاعتراف بـ"عدوية" كفنان لاتهامه بدهورة وانحدار الفن خصوصا بعدما غنى طقطوقته المأثورة "كراكاشنجي دبح كبشه" والتي نظر إليها آنذاك على أنها سقطة تعبر عن "بهدلة" و"مسخرة" و"لعن سلسفين" الفن حتى شعر عدوية بأنه مطرب منبوذ تحرم أغنياته على وسائل الإعلام.
أما فترة "الألفينيات" إن صح التعبير فشهدت حالة يمكن تسميتها بـ"شعبنة" الأغنية.. ويقصد بها طغيان الأغاني الشعبية التي كان أهم رموزها "شعبولا" الشهير بـ"شعبان عبدالرحيم وعصام كاريكا وريكو" الذين فاجأوا المصريين بعدة طقاطيق من بينها "الهوكة في الأطاطة" و"أنابيب بيب بيب" إلى جانب تشويه الأغنيات الخالدة مثل "جبار" في فيلم "حاحا".
ثم انحدرت المسائل والتقفها منهم "حشاشون" و"حنجوريون" حتى وصل بنا الحال إلى التلوث الفني السمعي الذي نشهده حاليا حتى وصلنا إلى مرحلة أغنيات "عبيله واديله" و"الشبشب اللي ضاع"، على وزن الأغنية الخالدة "الحب اللي كان" التي أنشدتها لؤلؤة الغناء العربي ميادة الحناوي التي تعتبر كلماتها وصوتها بمثابة مطهر للأذن والمشاعر خصوصا حين تشدو بـ"حبيبي جيت أنا ليه في الدنيا دية إلا عشان أحبك".
ولكم أن تتخيلوا القفزة الهائلة .. من صوت ميادة الحناوي الذي تنشق له القلوب وتتدغدغ له المشاعر لدرجة فقدان الوعي والسباحة في فضاء الجمال والسحر إلى صوت "ولاد التيت" الذين يجسدون الفوضى والبلطجة في أبشع صورها .. وفي النهاية لا نملك إلا أن نردد الفنان المخضرم عبد المنعم مدبولي "يرحم زمان وأغاني زمان".