الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حدث في مثل هذا اليوم 1869 الخديو يفتتح قناة السويس

افتتاح قناة السويس
افتتاح قناة السويس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم من عام 1869، تم افتتاح قناة السويس، في احتفالية أسطورية أقامها الخديو إسماعيل، ودعا إليها أباطرة وملوك العالم وقريناتهم لحضور حفل الافتتاح، ووصل الحفل إلى مستوى فاق ما نسمعه عن حكايات ألف ليلة وليلة.
وكان من الطبيعي أن تكون البداية هى الاهتمام بزى العساكر خاصة العاملين بالجوازات والصحة، لأنهم فى طليعة المستقبلين للملوك، كما روعى الاهتمام بنظافة المدينة، وتم حث التجار على توريد الخضراوات واللحوم والأسماك كبيرة الحجم لبورسعيد، لمواجهة الطلبات المتزايدة، وحتى يوم 15 نوفمبر كان قد تم استدعاء خمسمائة طباخ من مارسيليا وجنوة وتريستا، كما روعى إحضار الثلج من القاهرة، كذلك جهز عدد من السفن لإحضار المدعوين من الإسكندرية لبورسعيد.
تم الاستعداد للاحتفال فى بداية نوفمبر 1869، حيث أخطر «ديليسبس» محافظة بورسعيد بأن «الخديو» أذن في بدء إعداد الزينات، وبالفعل تم إخلاء الشوارع وترتيب العساكر اللازمين لحفظ الأمن، وامتلأت بورسعيد بالمدعوين، وكان الخديو قد طلب من مديري الأقاليم، أن يحضروا عددًا من الأهالى بنسائهم وأطفالهم لحضور حفل الافتتاح فانتشروا على خط القناة، من فلاحين ونوبيين وعربان بملابسهم التقليدية، حتى إن الإمبراطورة أوجيني، إمبراطورة فرنسا في ذلك الوقت، أبرقت إلى الإمبراطور نابليون الثالث، بأن الاحتفال كان فخمًا، وأنها لم ترَ مثله في حياتها، ومما زاد الأمر إبهارًا هو اصطفاف الجيش والأسطول المصري في ميناء بورسعيد بالإضافة لفيالقه على ضفاف القناة.
وأقيمت ثلاث منصات خضراء مكسوة بالحرير خصصت الكبرى للملوك والأمراء والأباطرة والثانية لليمين لرجال الدين الإسلامي، أما الثالثة لليسار فخصصت لرجال الدين المسيحي؛ جلس بالمنصة الكبرى الخديو إسماعيل، مسيو ديليسبس، الإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا، فرنسوا جوزيف إمبراطور النمسا، ملك المجر وولى عهد بروسيا، الأمير هنرى شقيق ملك هولندا، سفيرا انجلترا وروسيا بالأستانة، الأمير محمد توفيق ولي العهد، الأمير طوسون نجل محمد سعيد باشا والأمير عبدالقادر الجزائري؛ وقد بلغ عدد المدعوين من ذوي الشأن الرفيع ستة ألف مدعو.
وبعد أن تناول الجميع الغذاء على نفقة الخديو صدحت الموسيقى بالغناء وبعزف النشيد الوطني، وتلا الشيخ إبراهيم السقا كلمة تبريك، وقام أحبار الدين المسيحى، وأنشدوا نشيد الشكر اللاتينى، وقد استخدم إسماعيل تلك المناسبة لإظهار مدى حضارة مصر ولمحاولاته إظهار مزيد من الاستقلالية عن الأستانة.
وعلى الرغم من أنه لا توجد صور فوتوغرافية معروفة عن هذا الاحتفال الضخم، فإن الخديو إسماعيل كان قد كلف عددًا من الرسامين بتوثيق الحدث في عدة لوحات. وتوجد بعض تلك اللوحات معلقة في ألبوم حائطى في يخت المحروسة الملكي في مصر.
كان حلمًا تاريخيًا طالما راود المصريين منذ الفراعنة أن يتم حفر قناة تصل بين البحرين وفي 25 أبريل 1859، ضرب ديليسبس بيده أول معول في الأرض، إيذانًا ببدء الحفر الذي الذي بدأ فعليًا في 30 نوفمبر 1859، وقام الخديو سعيد في ١٢ أبريل 1861 بزيارة الميناء الذي حمل اسمه فيما بعد، وفي أواخر 1861 قام الخديو إسماعيل بزيارة مناطق الحفر بجوار بحيرة التمساح، واختار موقع المدينة التي ستنشأ وحملت اسمه لاحقًا (الإسماعيلية).
وفي 15 أغسطس ضربت الفأس الأخيرة في حفر القناة والتى عمل بها مليون عامل، توفى منهم أثناء الحفر 125 ألف عامل، ثم دعا الخديو إسماعيل أباطرة وملوك العالم وقريناتهم لحضور حفل الافتتاح الأسطورى المهيب، والذى تم فى ١٦ نوفمبر 1869 ميلادية.