الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حواديت عيال كبرت "50".. سلام عليك يا ابن عبدالله

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كل عام والأمة الإسلامية والعربية والعالم أجمع بخير؛ فنبي الرحمة محمد بن عبدالله لم يأت لأمة بعينها وإنما جاء أستاذ الإنسانية ليعلّم الناس أجمع أسمى مبادئ الحياة، جاء برسالته للجميع، قدّم نموذجًا بشريًّا للاحتذاء به واقتفاء أثره، منهجًا سماويًّا يطبقه من يشاء دون أي رقيب عليه سوى الضمير الإنساني، هذا العظيم الذي خرج من البادية يؤسس أكبر دولة تمتد أركانها من المشرق للمغرب؛ لتخضع القلوب بين كفّيه خاشعة؛ ليشهد له حتى العدو بسماحة أخلاقه، التي نحن الآن في أمسّ الحاجة إليها، وهؤلاء المدعون الذين يسيئون لنهجه فيقتلون كذبًا باسم الدين ويتناسون أنه تسامح في أكبر فتح له، ووثّق وُدَّه لأقباط مصر أخوال ولده إبراهيم في حديث شريف لا يمحوه فئة ضالة، بل زاد على ذلك وهادَن وعاهد اليهود حتى غدروا، ذلك الذي شملت رحمته كلَّ مَن على وجه الأرض، حتى جذع النخلة الذي تألّم لفراقه؛ النبي البشوش الذي عبَس لمرة واحدة في 63 عامًا، وكانت في وجه أعمى فعاتبه ربه على فعلٍ لم يره ذلك الأعمى ولكن شعَر به قلبه، ذلك اليتيم الذي لانَ له الحجر وانحنى له القَدَر فخيّره في أن يبقى على الأرض ما شاء، لكنه اختار اللقاء؛ رسول النقاء والصفاء والإنسانية الذي اصطفاه المولى وقرن اسمه بشهادة توحيده؛ يطل علينا من لدن عرش الرحمن ليرى في أسى تهلهل أمته وشتاتها، ليرى ضياع رايته وتبجح الصغار على سيرته، ليرى تفرُّق الجمع من حول قِبلته فينادي أن اعتصموا واصطفّوا حتى يحسن بكم اللقاء، في ذكرى مولده ينادي أن نعود لدرْبه وسنته، أن نجفف بحور الدم ونمد أيدينا للعالم بالسلام، ينادي يا أمتي: الدين الإنسان.. ينادي حرمة دم الإنسان أهم عند الله من حرمة بيته، يوصي بالفقراء وبالطواف حول بيتهم فإن الله هناك.
لعلّ في المناسبة الجليلة تذكرة؛ فمولد الرسول ليس احتفالات وحلوى بقدر ما هو وقفة مع النفس وحساب ومراجعة وعهد على العودة للتقوى، فالرحلة قصيرة، والزاد مهما زاد قليل، ولن تنفع الحجج الواهية أمام رب العباد.. فتحابّوا وتراحموا.. فمن كتب على نفسه الرحمة لن يقبل بسواها، وتذكروا أن النبي العظيم استغفر حتى لمن عاداه رغم نهي الله له عن ذلك راجيًا وطامعًا في مغفرته: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم فلن لا يغفر الله لهم؛ اغسلوا قلوبكم في يوم مولده، وصافِحوا حتى أعداءكم، وتضرعوا إلى الله أن يصلح ما أفسدته أياديكم حتى يتباهى النبي بكم؛ ولأني مُحب في مدرسة الحبيب أُشهد الله وأُشهد رسوله أني أحبكم جميعًا في الله، أحب من عاداني، وأصفح عمن آذاني، فإني أريد أن أرى وجه الله في غير ضراء مضرة، صلّوا على نبي الرحمة والإنسانية بقلوبكم قبل ألسنتكم.