نعى العديد من ضباط الشرطة، اليوم الأربعاء، البطل العميد ساطع النعماني، الذي انتقل إلى رحمة الله عقب إجرائه عملية جراحية، بأحد مستشفيات العاصمة البريطانية لندن.
من جانبه قال ضابط شرطة هشام صالح، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ناعيًا زميله البطل العميد ساطع النعماني: "ماتت الملحمة ولكن سيرتها عايشة، ساطع النعماني مش مجرد اسم ولقب، النعماني هيتعمله ألف حكاية ومليون كتاب وحدوتة بـألف شكل".
وتابع زميل البطل النعماني قائلا: ابتدت الحكاية معاه لما عرفت في شهر يوليو 2013 في ثورة 30 يونيو أن في ظابط شرطة نزل يدافع عن أهل دايرته في بولاق الدكرور من اعتداء الإخوان "إرهابيين النهضة" على الأهالي، وكان وقتها نائب مأمور بولاق، ومنتظرش قوات ولا حد ونزل بصدره وقف مع الأهالي قصاد الإخوان واتضرب عليه خرطوش صفى عينيه الاتنين، وما بين سنين العلاج والسفر والمعاناة وضلمة النور في العيون بتلمح قوة الإيمان جواه بتشوف يعني إيه صبر لما تقعد معاه بتسمع رنين كلمة الحمدلله ومفهومها الصريح في نبرة صوته اللي بتغلفك بطبقة إخلاص ورجولة وشهامة".
واستكمل الضابط، أنه عندما كان يشكو مشاكله إلى الفقيد ساطع النعماني، كان يطالبه أن يحمد الله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أنه عندما كان يستمع إلى حديثه ويحمد الله يشعر بتحسن وراحة نفسية.
وقال صديق الراحل: إن الفقد كان دائم السؤال والاطمئنان في وقت الظروف الصعبة، وأنه عندما يتحدث معه يشعر أن الله أرسل لي رسالة لتريح قلبه.
وتابع: "مفيش كلام يقدر يوصف تضحيته بأعز ما يملك، ولا في حروف تقدر توصف معاناته الصحية طول السنين اللي فاتت، كان جواه جبل من الإيمان والحمد يخليك تبقى مكسوف قدام نفسك لما نفسك تسخط عليك وانت مترضاش باللي ربنا كاتبهولك.
واختتم الضابط رسالته، قائلًا "مع السلامة يا صديقي وملهمي في الصبر والرضا، وأوعدك إن هفضل لحد ماموت أحكي سيرتك وملحمتك لكل الناس، وأوثقها لأن إنت تتوثق بتمثال كبير في ميدان عام، وكل الناس تعدي مع ولادها وأحفادها يحكو عنك وداعًا يا صديقي الراضي المخلص الوفي البطل".
