الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

وزير القوى العاملة يفتتح مؤتمر الاتحاد العربي لنقابات النفط والمناجم والكيماويات.. سعفان: العمال العرب يشكلون 90% من شعوبهم.. مشروع قانون العمل يحقق علاقة متوازنة بين طرفي العملية الإنتاجية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
افتتح وزير القوى العاملة محمد سعفان، اليوم الأربعاء، مؤتمر الاتحاد العربى لنقابات النفط والمناجم والكيماويات واجتماعات الأمانة العامة، بمشاركة 14 دولة، برئاسة الكيميائى عماد حمدى الأمين العام ونائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، وبحضور جبالي المراغي رئيس الاتحاد العام، ومحمد وهب الله الأمين العام للاتحاد، وبعض رؤساء الاتحادات العمالية وأعضاء الأمانة العامة للاتحاد العربي، ورؤساء النقابات المصرية، واتحاد نقابات عمال البانيا.

وقال سعفان في كلمته: الحكومة تولي بشكل عام، ووزارة القوى العاملة بشكل خاص اهتماما بالغا بالعامل والحفاظ على حقوقه وتوفير بيئة عمل آمنة له حفاظا على الإنتاج والإنتاجية، قائلا "استطعنا من خلال مشروع قانون العمل الجديد المعروض حاليا على البرلمان المصري سد ثغرات قانون العمل الحالي رقم 12 لعام 2003 من أجل ضمان حقوق العامل وتحقيق علاقة متوازنة بين طرفى العملية الإنتاجية".
وأضاف: "المشروع يشجع الشباب للانخراط في العمل بالقطاع الخاص دون تخوف أو قلق، ويحقق الأمان الوظيفي في هذا القطاع، وذلك من خلال حظر الفصل التعسفي، ووضع ضمانات منضبطة لإنهاء علاقة العمل، فضلا عن عدم الاعتداد باستقالة العامل إلا بعد اعتمادها من الجهة الإدارية المختصة، وبذلك يقضى على مشكلة الاستقالة المسبقة، ويرسى مبدأ ربط الأجر بالإنتاج لطمأنة المستثمر الوطني والأجنبي، ويعالج بطء إجراءات التقاضي، وإطالة أمد النزاع بين طرفي علاقة العمل وتأثيرها السلبى على العملية الإنتاجية حيث نص على إنشاء محاكم عمالية متخصصة".

وأضاف أن العمال العرب يشكلون 90% من الشعوب العربية، لذا فإننا عندما نخاطب المنظمات النقابية العمالية فإننا نخاطب شعوب العالم العربي كلها، وندعوهم إلى التكاتف وتحقيق الوحدة العربية التى نحن بحاجة شديدة إليها لاستعادة الكيان العربي بكل قوته، ويهمني أن أؤكد أمام هذا الجمع العمالي النقابي العربي أن الدولة المصرية تقوم بعملية إصلاح اقتصادي أشادت بأدائه التقارير والتقييمات الدولية من تنفيذ إصلاحات مهمة منها سياسة صرف مرنة، وتعزز من قدرة التنافسية للاقتصاد، وزيادة معدلات النمو، وزيادة الإنتاج من الغاز الطبيعي، مما يسهم بشكل كبير فى خفض فاتورة واردات مصر من المواد البترولية، فضلًا عن انتعاش السياحة التى تتعدد مصادرها، وارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج، وكلها تعزز احتياطى العملات الأجنبية، وتجنب السوق أى هزات، وتؤمن الواردات من السلع الضرورية، إضافة إلى حزمة إصلاحات تشريعية صدرت أخيرا منها قوانين الترخيص الصناعية والاستثمار الجديد والغاز الطبيعي، والإفلاس، وهو ما يسهم فى تحسين بيئة الأعمال، واستمرار دفع النشاط الاقتصادي.

وتابع سعفان: "جمعنا اليوم بالقاهرة تأكيدًا على اهتمام الحكومة بالحركة النقابية العربية وإيمانا بدورها الفعال ورغبتها في تقديم الدعم والمساندة للنقابيين الذين يبذلون كل الجهد من أجل القضايا العمالية ومصلحة العمال، حيث يمثل العامل الثروة القومية الحقيقية للبلدان، ولا شك أن شعوره بالأمن والاستقرار في العمل ينعكس على زيادة الإنتاج كما ونوعا، ونلتقي اليوم في ظرف عربي وإقليمي ودولي مثقل بالتهديدات والمخاطر، مفعم بالمستجدات والمتغيرات، ويستدعي إعطاء العمل العربي المشترك مضمونًا واقعيًا، حيث بلغ الوطن العربي مرحلة دقيقة من تاريخه، مرحلة تتطلب المضي دون تردد في بناء عمل عربي مشترك يعتمد على أسس صلبة وقوية تمكنه من مواجهة الرهانات الدولية، آملين من الله أن يساعدنا في أن نقي شعوبنا شر المخاطر التي تتربص بها كأمة وكوطن يمتلك حضارة تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ".

وأكد وزير القوى العاملة أن مصر استطاعت أن تواجه بكل قوة وحزم الإرهاب الذي أراد أن ينال من أمن واستقرار الأمة العربية وعلى الرغم من أن هذا الإرهاب تدعمه عناصر خارجية، إلا أن مصر استطاعت بقواتها المسلحة وشرطتها الباسلة من خلال العملية الشاملة 2018 أن تحجم هذا الإرهاب وتدمر البنية التحتية للعناصر الإرهابية وتستعيد الأمن والاستقرار لتعود الحياة الطبيعية في مدن شمال ووسط سيناء لتنفيذ مخططات التنمية بشبه جزيرة سيناء، وبذلك تقي كافة الدول في المنطقة شر هذه الجماعات.

وقدم الوزير خالص العزاء لأسر المرحومين فهد المطوع رئيس المجلس التنفيذي السابق، وشفيقة التليلى نائبة رئيس لجنة المرأة العاملة بالاتحاد العربي، مشددا على أن هذا التأبين من خلال هذا الجمع الكريم هو إحدى صور التعبير عن العرفان والوفاء الكريم لهما وما قدموه للحركة العمالية النقابية العربية.
وأعرب عن ثقته في أن تثمر المناقشات عن بلورة رؤية واضحة يمكن من خلالها وضع استراتيجية وطنية تعمل على تحقيق مستقبل عمل أفضل للعاملين بقطاع النفط والمناجم والكيماويات.
وفي نفس السياق، قال جبالي المراغي رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر: إن الاتحاد الدولي للعمال العرب كان الدرع والسلاح ضد العدو المحتل والغاشم على مصر، عندما تحدي واوقف كل الأعمال في الميناء البحري وجميع أنواع الهجوم على الوطن العربي ومصر.

وشدد على ضرورة ان تخدم التوصيات التي تخرج عن المؤتمر العمال في جميع أرجاء الوطن العربي، مؤكدا أن الاتحاد العربي يعتبر الدرع الحصين لمصر والوطن العربي، مطالبا بضرورة أن يكون هناك سوق عربية مشتركة.
ومن جانبه قال عماد حمدي: "نجتمع اليوم في ظل تحديات تواجه وطننا العربي لنؤكد مجددا على ضرورة تعزيز التكامل الاقتصادي العربي والنهوض بالعمل العربي المُشترك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
واستطرد: "في ظل الأوضاع الراهنة بات مطلوبٌ من الدول العربية مدعومة من الحركة العمالية "جنود الإنتاج"، أن تخوض معركتين في آن واحد، وبالدرجة نفسها من التصميم والعزم معركة القضاء على الإرهاب واستئصال جذوره من التربة العربية، ومعركة التنمية والتحديث على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، إنهما معركتان متكاملتان لا انفصال بينهما ولا يمكن لشعوبنا العبور إلى المستقبل سوى بالانتصار فيهما معا، كما إن الأزمات الخطيرة المتوالية التي ضربت المنطقة العربية منذ 2011 لا تؤثر على دولة بعينها، وإنما تمتد تأثيراتها السلبية وتبعاتها الخطيرة مُتخطية الحدود، وتُزيد من صعوبةِ الأوضاع الاقتصادية في عددٍ من الدول العربية.

وفي نفس السياق قال الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن: إن الواقع يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن معظم الدول العربية – رغم ثرواتها الطبيعية- تعاني من أوضاع حرجة ومن شرذمة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وهي بالتالي مستهدفة على هذين المستويين.
وأردف غصن: الحديث عن صناعة وحدة اقتصادية عربية حقيقية دون الاهتمام ببيئة العمل الآمنة للعمال والسعى نحو وحدتهم هو وهم كبير وهو ما يدفعنا أن نقول أن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب حريص ومستمر في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة وحماية مكاسبها وتأمين مصالحها وممارسة دورها النقابي محصنة بمعايير العمل اللائق ومبادئ منظمتي العمل العربية والدولية وفي مقدمها الحقوق والحريات النقابية.
وأضاف رئيس الاتحاد الدولي للعمال العرب: "مستمرون في المطالبة بتيسير تنقل الأيدي العاملة العربية بين أقطارها وحماية حقوق العمال المهاجرين لأن تحقيق ذلك يؤمن حاجة الدول العربية إلى عمال مهرة،ويحد من ارتفاع معدلات البطالة التي باتت تشكل تهديدا مباشر للاستقرار الأمني والسلم الاهلي وتدفع إلى التطرف والإرهاب الذي يهدد الأمن والسلم في كافة دولنا العربية".