أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الإمكانيات الهائلة للدول العربية، عندما تتبنى استراتيجيات تكاملية للتعاون وفق منطق المنفعة المتبادلة، ستعمل على تحقيق الأمن الغذائي والرفاهية الاقتصادي للجميع.
وأشاد خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال "المؤتمر العربي السادس للاستثمار في الأمن الغذائي"، اليوم الأربعاء، في إمارة الفجيرة، بتجربة السودان تجربةٌ في هذا المجال، قائلا: "لا ينبغي أن تغيب عن أذهاننا هذه التجربة، حيث تقدم عمر البشير، رئيس جمهورية السودان، بمبادرة للاستثمار الزراعي العربي، للمساهمة في سد الفجوة الغذائية وتحقيق الأمن الغذائي العربي، وذلك من خلال القمة العربية التنموية الاقتصادية الاجتماعية الثالثة التي عقدت في الرياض عام 2013".
وأوضح أبو الغيط، أن المبادرة تهدف إلى استغلال موارد السودان الطبيعية (الأرض والمياه والمناخ والموقع الجغرافي) وذلك بالاستثمار في سلع غذائية أساسية يمتلك فيها السودان ميزة نسبية.
وأضاف أن الاستراتيجيات تقوم على تحقيق الاكتفاء الذاتي المطلق والكامل، ولم تحقق النجاح المأمول في سد الفجوة الغذائية، إذ تبين ما تنطوي عليه هذه الاستراتيجيات من عوار اقتصادي، وما تتسبب فيه من تدهور بيئي، فضلًا عن عدم استخدام الموارد الشحيحية، وعلى رأسها المياه، الاستخدام الاقتصادي الأمثل الذي يُراعي الأبعاد المستقبلية.
وقال: لا بد أن تسعى الدول العربية إلى استراتيجيات جديدة تمزج بين زيادة الإنتاج المحلي، والاستفادة من التقدم الهائل في تكنولوجيا الزراعة، فضلًا عن توظيف الإمكانيات الكبيرة التي يتيحها التكامل العربي من خلال استغلال الأراضي الأجود، والتي تتوفر فيها المياه، ويمكن استغلالها اقتصاديًا.
وأكد أن الجامعة تضع الموضوعات المتعلقة بالأمن الغذائي في مقدمة أولوياتها، حيث أقرت القمة العربية بالرياض في السعودية عام 2007، استراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة للعقدين 2025-2005، وتعتبر هذه الاستراتيجية إطارا مرجعيا للعمل العربي المشترك في المجال الزراعي طويل الأجل لتأطير وتحديد مسار التنمية الزراعية العربية خلال العقدين المقبلين، بما يحقق التكامل الزراعي العربي من خلال تعزيز القدرة التنافسية والاستفادة من الميزة النسبية للزراعة العربية.