أطلقت القوى الوطنية على اختلاف أطيافها دعوة للخروج فى مظاهرة كبرى فى ١٤ نوفمبر ١٩٥١، للمطالبة برحيل الاحتلال البريطانى ولتخليد ذكرى شهداء الفدائيين وأبطال الكفاح الوطنى المسلح ضد الإنجليز فى منطقة القنال.
كان ذلك على خلفية مشهد سياسى متأزم وملتهب، بعد فشل مفاوضات رئيس الوزراء مصطفى النحاس باشا مع الإنجليز بشأن جلائهم عن مصر، وإعلانه إلغاء معاهدة الصداقة معهم المعروفة باسم معاهدة ١٩٣٦.
انطلقت فى ١٤ نوفمبر ١٩٥١، مظاهرة كبرى صامتة من ميدان الإسماعيلية، التحرير حاليا، شارك فيها كل الطوائف والفئات بمن فيهم اﻷقباط والنساء، كما انطلقت فى نفس الوقت مسيرات مماثلة فى الإسكندرية وباقى المحافظات.
تجمعت المسيرة فى الحادية عشرة صباحا فى ميدان التحرير ثم تحركت باتجاه ميدان عابدين، حيث قصر الملك مرورا بشوارع سليمان باشا، طلعت حرب حاليا، وفؤاد الأول، ٢٦ يوليو حاليا، وذلك من أجل التأكيد على مطلب الاستقلال عن بريطانيا وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الوطن.
كانت الأعداد رهيبة تعدت المليون متظاهر، وجاء مانشيت عدد جريدة الأهرام الصادر فى اليوم التالى معبرا عن الحدث، فكتبت فى صفحتها اﻷولى: أكثر من مليون يشتركون فى أكبر مظاهرة تشهدها القاهرة.. الشعب كله برجاله ونسائه يصب لعنته على الإنجليز المعتدين الغاصبين.