الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

زوريل أودويل أصغر مخرجة أفلام تسجيلية فى العالم تتحدث لـ"البوابة نيوز": عندما أبلغ الـ 35 سأكون أصغر رئيس لأمريكا.. والسيسي مؤمن بدور الشباب في قضايا العالم.. قابلت 29 رئيس دولة

زوريل أودويل
زوريل أودويل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حلمي حصول فتيات أفريقيا على التعليم.. وزرت مصر 3 مرات
عندما صعدت على مسرح شباب العالم كأول متحدثة يستضيفها منتدى شباب العالم بعد عرض مقطع فيديو يشرح مسيرتها وأعمالها، ذهلت من عمرها وتوقعت أن هذا ربما خطأ حدث فى الترجمة الخاصة بالفيلم.
زوريل أودويل تبلغ من العمر ستة عشر عاما، تحدثت بثقة شديدة على مسرح شباب العالم وقالت، إنها مجرد فتاة حلمت، وحققت أحلامها وما زالت تحلم، مؤكدة أن أى شخص فى هذه القاعة يستطيع تحقيق حلمه.
وفاجأت الشباب الموجود فى القاعة، وطلبت منهم أن يرددوا خلفها بصوت عال «احلموا احلموا حلما كبيرا احلموا.. ولا تتوقفوا عن الأحلام»، وأثرت كلماتها فى كثيرين، ومنحت الأمل لأبناء جيلها.. حضورها وكلماتها جعلتنى أبحث عنها عقب انتهاء فعاليات اليوم الأول من منتدى شباب العالم، فى أصغر مخرجة أفلام تسجيلية فى العالم.
■ ما أصولك وأين تلقيت تعليمك؟
- أنا من الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد ولاية لوس أنجلوس، وولدت وترعرعت فى ولاية كاليفورنيا، وأبى من أصول نيجيرية وأمى من موريتانيا، ما يعنى أننى أمريكية من جذور أفريقية، وهذا شيء فريد وخاص يميزني.

■ كيف بدأت رحلتك مع الإخراج، وما أول فيلم لك؟
- عملى فى الإخراج جاء بالصدفة البحتة، حيث اشتركت فى مسابقة وأنا فى التاسعة من عمرى فى كاليفورنيا، وكانت مدعومة من قناة هيستورى الأمريكية، والفكرة كانت عبارة عن جلب أطفال أمريكيين من ولايات مختلفة ليرووا قصصا تاريخية ويمثلوها على المسرح أو عن طريق إخراج هذه النصوص والقصص، لكن فى بداية الأمر دعينى أخبرك أن شروط المشاركة فى المسابقة كانت أن يتراوح العمر من ١١ إلى ١٥ عاما، وحينها كان عمرى لا يتعدى السنوات التسع، وكنت شغوفة جدا لدخول المسابقة، لأننى كنت بالفعل تخطيت عامين دراسيين؟ أى أننى كنت فى الفصل الدراسى الذى يضم تلاميذ يبلغ عمرهم الـ ١١ عاما.
على كل حال معظم طلاب فصلى أرادوا أن يصنعوا قصصا تاريخية حدثت فى أمريكا أو أوروبا، ولم يفكر أحد فى صناعة مادة تاريخية أو قصة حدثت فى أفريقيا مثلما كنت أريد أنا وقتها وكونى الأصغر سنا فيهم أيضا وقتها لم أجد أحدا استمع إلى رأيي.
ولأننى كنت الفتاة الوحيدة وقتها التى تريد أن تصنع قصة خاصة بأفريقيا، لم أستطع حينها التمثيل وحدى بدون أى مساعدة من الآخرين، لأننى كنت أحتاج إلى أشخاص يساعدوننى ويشتركون معى فى عملي، لذلك اخترت دور المخرج أو صانع القصة وكنت حينها لم أخرج فيلما واحدا فى حياتى من قبل ولدى فقط ٤ أشهر مهلة لتعلم كل شيء عن هذه المهنة، وأعنى بهذه الجملة كل شيء حرفيا كتابة السيناريو وتقنية وطريقة عمل الكاميرا بأنظمتها المختلفة والحوار وتحرير المادة وموقع التصوير واختياره وأيضا الموسيقى التصويرية وكل شيء نحتاجه لصناعة وإخراج فيلم أو عمل وكنت حينها مجرد فتاة فى التاسعة من عمرها ولكننى كنت عنيدة ومصرة على إخبار العالم بقصة إيجابية تتحدث عن أفريقيا، لأننى كنت دائما أرى على شبكات التواصل الاجتماعى والإنترنت والأخبار العالمية ما يركز على سلبيات أفريقيا، ولم أكن أعتقد وقتها أن هذا لطيف أو عادل، وذهبت إلى غانا وقتها وقابلت الرئيس جيرى راولنجيز لمساعدتى فى الفيلم الذى أصنعه عن أفريقيا بالظهور فيه وقام بهذا الدور وكان هذا شيئا رائعا منه وإلى الآن نحن أصدقاء، وألتقيه وفى كل مرة أزور فيها غانا ودائما ما يجد وقتا لمقابلتى فى جدول أعماله، والفيلم وقتها كان اسمه ثورة غانا.
■ من الشخص الذى أثر فيكِ ومن الشخص الملهم بالنسبة لكِ من المشاهير؟
- والداى هما الأشخاص الأكثر تأثيرا فى حياتى، لأنهما ضحيا بالكثير لأجلي، والدى توقف عن ممارسة عمله ليس لأنه يريد ذلك، بل لأن الطريق الوحيد للسماح لى بالسفر فى عمرى الصغير وقتها لإنجاز مشروعاتى وأعمالي، كان لا بد أن يتفرغ أحد أبواى لمرافقتى فى السفر، وأنا لدى ثلاثة أشقاء أصغر مني، لهذا السبب جلست أمى فى المنزل لرعايتهم بينما كان أبى يسافر معى وأنا فى طريقى لعمل وإنجاز مشروعاتى وأعمالى، كل من أبى وأمى يدعوان لى وهما على يقين بى يحضران ملابسى لتكون جاهزة لكل الفاعليات التى أحضرها، ويساعداننى أثناء تحضيرى الخطب التى ألقيها للتأكد من أننى أبلى بلاء حسنا ولها تأثير قوي، لذلك كل عائلتى تدير شئون المعيشة بناء على دخلى، إنه شيء صعب ولكننا نحاول إدارة الأمر بشكل جيد أليس هذا رائعا؟ أليس هذا ما تستحقه عائلتى؟ لذلك والداى هما الشخصان الملهمان بالنسبة لي.


■ قابلتِ ٢٩ رئيس دولة.. أخبرينا كيف جاءت فكرة مقابلة رؤساء الدول ومن أول رئيس قابلتيه؟
- مقابلتى مع زعماء وقادة العالم بدأت بمجرد كتابتى لهم وإخبارهم عبر رسائل بريدية عما أقوم به ومن أنا، ولماذا أريد مقابلتهم، وهذا بالطبع أخذ وقتا بالنسبة لهم لكى أتلقى ردودا منهم، لكن ما يهم هنا أنهم فى النهاية أجابونى وتلقيت منهم ردا وحتى الآن لقد تحدثت مع ٢٩ رئيس دولة من أمريكا وأوروبا وأفريقيا ومنطقة المحيط الهادي، والبعض يشمل قادة كينيا ومالطا وغانا وغينيا وتنزانيا وكرواتيا ونيجيريا وجاميكا، وبالطبع منذ أيام قليلة كان لقائى مع الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، والجدير بالذكر أن أول رئيس قابلته كان رئيس غانا. 
■ من القائد الذى قابلتِه وأثر فيكِ وتعلمتِ منه؟
- سؤال صعب للغاية.. كلهم ألهمونى وكلهم لديهم رسائل مختلفة تركتنى أفكر حول ماهيتها والتعلم منها ومحاولة فهم المزيد وكيف أن مسألة الإدارة شيء صعب للغاية وكونك قائدا لدولة ليس بهذه السهولة.
■ كيف شاركتِ فى منتدى شباب العالم وما رأيك فى فكرته وهل حقق نجاحا من وجهة نظرك؟
- تمت دعوتى للتحدث، وكان هذا شرفا كبيرا، ولكن للأسف لم أستطع قضاء المدة بأكملها فى شرم الشيخ لحضور جميع الفعاليات والجلسات، لأننى سبق والتزمت بدعوة للتحدث فى برنامج فى العاصمة الفرنسية باريس قبيل دعوتى لمنتدى شباب العالم والتى حضرها قادة وزعماء أوروبيون أيضا من إيطاليا وفرنسا وكولومبيا وألمانيا، ولكننى كنت أتابع منتدى شباب العالم عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وكان من المذهل والرائع مشاهدة هذا الكم من الشباب من مختلف أنحاء العالم، وأعنى هنا أن رؤية هذا الكم من الأشخاص صغار السن يشاركون وينظمون أشياء ومشروعات حتى ولو كانت مدة المنتدى بضعة أيام كان من المدهش رؤية هذا يحدث فى مكان واحد شرم الشيخ.


■ هل هذه أول زيارة لكِ إلى مصر؟ وهل أحببتها؟ وهل تفكرين فى تصوير فيلم فيها؟
- تعد هذه الزيارة هى الثالثة لى لمصر ولكنها الأولى إلى مدينة شرم الشيخ، وأنتجت بعض الأعمال فى هوليوود وأخرجت بعض الأعمال لشركات رائدة مثل بروكتر وجامبيل وفندق هيلتون، وشاركت فى بعض الأعمال لشركات مثل انتيل وجاب، ولكن مصر لديها مواقع تاريخية وأثرية ومعالم معروفة عالميا ومشهورة للغاية، لكن حتى الآن سيكون من الرائع والعظيم التصوير والإخراج فى مصر بدلا من صناعة أعمال تتعلق بمصر خارج مصر عن طريق استوديوهات افتراضية بها أهرامات مزيفة، سيكون من الرائع أيضا دعوة وإخبار كبار المنتجين للحصول على فرص التصوير فى مصر، سيكون هذا لطيفا جدا.
■ ماذا عن دفاعك المستمر عن حق فتيات أفريقيا فى التعليم؟ وهل قمتِ بمبادرات لمساعدتهن؟ 
- أحاول إيجاد كل الفرص التى أستطيع اقتناصها فى كل مكان أذهب إليه، وهى من الأشياء والأهداف التى تقودنى وتحركنى بالفعل، ودائما ما أفكر حول كيف لى كفتاة حاصلة على كل هذا الكم من الفرص فى حياتها، ومتمتعة بها كالذهاب إلى المدرسة وأستطيع أن أغير فى العالم أشياء من خلال مشروعاتى وأفلامى التى أخرجها، وعلى الجانب الآخر هناك فتيات لا يمتلكن هذه الفرص مثلي، إنه شيء ليس عادلا.


■ ما العمل الأقرب إلى قلبك؟ وما رسالته؟ وهل لاقى نجاحا؟
- أحب الأفلام إلى قلبى هو فيلم صورته اسمه «اتبع الكرة لتنل التعليم أو لتتعلم»، ويعود إخراجه بين عامى ٢٠١٤ و٢٠١٦، وبدأت تصويره فى البرازيل أثناء فاعليات كأس العالم، وكان هذا توقيتا عظيما وقتها وبعدها صورت جزءا من ذات الفيلم فى إثيوبيا وموريتانيا وأمريكا ونيجيريا، وكانت قصة الفيلم تتحدث عن فتاة، وهى أن تأخذ كرتي قدم وتدور بهما حول ثلاث قارات عن طريق خمس دول لتحصل على توقيعات الأشخاص هناك لدعم تعليم الفتيات، وحصلت على توقيعات طيارين ووزراء وحكوميين ولاعبى كرة قدم مشاهير، وعشاقهم أيضا وسفراء وحاصلين على جائزة نوبل ورجال أعمال ومديرين لشركات كبيرة، وعرض الفيلم بعدها فى أمريكا وجنوب أفريقيا وموزمبيق ونيجيريا ورواندا وأماكن أخرى كثيرة.
■ هل سبب لك صغر سنك مشكلات فيما قبل؟ 
ما زلت صغيرة، وأحيانا يجد الناس صعوبة فى التعامل معى على نحو جاد، وأيضا لأننى فتاة، ولكن عندما يرون ما أفعله وفعلته فى حياتى خلال السنوات الخمس الماضية يكون من الصعب وقتها أن يأخذونى على محمل غير جاد.


■ وجهى رسالة لأبناء جيلك من الحالمين الذى لم يحققوا بعد أحلامهم؟
- الأحلام مجانية، وعليكم أن تستمروا فى الحلم، التعليم سلاح قوى لمساعدتنا للوصول إلى أحلامنا، ولكن التعليم ليس فقط أن نتعلم فى المدارس، من الممكن أن تجدوه فى المجلات التى تقرأونها فى المكتبات، أو من الأفلام التسجيلية التى تشاهدونها وتعلمكم أشياء جديدة أو من المهارات الحياتية والهوايات كالإخراج مثلما فعلت أنا أو كتابة الشعر والمسرح أو الرسم أى هواية.
■ ما الفيلم السينمائى العالمى الذى تفضيله؟
- Crimson Tide، with Denzel Washington كريمزون تايد أو المد القرمزى للممثل العالمى دينزيل واشنطن
■ ما رأيك فى السينما العربية؟
- إننى بدأت بالفعل بالتعلم عنها والقراءة عنها، وبدأت بمشاهدة أفلام عربية بالفعل على الطائرة خلال سفرى إلى الخارج، لذلك أريدك أن تعيدى على السؤال ذاته بعد ٦ أشهر من الآن.
■ ما حلمك وخطتك وأعمالك القادمة؟
- حلمى هو الاستمرار فى عمل ما أقوم به حاليا حول الإصرار على حق فتيات أفريقيا فى التعليم وحق الفتيات فى التعليم بشكل عام فى العالم وصناعة أفلام أخرى تعرض الجانب الإيجابى والجيد حول أفريقيا، والتوسع فى مشروعاتى لتصل إلى الوطن العربي، وعندما أكبر وأبلغ سن ٣٥ من عمري، فسأكون أصغر رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الحلم الآن يستحق أن أعمل من أجله كثيرا، ولأجل تحقيقه أكثر أنا متحمسة للغاية للوصول إلى هدفى، وأتمنى أن تكونى موجودة وقتها لرؤية هذا الحلم حقيقة يوما ما.
■ ما مواصفات فتى أحلامك وكيف تخططين لحياتك الاجتماعية؟
- لا أفكر فى هذه الأشياء الآن أنا بعمر الـ ١٦ ولدى الكثير من الأهداف التى أسعى إلى تحقيقها فى حياتى الآن، ولا أنشغل بهذه الجزئية أو أفكر بها مطلقا.


■ ماذا عن مقابلتك بالرئيس السيسى؟ أخبرينا بكواليسها؟
كان لقاء بين شخصين مؤمنين بهدفهما وملتزمين به وبتنفيذه، كان الرئيس السيسى طيب جدا بشكل كاف لتخصيص وقت لمقابلتى بشكل شخصى والاستماع إلى القضايا والتساؤلات التي جئت محملة بها من أمريكا لمشاركتها معه، كمان كانت أيضا فرصة له لإخبار العالم بأكمله وخاصة شباب العالم رؤيته للشباب وأهمية دورهم ومكانتهم فى تطوير العالم. 
أما بالنسبة لى فكانت فرصة لعرض قصتى كنموذج للعالم العربى كله كمثال عن ما الذى يمكن أن تساهم به المرأة والفتايات والشباب في مجتمعاتهم فى حال أعطت لهم الفرصة والمجال. لقد وصلت إلى رقم ٢٩ مقابلة مع قادة وزعماء العالم عقب مقابلتى مع الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى وعمرى ١٦ عاما فقط، تخيلوا معى الذى يمكن أن تفعله السيدات والفتايات من أجل تطوير بلادهن، أنا أعتقد أنه يوجد الكثير.