الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

تفاصيل آخر زيارة لأمين شرطة الواحات.. خطط لمفاجأة زوجته فلم يمهله القدر

موقع الحادث
موقع الحادث
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استيقظ فجرا وقرر مفاجأة زوجته قبل ميعاد وصوله بيومين، وفى تمام السادسة والربع صباحا وصل منزله بمنطقة دار السلام، وصعد الأدوار الأربعة الأولى حتى وصل إلى شقته بالدور الخامس حاملا فوق كتفه شنطة سفر محمله بأغراضه الشخصية، التى يستخدمها طيلة العشرين يوم فترة خدمته، بأحد كمائن الشرطة المتواجدة بمنطقة الواحات، وما إن وصل باب شقته لمح الباب المعد للأسانسير " قيد الانشاء"مفتوحا، كعادته صعد لغلقه خشية على أطفاله من السقوط داخل المنور، وأثناء نظره حاول تثبيت طبق الدش الخاص بشقته، ولكن كان للقدر ترتيب آخر، فسقط " محمد صابر" أمين الشرطة صاحب السبع والثلاثين عاما، داخل "منور" منزله جثة هامدة.
وبعد 4 ساعات من سقوط المتوفى خرج الطفل محمود 12 سنة، من شقته بذات العقار لإحضار طعام الإفطار لوالدته وشقيقه، وأثناء عودته مرة أخرى لاحظ حذاء رجالى "بوط" وآثار أسلاك، وبتدقيقه النظر اكتشف أنها قدم لشخص نائم، ولكن بدا له أنه متوفى، فهرول الى شقته بالدور الثانى وأخبر والدته بوجود شخص داخل المنور قائلا: "فى حد شكله ميت فى المنور"، فلم تصدقه والدته وظنت أن أحد الأطفال ألقى حذاء داخل المنور كعادتهم أثناء اللهو داخل العقار، ولكن صمم محمود أن هناك شخصا مستلقى داخل المنور، فتوجهت معه الأم للدور الأرضى، لتجده مستلقى كالنائم، فأرسلت لزوجها الذى يمتلك مطعم أمام العقار ليرى ماذا حدث.
وقال والد الطفل "صاحب المطعم": "المتوفى كان صاحب العقار وكان عائدا من خدمته فى السادسة وثلث صباحا، وكان مرهقا نتيجة السهر فى الخدمة، وأثناء صعوده وجد باب الأسانسير المعد للإنشاء مفتوحا، فحاول غلقه وأثناء النظر داخله اختل توازنه فسقط.
وأضاف أنه نظرا لوجود مخبز ملك المتوفى أسفل العقار ظنوا أن العمال يتشاجرون بالأوعية، وأن صوت سقوطه صادر من الأسفل، مشيرا إلى أنه سمع صوت شخص يتوجع فور سقوطه ولكن كذب مسمعه وظن ان أحد الأشخاص ينادي على آخر، مضيفًا أن الصوت صدر مرة واحدة واختفى دليل على ان المتوفى لقى حتفه بعد سقوطه مباشرة.
واستكمل حديثه قائلا: خلال إحضار نجلى محمود لطعام الإفطار شاهد شخص بالداخل فأسرع وأخبر والدته التى كذّبته فى بداية الأمر، ثم هاتفتني واخبرتنى بوجود شيء مريب بالمنور، فأسرعت لاستكشاف الأمر فوجدت أحد الأشخاص مستلقى على وجهه فحاولت إيفاقته ومناداته ظنا منى أنه أحد عمال القمامة، فلم يستجب فأحضرت كيس وحاولت قياس نبضه فتبين لى أنه توفى، وبمحاولة التأكد من هويته كان الشنطه قد سقطت عليه وطمست معالم وجهه بسبب الإصابات والأتربة.
وتابع: صعدت لزوجته التى لم تكن على علم بحضوره، فأوضحت أنها تحاول الاتصال به ولا يجيب، فطلبت منها هاتفه وتوجهت الى الدور الارضى مره اخرى وحاولت الاتصال به فرن هاتفه من داخل المنور وتأكدنا انه المتوفي، وبالتواصل مع رجال الامن حضرو الى المكان وبعد 6 ساعات من المعاينة والفحص وسؤال الزوجه، تم نقل جثته الى المشرحة.
وأكد الشاهد أن المتوفى كان أمين شرطة بالواحات، وتعرض لإصابة فى هجوم ارهابى على الكمين الذى يعمل به، فأصيب بطلقة فى القدم أدت الى جلطه وتلقى علاج لمدة 3 اشهر بمستشفى المعادى العسكرى، وكانت خدمته الاخيرة قبل الوفاة، مشيرًا الى أنه قدم طلبا استثنائيا بسبب إصابته لتقليل مدة الخدمة 18 يوما بدلا من 20 يوما.
وأشار شقيق زوجة المتوفى إلى أنه كان عائدًا من عمله وصعد لغلق الباب وحاول تعديل وضعية طبق الدش الخاص بشقته فسقط فى المنور وتوفى على الفور، ولدى المتوفى ثلاثة أطفال "بنتين وولد".
وكشفت تحقيقات نيابة دار السلام الجزئية، أن كاميرات المراقبة الخاصة بالطابق الرابع رصدت صعود المتوفى إلى شقته حاملا شنطة "هاند باك"، واختفى أثره، وأمرت النيابة بالتحفظ على الفيديو وإرفاقه بالتحقيقات.
كما استمعت النيابة الى أقوال أهله، وأكدوا عدم وجود شبهة جنائية وراء الحادث، وأن المجنى عليه صعد إلى الطابق السابع لتركيب طبق "دش"، وسقط داخل "منور" معد لتركيب الأسانسير، وفوجئنا بالحادث من الجيران.
وكشفت مناظرة النيابة للجثة عن وجود كدمات متفرقة بالجسد، وكسور مضاعفة، وتهشم الجمجمة، ونزيف، وأمرت بتشريح جثة المجنى عليه لبيان سبب الوفاة وكيفية حدوثها، ثم التصريح بالدفن.
وكان بلاغ ورد لقسم شرطة دار السلام، من أهالى أحد الشوارع، يفيد عثورهم على جثة شخص، داخل "بدروم" أحد العقارات السكنية، وبالانتقال والفحص تبين أن الجثة لأمين شرطة يدعى م. ن 44 سنة، وتحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة للتحقيقات.