الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

كارلا رميا: الفنان الأكاديمي لا يرضى بطرح أغنية "والسلام".. قصرت في حق نفسي كمطربة.. "الموسيقى العربية" تمنح الحياة لموسيقانا

كارلا رميا
كارلا رميا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عرفها الجمهور المصرى كأستاذة في برنامج اكتشاف المواهب «ستار أكاديمي» الذى شاركت بآخر موسمين منه، هى فنانة لبنانية تحمل على عاتقها إحياء التراث الغنائى اللبنانى وتجوب به المهرجانات المختلفة. 
عادت للغناء على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى العربية فى دورته الـ27 بعد غياب دام 18 عامًا، إنها الفنانة وأستاذة الموسيقى كارلا رميا، التى تروى فى حوار خاص لـ«البوابة نيوز» كواليس مشاركتها بالمهرجان، وبداية العلاقة الفنية المتميزة التى تجمعها بالمايسترو أندريا الحاج، بالإضافة إلى حديثها عن ذكريات مشاركتها بـ«ستار أكاديمي».. وإلى نص الحوار: 
■ كيف تصفين مشاركتك هذا العام فى مهرجان الموسيقى العربية؟
- هذه المرة الثانية التى أشارك بها فى المهرجان، فقد شاركت به عام ٢٠٠٠، وكنت مؤدية منفردة من الجامعة التى كنت أدرس بها «روح القدس الكسليك»، وتخرجت فيها عام ٢٠٠٤، بدبلوم الغناء الشرقى وجدارة تعليمية بالعلوم الموسيقية، وأدرس الغناء العربى للطلاب بالجامعة التى تخرجت فيها. 
ودائمًا يهمنى متابعة فعاليات مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية، لأنه يهمنا معرفة المقررات الجديدة لموسيقتنا العربية ونتمنى دائما أن يستمر هذا المؤتمر الذى يعطى حياة لتلك الموسيقى.
■ هناك ١٨ عامًا تفصل بين مشاركتك الأولى والثانية بالمهرجان، ما السبب وراء تلك الفترة الطويلة من الغياب؟
- لم يكن غيابًا متعمدًا إنما كانت فترة دراسة وتحضير لأغان وشاركت خلالها بمهرجانات كثيرة، وشاءت الظروف أن أكون هنا اليوم بعد كل هذه السنوات التى كونت بها خبرة وثقافة وعلم موسيقي، الذين أحملهم معى عندما أقف على مسرح دار الأوبرا المصرية العريق الممنوع به الخطأ، لأقدم أبهى ما عندي، لأن الجمهور المصرى هو فعلًا ذواق ويتمتع كثيرًا بالموسيقى اللبنانية.
■ ماذا كان يدور بذهنك وأنت تضعين البرنامج الغنائى لحفلك؟
- هناك الكثير من الفنانين الذى سيقدمون أغانى باللهجة المصرية، وأغانى للفنانة الراحلة شادية كون هذه الدورة من المهرجان مهداة لها، لذلك قررت تقديم الغناء التراثى اللبنانى ضمن أمسية تحمل اسم «الزمان الجميل»، واخترت تقديم تحية لكبار الموسيقيين اللبنانيين حيث أحمل رايتها بالحفل.
■ لماذا لم تستعينى بالدبكة اللبنانية خلال حفلك؟
- فضلنا أن يحمل الحفل الطابع الأكاديمى أكثر، حيث سيكون العمل على التوزيع الأوركسترالى والقطع الموسيقية بين الكلاسيكى والشعبى والطربي.
■ تعود الفنانة الكبيرة ماجدة الرومى للغناء على مسرح دار الأوبرا المصرية بالحفل الختامى لهذه الدورة، ماذا تقولين لها؟.
- أقول للسيدة ماجدة الرومى ما أقوله لكل الفنانين اللبنانيين الحاملين لواء الأغنية اللبنانية بأمانة وصدق، «إن شاء الله» يبقى لبنان بصوتهم كلهم حامل راية سلام، ويكون عنوان أمل بالعالم العربي، وكلنا نحمل شعار الفن والموسيقى بدلًا من السلاح والحرب والأزمات.
■ لماذا لا تهتمين بالتسويق لذاتك كمطربة عبر وسائل «السوشيال ميديا»؟
- أهتم ولكن دائمًا أقول إن الفنان عمله هو تقديم الفن، أما التسويق عبر الـ«سوشيال ميديا» فهو عمل آخر يتطلب علمًا ومجهودًا ومتخصصين، وأنا ممكن أكون مقصرة بحقى إعلاميًا لأن عملى تقديم الموسيقى والفن، وفى الفترة المقبلة سأركز مع الفريق الذى يعمل معى على هذه الزاوية لسد الثغرات الإعلامية والتسويقية.
فقد قدمت عددًا من الأغانى، ولكن لأسباب إنتاجية وتوزيعية لم تصل لعدد كبير من الناس، وكان التسويق الإعلامى المصاحب لها قليلًا، حاليًا هذه النوعية من الأغانى التى أقدمها لا يفضلها الكثير من شركات الإنتاج، وفى الوقت الحالى الأعمال الفنية تحتاج إلى الكثير من الدعم حتى تصل لعدد كبير من الجمهور.
■ نجد العديد من النماذج الناجحة فى قيادة الأوركسترا.. فى رأيك هل تعطل الدراسة الأكاديمية المطرب عن إنتاج أغانٍ للجمهور؟
- نعم تعطل، ولكن لأن الفنان الأكاديمى لا يرضى بأن يطرح أغنية «والسلام»، فلن يقبل أن يقدم فنا دون المستوى، ويصبح دائمًا يسعى لتقديم عمل يتكامل مع ثقافته الموسيقية وفكره والمستوى الذى وصل له أكاديميًا لن تستطيع قبول أقل منه، فتحاول أن توجد المنطقة بين الغناء السائد، وما تعرفه وما درسته، والبعض يضيع فى هذه الدائرة ويتساءل أين سأغنى وماذا سأغني.
والأغانى الجديدة التى أسعى لتقديمها إذا كانت أقل من مستوى ما تعلمته أقول «بلا ما أعمله»، هذا هو ما يجعل الفنان المثقف والأكاديمى أقل من غيره فى الإنتاج، ولكن ما يقدمه يكون إنتاجًا نوعيًا وليس كميًا.
■ عرفك الجمهور المصري كأستاذة للغناء فى برنامج اكتشاف المواهب «ستار أكاديمي»، كيف كانت بدايات المطربة «كارلا»؟
- من أول لحظة بحياتى رسمت طريقى لأننى ولدت فى بيت فنى فأنا ابنة الفنان اللبنانى ميشيل رميا، وكان بجانبى من أول لحظة «وعيت» بها على الدنيا واحتضن هذه الموهبة، صحيح أنها موهبة من الله ولكن هو عرف كيف ينميها، وكان أرضًا خصبة لنمائها.
وكانت الآلات الموسيقية بالبيت من أفراد العائلة، فنحن خمس بنات فى البيت كلنا نغنى وامتهنا الغناء، فهو جزء من حياتى، ولا أتذكر متى كانت البداية، وكمل المشوار مع موهبة وجو عائلى وتخصص دراسي، وكل هؤلاء صنعوا كارلا التى تقف على مسرح الأوبرا خلال مهرجان الموسيقى العربية.
■ هل تشتاقين لأجواء برنامج «ستار أكاديمي»؟
- كثيرا فأنا أحبه وخلال الموسمين اللذين كنت بهم أستاذة للطلاب تعرفت على نخبة من الشباب العربى المليء بالحياة وحب الموسيقى، ومعهم أعطيت من روحى وهم أيضا أعطونى من شخصياتهم وثقافات بلادهم وكانت مرحلة حلوة كثيرا.
■ مَنْ من الطلاب ما زال يتواصل معك حتى الآن؟
- أنا على علاقة طيبة معهم جميعًا ونتواصل بين الوقت والآخر، ولكن الذين أتواصل معهم بشكل أكبر أغلبيتهم لبنانيون ومصريون.
■ مَنْ هم الطلاب الذين أتعبك تعليمهم خلال الموسمين الذين شاركتي بهم؟
- لم يتعبونِ ولكن كانت هناك أصوات تجذّرت بالطريقة التى يؤدى بها منذ صغره أو منذ بداية موهبته، ولا تستطيعين فى أربعة أشهر تغيير ذلك وصناعة المعجزات إلا مع الأصوات المحبة للتغيير، وكان هناك بعض الطلاب صعب عليه التكيف مع متطلبات البرنامج، وهى أن يقدم الطالب مجموعة كبيرة من الألوان والثقافات واللغات المتنوعة.