الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

من المقصود بـ"الكتبة" و"الأرملة" بإنجيل مرقس؟.. البابا فرنسيس يجيب

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"وَقَالَ لَهُمْ فِي تَعْلِيمِهِ: «تَحَرَّزُوا مِنَ الْكَتَبَةِ، الَّذِينَ يَرْغَبُونَ الْمَشْيَ بِالطَّيَالِسَةِ، وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ، وَالْمَجَالِسَ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ، وَالْمُتَّكَآتِ الأُولَى فِي الْوَلاَئِمِ، الَّذِينَ يَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ، وَلِعِلَّةٍ يُطِيلُونَ الصَّلَوَاتِ. هؤُلاَءِ يَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ".. هكذا نقل إنجيل مرقس في الإصحاح الـ12 كلام السيد المسيح حول الكتبة والآرامل، وتفسيرًا للأية فقد شرح البابا فرنسيس المقصود بـ"الكتبة" و"الأرملة".
وأضاف أن الكتبة يمثلون الأشخاص المهمين والأغنياء وذوي النفوذ؛ أمّا الأرملة فتمثّل الآخِرين، الفقراء والضعفاء. وتابع لافتًا إلى أن حكم يسوع الحازم إزاء الكتبة لا يتعلق بكل هذه الفئة، إنما يشير إلى أولئك الذين من بينهم يُظهرون مكانتهم الاجتماعية، ويحبّون أن يُبجَّلوا ويحتلوا المقاعد الأولى، ويُظهرون أيضًا أنَّهم يطيلون الصلاة. وأضاف البابا فرنسيس أن هذا التصرف الذي يتسم بالتعالي والغرور يقودهم إلى ازدراء أولئك الذين هم في وضع اقتصادي سيء، كالأرامل.
تابع الأب الأقدس كلمته، في إحدى عظاته، إلى أن يسوع يكشف هذا التصرف السيء، ويقدم لتلاميذه مثلًا حيًا: أرملة فقيرة، مكانتها الاجتماعية غير هامة إذ ليس لديها زوج يدافع عن حقوقها، وأن هذه المرأة التي ذهبت وألقت في خزانة الهيكل عُشريْن فقط، أي كل ما كان لديها، قامت بهذه التقدمة بشكل لا يلاحظه أحد، وكأنها تشعر بالخجل. ولكنها بهذا التواضع، تقوم بعمل يحمل معنى دينيا وروحيا كبيرا. وهذا الفِعل المفعم بالتضحية لا يخفى عن نظر يسوع.
وأكد أن التعليم الذي يقدّمه لنا يسوع يساعدنا لكي نستعيد ما هو جوهري في حياتنا، ويعزز علاقة ملموسة ويومية مع الله. 
وأشار إلى أن الرب يتفحص القلب وينظر إلى نقاوة النوايا. وهذا يعني أن ما نعطي لله في الصلاة، وللآخَرين في المحبة، ينبغي أن يتحاشى دائما كل شكلية، ومنطق الحساب، وأن يكون تعبيرًا عن المجانية، كما فعل يسوع معنا: لقد خلَّصنا مجانًا. 
وتابع الأب الأقدس كلمته، يشير يسوع إلى تلك الأرملة الفقيرة والكريمة كنموذج حياة مسيحية ينبغي الاقتداء به. إننا لا نعرف اسم تلك المرأة، لكننا نعرف قلبها؛ وهذا هو المهم عند الله.
وأوضح البابا فرنسيس أنه عندما تغرينا رغبة الظهور وعندما نهتم كثيرا بنظرة الآخر، فلنفكّر في هذه المرأة. إن ذلك سيساعدنا لكي نتخلى عمّا هو سطحي، ونتوجه إلى ما هو هام حقًا، ولكي نبقى متواضعين.