شهدت مدن محافظة كفرالشيخ، إقامة شوادر من قبل أصحاب مصانع الحلويات الصغيرة،
لبيع حلوى المولد بأسعار مخفضة، بعيدًا عن أسعار المحلات الكبيرة، ولكن مع ذلك ما زال
الركود يسيطر على الموقف، فى انتظار الأيام القليلة القادمة لزيادة الإقبال، كم تعود
الكثير على الشراء فى اللحظات الأخيرة.
ومع انخفاض الإقبال الإ أن الأسعار، بالنسبة
للحصان والعروسة، ما زالت ثابتة عن العام الماضي، وهى 20 جنيها للكيلو، و28 جنيها للمشكل
الشعبي.
وتقول رضا على «تاجرة حلوى» من قرية أبوطبل
والحمراوى اللتين تسيطران على صناعة حلوى المولد «العروسة والحصان»، إنه بالرغم من،
ارتفاع أسعار السكر ومستلزمات الإنتاج من زيوت ومسلى وغيرها، إلا أن الإقبال ما زال
ضعيفًا كمثيله فى الأعوام السابقة، خاصة أن محدودى الدخل، أصبح هاجس شراء سلع غذائية
مثل البطاطس والطماطم وغيرها مقدما على شراء الحلوى وأصبحوا يكتفون بشراء كميات محدودة.
وأضاف عادل فتحي، تاجر حلويات، من نفس
القرية، أنهم يقومون بتصنيع الحلويات فى مصانعهم الصغيرة، ثم يقومون بعمل شادر صغير
أو منصة عرض خشبية، ويقومون بالتوجه للمدن، لعرضها، وأحيانًا يبيتون بجوارها، مضيفًا
أنه فى السابق كانت حلوى الحصان والعروسة شيئا مقدسا وعادة ملزمة للأسر المصرية، حيث
يفرح بها الأطفال والصبية والبنات، ولكن انخفضت نسبة الإقبال بأكثر من 60 %، نتيجة
انتشار محلات الحلوى الفاخرة.
أما فى المحلات الكبيرة لبيع الحلويات،
فإنه طبقًا للأسعار المعلنة من قبل، فقد ارتفع سعر كيلو التشكيلة الشرقى لـ50 بدلًا
من 40جنيها، بينما ارتفع سعر حلوى «السمسية –الحمصية- السودانية» لـ55 جنيها بدلًا
من 45 جنيها، فيما ارتفعت أسعار «اللوزية – الكاجو- الفستقية لـ 190 جنيها بدلًا من
150 جنيها».
ويقول «ممدوح هارون الصعيدي» أحد أصحاب
محلات الحلويات بكفر الشيخ، إنه مع ارتفاع أسعار السكر ومستلزمات الإنتاج لم نجد بدًا
من رفع أسعار البضاعة، ومع ذلك راعينا أن تكون القيمة المضافة مناسبة للزيادة المفروضة
فقط ولم نحاول أن نجنى منها أرباحا إضافية بسبب حالة الغلاء وزيادة الأسعار للمواطنين
مع الحفاظ على نفس مستوى الجودة على حد قوله.
ويتابع أحمد الدبشة، صاحب معرض ومصنع حلويات،
أن نسبة الإقبال تنخفض على شراء حلوى المولد وكذلك العروسة والحصان عامًا بعد آخر،
بسبب ارتفاع الأسعار فى كافة المجالات الأمر الذى جعل المواطنين يخفضون حجم الكميات
التى كان يتم شراؤها عن الأعوام السابقة.
ويقول «سلامة أبوالمكارم» مدرس، إنه قام
بتخفيض كميات الحلويات التى كان يقوم بشرائها فى موسم مولد النبوى من 2 كيلو لكل بنت
متزوجة لكيلو ونصف فقط، حتى يستطيع شراء باقى حاجة الموسم من فاكهة ولحوم وغيرها.
أما نوال رجب، ربة منزل، فتقول «كفاية
علينا كيلو تشكيلة تفرح العيال منقدرش نجيب أكتر من كده وهى حاجة تقضى الغرض علشان
العيال ميبصوش للعيال اللى بره».
ويضيف «علاء الصعيدى»، أن نسبة الطلب على
حلوى المولد انخفضت هذا العام بنسبة 15 % عن العام الماضى بسبب حالة الغلاء وارتفاع
الأسعار، مشيرًا إلى أنه مع ذلك يوجد فاعلو الخير الذين يقومون بشراء كميات للحالات
غير القادرة ويقومون بتوزيعها على دور الأيتام والجمعيات الخيرية لإدخال الفرحة على
الفقراء والبسطاء الذين لا يستطيعون شراء حلوى المولد.
ويؤكد ابراهيم عبدالرحمن، موظف، أنه اقتصر
فى شراء حلوى المولد هذا العام على كميات محدودة، بعد أن كان يتوسع فى الشراء للتوزيع
على الأقارب والأهل، حيث أصبحت هناك مطالب ملحة من دروس ومصاريف أخرى تستدعى الاقتصاد
فى شراء الرفاهيات على حد قوله.
أما محمد عطية، تاجر، فيقول إنه كان يقوم
بشراء الأنواع الفاخرة من حلوى المولد، فى إشارة للفستقية والجوزية، ولكن الآن فى ظل
الظروف الحالية فاقتصر فى الشراء على كيلو واحد منها والباقى من الأنواع الأخري.
ويقول خزعل إسماعيل «بائع» إنه بالرغم
من ارتفاع مستلزمات صناعة الحلويات من خامات وغيرها فإننا رفضنا رفع الأسعار عن العام
الماضى سوى بنسبة طفيفة لا تتعدى الـ5% فقط حتى نستطيع تسويق المنتجات من الحلوى، ولكن
مع ذلك فحركة الشراء انخفضت عن العام الماضي.
ويؤكد خزعل، إنه ورث المهنة عن أبيه وجده
وأنهم ينتظرون هذا الموسم بفارغ الصبر لتعويض حالة الركود فى حركة البيع والشراء ولكن
تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فالمواطنون يكتفون بشراء الحلوى الشرقية من النواشف
وغيرها.
ولفت وائل رمضان «تاجر» إلى أن الطلب على
العروسة البلاستيك الصيني، نافس الآن الحصان الأبيض والعروسة الحمراء من الحلوى بالرغم
من أن سعر العروسة الصينى يبدأ من 50 جنيها.
ولمحت فاطمة نصر «ربة منزل» إلى أن لديها
3 فتيات متزوجات، وأنها تفضل شراء الحلاوة الشرقية «تشكيلة» لهن عن شراء العرائس والأحصنة
لأحفادها، مضيفة أنها اشترتها فقط لمرة واحدة لكل مولود من أحفادها.
