هوى الفن منذ نعومة أظافره ونمت معه الموهبة بشكل فطري شيئًا فشيئا وكان للصدفة والحظ دورا فى مشواره الفنى، وبالرغم من عدم تعليمه إلا أن موهبته ونبرة صوته طغت على أية معوقات قابلها خلال رحلته الفنية
هو محمد طه مصطفى أبو دوح الذي ولد في 24 سبتمبر عام 1922 في طهطا بصعيد مصر، لأب يعمل عسكري في السكة الحديد، ونشأ طه وتربى في قرية أمه بـ"عزبة عطا الله"، التابعة لمركز قليوب بمحافظة القليوبية.
تزوج من ابنه عمه وأنجب منها 8 أطفال وعمل "مكوجي" لكى يضمن دخلا لأسرته ولأنه لم يكن حامل لأية شهادات فتعلم طه القراءة والكتابة في كتّاب القرية، ولم يلتحق التعليم النظامي وهو الحال أيضا بالنسبة للفن حيث احترفه دون أن يتلقى أي دروس في المقامات الموسيقية، وكان يغني للعمال والفلاحين في مصنع الغزل والنسيج، وبرزت موهبته الصوتية بعد زواجه فأصبح يغني على مسارح الفن الشعبي في القاهرة، والمقاهي في أحياء "الحسين" و"السيدة زينب".
لعب معه الحظ والصدفة دورا فى ذياع صيته فذات يوم وأثناء غنائه موال لزبائن قهوة "المعلم علي الأعرج" في حي الحسين، سمعه الإذاعي طاهر أبو زيد، واصطحبه إلى الإذاعة لتسجيل بعض من مواويله.
حتى يتمكن من الغناء بالإذاعة كان ضروريا تسجيل اسمه في نقابة الموسيقيين، ولكنها رفضت اعتماده لعدم حصوله على مؤهل علمي، ولأنه يعاني من لثغة في حرف الراء، فلجأ إلى المحكمة، وسأله القاضي: "ايه مؤهلك؟"، فأجابه: "أنا مطرب شعبي"، فرد القاضي: "وايه اللي يثبت"، وهنا ارتجل "طه" موالا للقاضي، الذي أعجب بصوته وحكم له بالقيد في النقابة، وفق رواية حفيده محمد فرحات في أحد اللقاءات الإعلامية، وتم اختياره لأول مرة كي يشارك مع العندليب عبد الحليم حافظ وكذلك نجاة الصغيرة في إحياء حفل على مسرح قصر المنتزه بالإسكندرية، بحضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والمشير عبد الحكيم عامر، وعدد من قيادات الجيش، بجانب المارشال تيتو، مؤسس حركة عدم الانحياز بالتعاون مع الزعيم الراحل، وحينما صعد على المسرح ارتجل أغنية للرئيس جمال عبد الناصر.
