على مسافة قريبة من كنيسة البشارة، تقع البلدة القديمة بمدينة
الناصرة بفلسطين، وتعتبر مدينة الناصرة أحد أكثر المدن قداسة في الديانة المسيحية،
فبحسب الإنجيل، فإن الملاك جبرائيل بشّر مريم العذراء بولادة يسوع المسيح، كما
فمدينة الناصرة هي المدينة التي نشأ فيها يسوع، وفقًا للعهد الجديد فقد عاش كل من
مريم العذراء، أم يسوع والقديس يوسف في الناصرة، وقد عاش يسوع المسيح أيضا غالبية
سنين حياته فنُسِبَ إليها ودعي بيسوع الناصري.
وبسبب قدسية المدينة بالنسبة للمسيحيين فابتدأ من العصر البيزنطي أضحت
المدينة مركزا دينيا ومع الاحتلال الصليبي للمدينة ازدادت الأهمية الدينية، إذ
كانت مركز الأبرشيات الكاثوليكية وتبعت لها كنائس منطقة الجليل.
المدينة عرفت فترة هبوط خلال عصر المماليك، لكن مع حلول القرن 19
عرفت المدينة فترة ازدهار، إذ قدمت الإرساليات التبشيرية الغربية، فبنيت عدد كبير
من الكنائس والأديرة والمؤسسات التعليمية والمستشفيات. واليوم يقيم في الناصرة
أكبر تجمع مسيحي عربي في إسرائيل بعد النكبة عام 1948.
توصف الناصرة بالمدينة توصف المدينة الهادئة، حيث يستطيع السياح
والحجاج زيارة الأماكن المقدسة ببساطة، ولا توجد أية عوائق أو مشكلات تحول دون
زيارة البلدة القديمة.
في تلك المدينة القديمة يستطيع الزائر أن يجد فرصًا للتعرف على
الحياة اليومية للسكان، والقرب من تاريخ المسيحية. من الأمثلة على ذلك "الكنيسة"
منذ زمن المسيح والذي قال: أنا هو القيامة والحياة، وينتمي هذا المزار حاليا إلى
كنيسة الروم الكاثوليك. وعلى بعد 300 متر هناك دير ماروني قديم ما تزال الجماعة
المحلية تحتفل فيه بقداس يوم الأحد، ومن المعالم الرئيسية في البلدة القديمة أيضا المسجد
الأبيض.
ومن بين العائلات التي تعيش في الناصرة هناك عائلة أرمنية. وقد وُلد
ربّ العائلة جيرو بوغوسيان وأولاده هنا، لكن والديه جاءا من تركيا بعد الإبادة
الأرمنية الجماعية بين 1915 و 1923. وللحفاظ على جذورهم، يتوارثون اللغة والتقاليد
أبا عن جد، حيث يتعلم الأطفال التحدث باللغة الأرمنية في البيت.. فليس لدى الناصرة
مدرسة أرمنية أو معلمون في اللغة الأرمنية. فالمدارس الأرمنية موجودة في القدس فقط.
منتجات للسكان والزوار
وبالسير عبر الشوارع الضيقة في السوق نرى المنتجات التي يبتاعها
السكان والزوار، منها منتجات للاستخدام المنزلي، وفواكه وخضروات، وملابس وأحذية وإكسسوارات.
وتنتشر هناك أيضا المقاهي، والمطاعم، ومعارض الفن والمحلات الحرفية..
ويمكن العثور أيضا على الملابس النموذجية للنساء المسلمات في كل مكان.
وتعاقب على هذه المدينة على مرّ التاريخ العديد من الغزاة، ولعل أبرز هذه القوى الفرس، والإغريق، وكذلك الرومان، والبيزنطيين، والصليبيين، والمغول بالإضافة إلى البريطانيين، وفيما بعد تحديداً في 16 يوليو 1948م استولت عليها المنظمات اليهودية المُسلحة وبقيت تحت الاحتلال الإسرائيلي حتى يومنا هذا.
