الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عدالة السماء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«عدالة السماء نزلت على استاد باليرمو».. كلنا نتذكر تلك الجملة الشهيرة، للمعلق الرياضي الراحل «محمود بكر»، خلال تعليقه على أحداث مباراة المنتخب المصري، ونظيره الهولندي، ضمن مباريات مونديال إيطاليا 1990، حينما نجح مجدي عبد الغني، في تسجيل هدف التعادل للفراعنة؛ إثر حصول حسام حسن على ركلة جزاء داخل منطقة جزاء فريق الطواحين الهولندية المليء بالنجوم آنذاك، وكان منتخب الفراعنة سيطر على أجزاء من أحداث المباراة، وأضاع عدة فرص محققة، ولكن في النهاية كانت النتيجة عادلة للفريقين.

وبتطبيق تلك الجملة، على الحياة الواقعية، سنجد البعض يتعرض للظلم سواء في حياته الشخصية أو المهنية، حيث كان يستحق أفضل مما وصل إليه، فنرى أحدهم يفقد فرصة مواصلة الدراسات العليا لحساب آخر، وشاب يتقدم لوظيفة مرموقة في مكان ما إلا أنه منافسه على الوظيفة، يحصل على الوظيفة ظلمًا دون وجه حق، وآخر يتقدم للزواج من فتاة؛ فيرفض من أهلها، لكونه شابا بسيطا في بداية حياته.

وتلك الإخفاقات، تحبط أصحابها، وقد تدفعهم إلى الشعور بالعجز والقهر، وقد يصل الأمر إلى الانتحار، كما رأينا تعدد الحالات المنتحرة، التي أنهت حياتها بشكل مؤسف، تحت عجلات القطار أو المترو أو بالشنق، في ظاهرة مخيفة على المجتمع، أنهكت طاقة الشباب المصري، وجعلته ينظر للأمور بشكل سلبي.

ومن خلال تجاربي الشخصية، التي مررت بها، سواء في حياتي المهنية القصيرة أو الشخصية، أستطيع القول: إن لكل الأمثلة التي ذكرتها سلفًا حكمة إلهية، تخفي وراءها خيرا لا يعلمه إلا المولى عز وجل، وأنا كنموذج على المستوى الشخصي؛ تعرضت لأشياء مشابهة، اعتقدت في البداية، أنها ظلم بيّن وقع عليّ، إلا أن بمرور الوقت، وبعد صبر وجهد، وبعدما رزقت الخير العظيم، من حيث لا احتسب، تيقنت أن ما تعرضت له من قبل كان تمهيدًا لمنحة إلهية، لم أكن أتوقعها في يوم من الأيام.

ولا شك أن عدالة المولى، تتطلب تحلي الإنسان بالصبر على الأذى أو الحق المسلوب، والعمل والكفاح الجاد؛ حتى يأتي أمر الله بنصره، فالأمر هنا ليس بالهين، لمن يستعجل الحصول على حقه، وكم من آيات القرآن الكريم، التي حثت الإنسان على الصبر، ومنها قوله تعالى: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ»، و«إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا».

وقديمًا قالوا: «لكل مجتهد نصيب»، وهي مقولة أثبتت صحتها، وبالتالي فنحن أمام تحد، من نوع خاص، يتطلب جهدا وعرقا ومثابرة، وحتمًا سيجد كل مجتهد نصيبه ولو بعد حين.