«عارف إن السرطان تملك منى وبمنطقة خطيرة، والأطباء قالوا لى لو عملت عملية هيكون مصيرى شلل ووافقت، عشان الشلل أقل بكثير من الألم».. بهذه الكلمات بدأ الحاج سعيد صالح الخضراوي، ٥٥ عاما، عامل، حديثه قائلا اكتشفت أنى مصاب بالسرطان من ثلاثة أشهر، والمرض انتشر فى منطقة العامود الفقرى ووصل للعصب الشوكي.
وأضاف الحاج سعيد، أنه طرق كل الأبواب، منها معهد أورام طنطا، ولكن أخبروه أنه يحتاج إلى عملية خطيرة ولا يستطيعون إجراء العملية، فذهبت إلى جامعة طنطا، قسم الأورام، وكان نفس الرد، وقالوا ملكش علاج عندنا وعلاجك فى القاهرة بالمعهد القومى أو القصر العينى لخطورة العملية.
وبدأت رحلة السفر يوما بعد يوم للمعهد القومى وقصر العيني، وكل ما يفعلونه صرف أدوية مسكنة من الترامادول والأمول لتسكين الآلام المزمنة، وعندما أسأل متى ستجرون العملية يكون الرد لازم طبيب كبير. وبالبحث استطاع نجلى الوصول لأطباء كبار خارج منظومة الطب من قصر العينى والمعهد القومي، ولكن فوجئنا أن كل طبيب يكون المعاد المحدد للكشف بعد ٣ أشهر، وهو ما يزيد انتشار الورم والألم.
وأضاف الحاج سعيد أنه ينتظر أن يعيش نصف حياة ويظل حبيس غرفته، فالإصابة بالشلل النصفى تعنى أن تعيش وكأنك ميت، ولكن كل أمنيتى أن أرى أبنائى حولى، فالآلالم التى تنهش فى جسدى باتت فوق احتمالى ولم يعد هناك أى عقار قادر أن يحتوى آلام المرض القاسى.
