حالة من الاستياء تسيطر على تجار محافظة بورسعيد، احتجاجًا على الكساد التجاري بالأسواق، واستمرار عمليات تهريب البضائع الأجنبية غير خالصة الرسوم الجمركية، فضلًا عن اعتراضهم على قرار المحافظ اللواء عادل الغضبان، بشأن مطالبة الإدارة المركزية لجمارك بورسعيد باتخاذ كل الإجراءات نحو الالتزام بالتخصيم على جميع البضائع الأجنبية الواردة برسم المنطقة الحرة تخصيمًا فعليًا طبقًا للقيمة الجمركية المقبولة، على أن يتم التطبيق على جميع البضائع المفرج عنها برسم المنطقة الحرة اعتبارا من ٢١ أكتوبر الماضي. وهو ما فسره التجار على أنه إلغاء للمنطقة الحرة لتجاوز أسعار السلع المستوردة برسم المنطقة الحرة أسعار البضائع برسم الوارد.
وأغلق عدد من التجار محلاتهم فى حى العرب لعدة ساعات، الأربعاء الماضي، احتجاجًا على قرار المحافظة، فيما نظم آخرون فى نفس اليوم وقفة احتجاجية أمام مبنى الغرفة التجارية المقابل لديوان عام المحافظة، رافعين لافتة كتب عليها عبارة: «سيادة الرئيس شعب بورسعيد فى الرمق الأخير.. بورسعيد تموت»، مرددين «بابى واقف على الرصيف مش هتلاقى حق الرغيف»، ومطالبين باتخاذ الإجراءات اللازمة لإنعاش الأسواق التجارية بالمحافظة.
قال محمد سليم، تاجر ومستورد، إن أسواق بورسعيد تعيش حالة من الكساد التجارى بسبب استمرار أعمال التهريب، لافتًا إلى أن قرار المحافظ الأخير بمثابة قرار للقضاء على باقى الحصة الاستيرادية المخصصة للمنطقة الحرة، فمع رفع رسوم الإفراج عن الحاويات ستتجاوز التكلفة المليون جنيه للحاوية الصغيرة، متوقعًا إحجام صغار ومتوسطى التجار عن الاستيراد واحتكار كبار التجار والمستوردين للسوق خلال الأشهر القليلة المقبلة.
واتفق معه محمد مصطفي، مؤكدًا أن القرار الجديد سيؤدى إلى زيادة قيمة الحصة الاستيرادية بشكل غير مسبوق، مما يؤدى إلى توقف التاجر عن الاستيراد نظًرا لتضاعف تكاليف الاستيراد، وهو الأمر الذى دفع العديد من التجار فى بيع بضائعهم المستوردة داخل الدائرة الجمركية لتجار آخرين نتيجة عجز السيولة المالية، وعدم قدرتهم على سداد الرسوم الجمركية، لافتًا أن تلك القرارات ستؤدى إلى استهلاك الحصة الاستيرادية للمنطقة الحرة البالغة 160 مليون جنيه فى شهرين فقط.
ومن جانبه، قال جمال حسنى، نائب رئيس شعبة مستخلصى جمارك بورسعيد، إنه وفقًا للتعديلات الجديدة المدرجة بقرار المحافظ فإن الحصة الاستيرادية الحالية لبورسعيد لن تكفى البضاعة الواردة بسبب تجاوز رسوم الحاوية 40 قدمًا 3 ملايين جنيه، مطالبًا بضرورة التوصل إلى حل يرضى كل الأفراد ويقلل خسائر التجار وينقذهم من الإفلاس.
وعقد اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، اجتماعًا مع الأجهزة المعنية، وجه خلاله باستمرار الإجراءات والجهود التى تقوم بها الإدارات المختلفة من شرطة أمن الموانئ وقوات تأمين المحور وإدارات الأحياء ومديرية الأمن والجمارك لمنع التهريب وتجفيف منابعه من المدينة، موجهًا الشكر لجميع الجهات المشاركة فى مواجهة التهريب بعد أن تمكنوا من ضبط العديد من المحاولات للتهريب فى الفترة الماضية وضبط العديد من مخازن التهريب داخل المدينة.
وشدد محافظ بورسعيد بسرعة إنهاء عمليات تجهيز منطقة منفذ الجميل الجديد، ورصف الطريق فى منطقة المنفذ واستمرار المتابعة الدقيقة لسيارات المنطقة الحرة العامة فى أثناء الدخول والخروج للعاملين بالمنطقة، للتصدي لعمليات التهريب.
