الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الناقدة سامية حبيب: مسرح الشرقاوي لم يهمش المرأة

الناقدة الأكاديمية
الناقدة الأكاديمية الدكتورة سامية حبيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قالت الناقدة الأكاديمية الدكتورة سامية حبيب أستاذ النقد بأكاديمية الفنون: إن دراستها لمسرحيات عبد الرحمن الشرقاوي جاءت في إطار دراستها للمسرح الشعري، ووجدت أن أعمال الشرقاوي وهو من أكثر الكتاب الذين كتبوا في المسرح الشعري، في فترة الستينيات وما بعدها، حيث نجد أن مسرحياته فيما يسمى بالمسرح الشعري الحر، وكان كاتب "طويل النفس"، ويختار موضوعاته بعناية

وأضافت أن الملمح العام لمسرح الشرقاوي بأنه مسرح سياسي ووطني في ذات الوقت؛ لأنه تتناول أحداث تاريخية وسياسية أو معاصر، ومسرح الواقع فيه واقع ثوري، وهذا كان سبب تسمية رسالة الماجستير بـ"دلالة المقاومة في مسرح الشرقاوي"، ودائماً ما كان لديه تركيبة سياسية ووطنية أيضاً، بمعني أن هناك دائماً محتل أو قوة غاشمة، وهناك شعب بأكمله ووطن يقاوم هذا الاحتلال بقيادة بطل مثل الفتى مهران وجميلة بوحيرد، وأن البطل جزء من هذا الشعب، وهدفهم هو الحرية من أجل الوطن، فلن نجد في مسرح الشرقاوي أي قضايا شخصية، وفي بعض مسرحياته يضع بعض قصص الحب أو بعض المواقف الإنسانية، ولكن كل هذا يأتي في إطار المنظومة الأساسية في نصوصه المسرحية وهي "العلاقة بين المحتل والشعب والباحث عن الحرية لوطنه". 

وتابعت حبيب، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": "في الحقيقة كان مسرح الشرقاوي كان له أثر كبير، لا سيما وأن جميع نصوصه تم إنتاجها في حياته، مثل الفتى مهران ومأساة جميلة والتي قدمت أيضاً كفيلم سينمائي من إنتاج الفنانة القديرة ماجدة الصباحي، وشارك الشرقاوي في كتابة سيناريو الفيلم، والنسر الأحمر والذي كتب عن سيرة صلاح الدين الأيوبي، وكان الشرقاوي أيضا مشاركا في كتابة سيناريو الفيلم مع الأديب الكبير نجيب محفوظ" فكان لديه من البراعة أن يقوم الشرقاوي بتحويل تلك الأفكار إلى أعمال مسرحية وتم إنتاجها ولاقت نجاحا كبيرا". 

وأشار إلى أنه من العلامات في مسرح الشرقاوي، أنه أظهر المرأة في صورة إيجابية فلم تكن على الهامش في الحدث المسرحي بل على العكس فكانت تتصدر البطولة مثل "مأساة جميلة" وأذكر هنا عندما تقابلت العام الماضي مع المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد بأسوان والتي قالت لي: "إنه لولا الفن المصري والإذاعة المصرية لما كان العالم يعرف بقضيتي"، وأعطي فرصة للعالم جميعاً أن يعرف نضال المرأة العربية ضد الاحتلال لاستقلال وطنها"، وهنا نجد أن نموذج "جميلة" نجده في شخصيات من خيال الكاتب في معظم نصوصه المسرحية مثل "سلمى"، حبيبة الفتى مهران، و"جميلة" في مأساة جميلة، وشخصية "كوكب"، في النسر الأحمر، سنجدها في شخصية الفتاة الفلسطينية الشجاعة في وطني عكا والتي تشارك صديقها في الكفاح لتحرير فلسطين، وكان يرى الشرقاوي المرأة برؤية ناضجة وواعية جدًا وأنها ليست حلية أو زينة، بل على العكس هي فرد من أفراد الوطن والتي لديها نفس الهم الوطني الموجود عند البطل وتناضل معه جنبا إلى جنب

واختتمت حبيب: "إن مسرح الشرقاوي مسرح ثري غني لا يتم الانتهاء من دراسته، هذا بالإضافة إلى أعماله الروائية"، من حيث القيم والمبادئ الإنسانية التي رسخها الشرقاوي في جميع أعماله، كما أن كتابات الشرقاوي تتميز بالبساطة بمعنى أن اللغة تأخذك بداخل النص ولا تتركه إلا بعد الانتهاء منه، وإن أهم ما يميزه هو العمق في الفكر والكتابة مع البساطة، وتلك الميزة تدل على قدرته ككاتب وأنه متمكن من أدواته ولغته وهو الذي يستطيع أن يعبر عن هموم الوطن وفي نفس الوقت يستطيع أن يحيا عبر الزمن

وحملت مقدمة رسالة الماجستير للدكتور سامية حبيب والتي حملت عنوان "دلالة المقاومة في مسرح الشرقاوي" يُعد الشرقاوي أحد الرموز الكبرى لجيل ثائر وهو الجيل الذي انخرط تماماً، في تجسيد أحلام المشروع القومي، إبداعاً وفكراً وسلوكاً، تجاه العدل والحرية والاستقلال والوحدة والتقدم، في مرحلة مفصلية من تاريخنا الملتبس، الذي جسدت فيه النزعة الاستعمارية - بمختلف أطرافها وأدواتها ومراحلها - على صدر الوطن العربي زمناً طويلاً، مستهدفة استئصال علامات هويته، وأنماط وجوده، وإرادة بقائه".