الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

السيسي و"الشباب"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد أحداث 25 يناير 2011، كان «السيسى» مُراقبًا جيدًا للأوضاع السياسية، مُراقبًا جيدًا لأحوال الشباب ومُحترمًا لأهدافهم النبيلة للعيش والحرية والديموقراطية والكرامة الإنسانية، وذات يوم قال: «نعقد جلسات حوارية مع الشباب وقيادات الأحزاب، لكنهم حينما يخرجوا من غرفة الاجتماع يتناسون ما اتفقوا عليه ويُغازلون الرأى العام بشعارات زائفة».
.. كان هناك تكتلات سياسية مُتطرفة تستغل الشباب لتحقيق أهدافها، وإشعال الموقف لصالح جماعة الإخوان، ويضعون الجيش فى موقف حرج، وكانت الجماعة الإرهابية تُشعل فتيل الأزمات، وتدفع أموالًا باهظة لشباب امتلأت عقولهم بإرهاصات وأفكار إخوانية ناقمة على المجتمع، ومُحرضة على العنف والصدام مع الدولة،
وما إن انتهت فترة المخاض السياسى والفورة السياسية المصنوعة بأيدى جماعة الإخوان، والتى تسببت فى وصولهم للسُلطة وفشلهم وخيانتهم وظهور وجههم البغيض، وبدأ المصريون يصلون إلى حقيقة الأهداف الخبيثة للجماعة المتطرفة، خرجوا فى ثورة عليهم، وهى الثورة العظيمة فى 30 يونيو 2013 والتى سيخلدها التاريخ بأحرف من نور.. بعدها جاء الرئيس السيسى إلى الحُكم وهو يُدرك أن شباب مصر فى حاجة لمن يأخذ بيدهم ويصنع لهم حياة أفضل، ويساعدهم فى تحقيق أحلامهم، وتقرير مصيرهم ومستقبلهم.. وهو يُدرك جيدًا بأن 65% من تعداد الشعب المصرى تحت سن الأربعين، وفى ذات يوم قالها «السيسى» بصوت عالٍ: «مصر شابة ولا بد من الاهتمام بالشباب».
اهتم «السيسى» بالشباب، وفتح حوارًا معهم، فتح لهم آفاق جديدة من المواجهات بينه وبينهم، هنا بدأت فكرة «مؤتمر الشباب»، رئيس مهموم بشباب بلده، يحمل على عاتقه تنوير أجيال كاملة من الشباب فقدوا البوصلة نحو الطريق الصحيح، أولًا عمل «السيسى» على توعية الشباب بالمخاطر التى تهدد مصر، وركز على ضرورة الاحتفاء بالشهداء الشباب الذين يضحون بحياتهم فى الجيش والشرطة، ووسع «السيسى» من الاهتمام بمتطلبات الشباب من ضرورة حصول الشباب على التعليم الجيد والرعاية الصحية وتنمية مهاراتهم فى الثقافة والرياضة، وأخذ يكرم الأبطال الشباب ويحفزهم ويحتفى بهم، بعد ذلك دخلنا فى مرحلة التنمية التى يساهم فيها الشباب بأيديهم وبعزيمتهم، وأخذت الدولة على عاتقها ضرورة الدخول فى مشروعات عملاقة لخدمة الشباب وتشغيلهم، ففى جميع المشروعات يعمل الشباب وينفذها الشباب ليجنى ثمارها الشباب، وتم توسيع دائرة مؤتمرات الشباب، وتم تنظيم مؤتمر الشباب فى أسوان لخدمة شباب محافظات الصعيد، تحاور الرئيس مع شباب الصعيد واستمع لهم ولهمومهم، وجاء مؤتمر الشباب فى الإسماعيلية والتقى بشباب محافظات القناة، ثم كان مؤتمر الشباب بالإسكندرية، والذى ضم شباب 5 محافظات ساحلية، ومؤتمرات الشباب بالقاهرة.
من هنا ولدت فكرة «منتدى شباب العالم» فقد أصر شباب مصر على إرسال رسالة سلام للعالم يتبناها شباب مصر، ويدعون شباب العالم، وعقد المنتدى فى دورته الأولى، وكان المنتدى فى دورته الثانية مُبهرا، حيث شارك فيه ما يقرب من 5 آلاف شاب من 163 دولة، وأصبح لدينا 5 آلاف شاب بمثابة سفراء لمصر بالخارج، ينقلون صورة مصر الجميلة للخارج، تصوروا: حضر منتدى شباب العالم شباب من كشمير ودول أفريقية كثيرة، إلى هذا الحد وصل صوت منتدى شباب العالم إلى الخارج، تجمع شبابى رائع لشباب مصرى عربى أفريقى أوروبى آسيوى، بمجهود مصرى خالص، بشباب مصرى حمل على عاتقه ضرورة إظهار شباب مصر بصورة ممتازة أمام العالم، استفادت مصر سياحيًا، وتم الترويج لمصر ومعالمها السياحية بالخارج، استفادت مصر أمنيًا وتم تكريس معنى «ادخلوها بسلام آمنين» فقد شعر الشباب المُشارك بالاستقرار فى مصر، ورغم أن العالم كله يعلم أن مصر تحارب الإرهاب وتصدت له ونجحت فى حربها، إلا أنه فى نفس الوقت تم نقل صورة مصر التى تحارب الإرهاب بيد وتبنى وتنهض وتعمر باليد الأخرى.
.. ظهر شباب مصر بصورة مشرفه للغاية، فمن نظم منتدى شباب العالم هم الشباب، ومن أرسل رسالة سلام للعالم هم الشباب من مدينة السلام شرم الشيخ. اللافت للنظر أن اهتمام «السيسى» بالشباب طوال الخمس سنوات الماضية قد ساعد على الاستقرار فى مصر، وساهم فى تربية أجيال قادرة على تحمل مسئولية البلاد، والأخذ بيدها للأمام ودفعها نحو التقدم، بعد معاناة مع البطالة انخفضت معدلاتها ووصلت لأدنى مستوياتها وبلغت 10% بفضل المشروعات القومية الكبرى فى جميع محافظات الجمهورية، وهو ما انعكس على معدلات النمو الاقتصادى، والتى وصلت طبقًا لآخر الإحصائيات الرسمية إلى 5.3 %، ولولا الاستقرار الذى تعيشه مصر بفضل شبابها ورجالها فى الجيش والشرطة ما كُنا سنحقق ذلك أبدًا.
الرئيس السيسى بحق يُصلح ما أفسده آخرون طوال سنوات طويلة مضت، يُصلح الفكر الذى توغل فى عقول بعض الشباب الناقمون على الدولة، يُصلح مؤسسات حكومية مُتهالكة تُركت عقودًا طويلة دون تطوير أو تحديث، يُرمم شركات الكهرباء التى لم تحصل على الصيانة المطلوبة لأكثر من 50 سنة مضت، يُصلح قرارات حكومية قديمة نالت من المؤسسات وأثقلتها بالديون، كل هذا تم بعزيمة الشباب وحرصهم على التواصل مع «الرئيس السيسى» وتفهُم الخطر الداهم الذى يحيط بنا من كل الجهات، فكان لزامًا على الجميع ومنهم الشباب والرئيس أن يقفوا موقفا يسجله التاريخ للحفاظ على مصر من مفرمة الفوضى التى تنتشر فى المنطقة.