الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المكتبات العامة.. وهموم الأمناء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«خير جليس فى الزمان كتاب».. هكذا كنا نقرأ دائمًا تلك العبارة الجميلة الجامعة حينما نذهب إلى أى مكتبة عامة أو خاصة ونحن صغار أو كبار كنا نجد تلك اللافتة وقد حفظناها عن ظهر قلب لأهميتها وجمالها المكثف والمنطقي.
واذا كان العالم وبمبادرة من الأمم المتحدة وفى القلب منها منظمة التربية والعلوم والثقافة المعروفة باسم اليونسكو يحتفل بـ «اليوم العالمى للكتاب» فى ٢٣ إبريل سنويًا من كل عام.
وللأسف تمر السنوات دون أى اهتمام حقيقى فى بلادنا بهذا العيد المعنى والرمز للاهتمام بالقراءة والكتاب وصناعة النشر عمومًا والعكس على أرض الواقع فى بلادنا نجد الصوت الخافت والضعيف بل والمهزوز فى الحديث أو الاهتمام بهذا اليوم الذى تتكاتف فيه جمعيات أصحاب المؤلفين والباحثين والقراء وحتى أصحاب دور النشر من أجل تعزيز الاحتفال باليوم العالمى للكتاب ليس بشكل مظهرى ولكن بتطوير الجمعيات بأهمية الكتاب فى حياتنا والاهتمام بكل جديد فى عالم الكتب والمعرفة الثقافية.
وللأسف أين نحن من هذا فإن تحدثنا عن عدد المكتبات فى بلادنا لا نجد إلا إحصاء الجهاز المركزى الذى يؤكد أن عدد المكتبات فى مصر أم الدنيا لا يتعدى ١٠٥٣ مكتبة وفق إحصائية الجهاز المركزى عام ٢٠١٦.
بنما هناك تناقض فى الأرقام حيث تعلم وزارة التربية والتعليم أن المكتبات المدرسية تزيد علي ٢٩ ألف مكتبة هذا غير الأرقام المعلنة داخل دليل المكتبات المصرية وكلها أرقام تحتاج إلى مراجعة.. على الجانب الآخر هناك إحصائيات أخرى تقديرية غير موثقة تقول إن عدد المكتبات فى بلادنا يصل إلى ما يزيد على ٣٧ ألف مكتبة.. ولعل تضارب وتناقض أرقام المكتبات فى بلادنا يعكس الكثير من الدلالات لعدم الاهتمام بها من الأصل. أما اذا تحدثنا عن الإخصائيين وأمناء المكتبات الذين يعملون فى طول البلاد وعرضها الذين يصل عددهم ما يزيد على ١١٢ ألفا من المتخصصين فى المكتبات العامة والخاصة والمتخصصة.. فإن هؤلاء المحترمين يعملون فى ظروف صعبة والأخطر ليس لهم نقابة عامة تقدم لهم أبسط الخدمات الاجتماعية أو الإنسانية وهى حق دستورى لهم فى وجود نقابة عامة تدافع عن مصالحهم المشروعة والمشتركة من أجل الارتقاء بالمهنة وتطوير أدائها والعمل على تحسين أوضاعهم الاجتماعية باعتبارهم «أمناء» للكنز الثقافى والمعرفى من خلال عملهم بالمكتبات.
أما الحديث عن أهمية تطوير المكتبات من حيث نوعيات الكتب أو الاهتمام بالتكنولوجيا الحديثة فإن الأمر يحتاج نظرة شاملة عملية وفق خطط ورؤى للأسف غائبة عن الحكومة وحتى وهى فى معركة الإرهاب والتطرف ومواجهة الأفكار الظلامية.
أمام عن دور النشر والطباعة التى تمتلكها الكثير من المؤسسات الحكومية والهيئات والتى أصبحت فى شكل عهد مهملة لا يتم عملها إلا موسميًا ومن خلال إخراج وطباعة كتب دعائية أو إرشادية أو لتلميع قيادات بعض هذه المؤسسات والهيئات فإن الأمر أيضا يحتاج إلى مراجعة، يحدث ذلك فى الوقت الذى تتجاهل فيه الحكومة أصحاب دور النشر الخاصة.
لقد غاب عن لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب الاهتمام بالمكتبات العامة فى مصر خصوصًا ونحن نسمع عن أولويات بناء الإنسان المصري.. كيف ونحن فى تراجع فيما يخص النشر للكتب أو حتى الإحصائيات التى تكشف حجم المترددين الهزيل على المكتبات العامة والخاصة.
هنا نسأل:
• أين دور وزارة التربية والتعليم فى المدارس بطول البلاد وعرضها؟ وما محتويات تلك المكتبات؟ 
• وهل فعلا يتم شراء الدوريات والكتب والقصص والنشرات الدورية؟
• أما عن حالة المكتبات حدث ولا حرج!
• وهل يتم فعلا تفعيل حصص «المكتبة» الموجودة فى جدول الطلاب الدراسى أم أنها أصبحت مجرد سد خانة؟
• أين القوافل المكتبية والخاصة بتسهيل استعارة الكتب أو الطبع المجانى؟
• وهنا نتساءل: لماذا توقف مشروع القراءة للجميع؟ والذى كان مدعومًا من عدد من الوزرات؟
• أين المكتبات فى القرى والنجوع والمراكز والمدن والأحياء بالمحليات؟ وأين الترويج لتشجيع القراءة؟!
• وهل فهمت الحكومة مغزى أن يتم حرق مكتبة السويس العامة وتفجير قصر ثقافة ومكتبة الدقهلية وكسر تمثال رموز النهضة فى الفن والغناء وتحطيم كبار الكتاب؟. وهل فهمت الدولة المروجين لكتب «عذاب القبر.. الشيطان الأقرع.. الحجاب.. تبرج المرأة» وغيرها من الكتب التى كانت مرجعا للانقلاب والانكفاء وعدم الانفتاح على فهم الواقع.
وبعد 
إننا نطالب الحكومة - وفى القلب منها وزارة الثقافة – التعليم من أصحاب دور النشر والمطابع- بأهمية أن تكون هناك رؤية متكاملة للتطبيق والمتابعة من أجل الاهتمام بالكتب والمكتبات وصناعة النشر والاهتمام السريع ويكفى ما نسمعه ونقرؤه من حولنا حول مكتبة الصين، المكتبات العامة فى أوروبا وغيرها من البلاد القريبة منا..!!
وحتى لا نكون أمة ضحكت من جهلها الأمم وكفانا تخلفا فى الوقت الذى يتباهى به رئيس الدولة الإسرائيلية حول حجم المكتبات وتكنولوجيا المعلومات التى تملكها إسرائيل.
نحن فى معركة بناء وتحدٍ حقيقى ليس فى مواجهة الإرهاب والتطرف فقط ولكن الأهم بناء الإنسان المصرى المثقف الواعى والدارس لأنه هو حجر الزاوية فى الدولة المصرية التى نريدها دولة مدنية ديمقراطية حديثة بمعنى الكلمة.