الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"التشكيلات العصابية".. ظاهرة لسرقة السيارات نهارا.. القاهرة والإسكندرية وبورسعيد والقليوبية يسجلون أعلى المعدلات.. المفتاح المصطنع إحدى الطرق.. وتزويد السيارات بوسائل حماية أمر تفرضه الضرورة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«التشكيلات العصابية» ظاهرة انتشرت بشكل مخيف خلال الآونة الأخيرة، حيث تخصصت فى جرائم السرقات، وذلك بعد أن تلقت أقسام الشرطة بأحياء مختلفة العديد من البلاغات الخاصة بحالات سرقة الشقق والفيلات، فلم يعد يمر يوم حتى تشهد أقسام الشرطة استغاثات وبلاغات من المواطنين حول تعرضهم لواقعة سرقة سياراتهم ليلا أو نهارا، الأمر الذى أصبح بمثابة كابوس يراودهم، خاصة أن مرتكبى تلك الوقائع لم يعد يشغلهم التوقيت المناسب للسرقة فكل ما يهمهم هو تنفيذ تلك الجرائم، التى ابتكروا لها أساليب جديدة، ووصل بهم الأمر إلى طلب الفدية من أصحاب السيارات مقابل إعادتها.

خلال السطور التالية نستعرض بعض تلك الوقائع والتى جاء أولها بمنطقة حلوان، حيث نجحت أجهزة الأمن فى ضبط كل من «مجدى. م» ٥٠ عاما عاطل، و«محمد. خ» ٢٧ عاما سائق، و«إبراهيم. ر» ٢٨ عاما ميكانيكى، بعدما تبين أنهم كونوا تشكيلا عصابيا تخصص فى سرقة السيارات بأسلوب المفتاح المصطنع، واعترفوا بتخصيص نشاطهم فى سرقة السيارات السوزوكى فان والتلاعب فى مفردات أرقام الشاسيه والموتور وإعداد المستندات المزورة اللازمة وإعادة ترخيصها بوحدات المرور المختلفة والتصرف فيها بالبيع، وأنهم وراء ارتكاب ١٤ واقعة سرقة سيارات.


سرقة ومساومة
لم يختلف الوضع فى منطقة البساتين، حيث تلقى ضباط القسم، بلاغا من «طارق. أ» يفيد باكتشافه سرقة السيارة خاصته، وورود اتصال هاتفى من رقم «محدد» ساومه خلاله المتصل على دفع مبلغ ٣ آلاف جنيه مقابل إعادة السيارة، تم تحديد هوية المتهم عن طريق عمل التحريات اللازمة وألقى القبض عليه وتبين أنه يدعى «إبراهيم. ش» سائق، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة بالاشتراك مع آخرين «تم ضبطهم» واعترفوا بارتكابهم ٩ وقائع بذات الأسلوب، كما تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة من ضبط تشكيل عصابى مكون من ٤ أفراد تخصصوا فى سرقة السيارات بالإكراه بدائرة قسم شرطة العياط، وبحوزتهم أسلحة نارية وذخائر.

مفتاح مصطنع
كما وردت معلومات لضباط مباحث قسم شرطة الشروق تفيد قيام كل من «حسام الدين. ا. إ» ٢٥ عاما عاطل، والمحكوم عليه فى قضية «تبديد» والمقضى فيها بالحبس سنتين، و«محمد. ر. ت» ٢٨ عاما عاطل، والسابق اتهامه فى ٨ قضايا آخرها «سلاح أبيض»، و«محمد. م. ع» ٢٥ عاما، سائق، والسابق اتهامه فى قضية «سلاح أبيض»، وكونوا فيما بينهم تشكيلًا عصابيًا تخصص فى سرقة السيارات بأسلوب المفتاح المصطنع ومساومة مالكيها على إعادتها مقابل مبالغ مالية.

ومن جانبه أكد اللواء مجدى شاهد مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن ظاهرة سرقة السيارات من قبل التشكيلات العصابية وغيرها لم تكن وليدة هذه الأيام، لكنها متواجدة منذ فترة طويلة وقد انتشرت بشكل واسع بعد ثورة يناير، وقد عظم مقدارها وأصبحت حرفة لمن لا يعمل، وانتشرت فى بعض المحافظات ولدى بعض الفئات.
وأوضح أن سرقة السيارات كانت تتم بطريقة بدائية جدا تتمثل فى قطع الطرق جهرا، حيث يتم تثبيت المواطنين على الطرق السريعة، وذلك عن طريق استخدام أسلحة، كما أن هناك طريقة أخرى تتمثل فى اللجان الشعبية التى كان يلجأ إليها البعض خلال فترة الثورة، مستغلين الأوضاع الأمنية.
وعن الأفراد الذين لجأوا لارتكاب مثل هذه الجرائم، أشار إلى أن هناك فئات جديدة انضمت لهذه التشكيلات العصابية وبدأت تعتمد على تهاون مصانع السيارات فى استخدام التقنيات الحديثة، فبعض المصانع المنتجة للسيارات وخاصة غير باهظة الثمن لا تهتم بتزويد السيارات بتقنيات حديثة، مما يجعلها عرضة للسرقة دون غيرها لسهولة فك شفرتها وتشغيلها، لذلك ننصح تلك المصانع بتزويد السيارات بتقنيات حديثة.
وعن الطريق التى يمكن اتباعها لمنع سرقة السيارات، أكد أن المواطن العادى يستطيع حماية سيارته من السرقة وذلك عن طريق تزويدها بجهاز تتبع «GBS»، فضلًا عن أجهزة الإنذار التى تنبه مالك السيارة فى حالة تعرضها لمحاولة اختراق. وأيضا على أجهزة الأمن استخدام تقنيات حديثة لرصد هذه الجرائم والتوسع فى نشر كاميرات المراقبة بالشوارع والميادين الرئيسية، والتأكد من التزام المحال التجارية بتركيب كاميرات المراقبة، من أجل رصد وقائع السرقات وضبط القائمين عليها، إلى جانب توفير جراجات وأماكن آمنة لركن السيارات تحول دون تعرض العصابات لها.
وعن المناطق المشهورة بتلك الوقائع، أوضح الخبير القانونى أن القاهرة والإسكندرية وبورسعيد والقليوبية، احتلت الرتبة الأولى وتأتى السرقة بالإكراه فى المقدمة تليها السرقة بمفتاح مصطنع يليها فتح السيارة بالمفتاح الأصلى.
وعلى الجانب الآخر أشارت الدكتورة فاطمة زغلول المحامية بالنقض إلى أن الأحكام الخاصة بجرائم السرقة تنوعت بحسب الطريقة التى ارتكب بها المتهم جريمته حيث نص قانون العقوبات فى المادة ٣١٤ أن «يعاقب بالأشغال الشاقة المؤبدة كل من ارتكب سرقة بإلاكراه سواء فى الطرق العامة أو وسائل النقل، وترك الإكراه أثر جروح، وتتحول من جنحة سرقة إلى جناية، بينما فى مادة ٣١٨ «يعاقب المتهم بالحبس مع الشغل مدة لا تتجاوز الثلاث سنوات على السرقات التى لم يتوفر فيها أى جروح أو إصابات أو تكون بالإكراه.